نصائح ...بكلمات الأسى والألم
د.عوض محمد يعيش
د.عوض محمد يعيش
 

إلى المتحكم فينا( عن بعُد) عبد الملك بدر الدين الحوثي.
بعد أن سُدت الطرق في وجهي من أن أجد من يسمع مظلمتي وينصفني، أو يوصلني إليك، لا لأنني أرغب في رؤيتك .
أو أن يجمعني بك مجلس.
لا والله.
ولكن فقط لأُسمِعك مظلمتي ليس الاّ..، ثم انك مشغول أومتشاغل عن مظالم الناس بمسائل أخرى هي بمقاييسك أهم!
لذلك كان لا مناص لي من اللجوء إلى ما سخره الله تعالى للبشرية على يد أحد المخترعين والعلماء المعاصرين الأطهار المطهرين وهو
السيد (مارك) قدس الله سره ونفع بعلمه الخلائق أجمعين .
عبر صفحتي في الفيسبوك
( إسلام شامخ)
في جو مفعم بالشعور بالقهر وأنا أتذكر تلك اللحظات الملعونة التي اختطف فيها شياطينك ولدي محمداجعل الله لأياديهم الشلل، وتلك التي استدرجوا فيها أخي عادل سمل الله أعينهم.
أكتب إليك هذه النصائح وأنا أسترجع ما اتعرض له عقب تلك الساعات الملعونة أنا وأفراد أسرتي وحتى الآن من مواقف يملؤها الأسى والحزن والألم والقهر.
جفت دموع نساءنا واطفالنا.
وأدميت قلوب رجالنا ونساءنا.
فضلاً عما أتعرض له -رغم شيخوختي- من مواقف محرجة لشهور ستة كلها الم وقهر أنا وإخواني في متابعتنا المكوكية مراجعة ومتابعة من أجل معرفة في اي معتقل من معتقلاتك تم الزج بهما، ومن اجل المراجعة لإطلاق سراحهما.
اليوم الواحد ياعبد الملك من ايام الستة الشهور علينا كأنه عام بأكمله.
لست أنا وإخوتي لوحدنا.
وإنما معنا أنسابنا
وأنساب أنسابنا
وجيراننا وكل معاريفهم
وأصدقاؤنا وأصدقاء أصدقائنا
وصحابتنا، وكل من يتصل بهم.
ومعاريفنا، وأصهارهم.

ترددنا وتواصلنا ولا نزال بنفاذ صبر مؤلم ، نتردد ونتواصل مع مكاتبك.
ومع مستشاري مسيرتك.
ومع أقاربك.
ومع مقربيك.
ومع كبار مسؤوليك.
نتواصل معهم رسمياً، وشخصياً، خطياً وتلفونيا، وعبر وسائط التواصل الإجتماعي الخ...!
وبانكسار موجع ترددنا على أكثر من شخص بحثاً عن وسطاء ليوصلونا إليك أو إلى اي من صبيانك الذين وكلتهم أمرنا، وفي سبيل ذلك تنقلنا من مكتب إلى آخر.
ومن بيت إلى بيت .
ومن شارع إلى شارع.
ومن جامع إلى اخر!
ومن شيخ إلى شيخ!
ومن وزير إلى وزيرالخ..!
ولكننا مع الأسف لم نصل إلى نتيجة غير أننا قد تيقنا أنك قد وضعت نفسك أنت وصُبيتك الذين أكرهتنا بهم لتولي أمرنا، على عكس إرادة الله فينا!
فالله تعالى أقرب لنا من حبال اوردتنا، في حين أنك وهم أبعد علينا من كوكب (بلوتو).!
وتيقن لنا- أيضاً- انك حتى الآن واحد من اعتى طغاة اليمن في العصر الراهن بل أنت أكثرهم استبداداً واشدهم ظلماً واعظمهم استكباراً!
لهذا رأيت ان أكتب إليك يا عبد الملك مع مظلمتي هذه كلمة حق وإن خلت هذه الكلمة في بعض عباراتها من المجاملة والملاينة، غير أن فيها شيئا من الصراحة، و (قليل) مما يجب ان تسمعه!
أقولها لك لعلك تستقبلها بصدر رحب فتنفعك ، أو أن تتعامل معها بكبريائك وتظن أنها تنال من تعاليك، ووهم قدسيتك فتُلحقني بسببها بمن هم عند ربهم يرزقون.
أو في أحسن الأحوال تأمر زبانيتك بخطفي ، والزج بي إلى جانب أخي وولدي والكثير من اليمنيين الأبرياء القابعين في أقبية سجونك المتعددة.
وبدايةً أؤكد لك أنني ضد العدوان البربري الذي تشنه اللدودة الكبرى( السعودية) وحلفاؤها على بلادنا الغالية، وأنا - وأعوذ بالله من قول أنا - رجل مدني بطبعي، وأعشق السلام بحكم ثقافتي .
لهذين الأ عتبارين وغيرهما فليس لي خصومات مع أحد البتة !
وفي نفس الوقت أناعلى الضد من كل صور الاقتتال والمعارك والحروب بصفة عامة، وبصفة خاصة هذه الحروب التي اتخذَت من فلذات أكبادنا وقوداً لها، و جعلت من وطننا ومنا ومن نسائنا واطفالنا ضحايالها!

مبتدأ نصيحتي لك ياعبد الملك
أن تستدعي عقلك ولو لمرة واحدة وتتذكر أنك وجماعتك ما وصلتم إلى ماوصلتم إليه إلا بسبب شيوع فساد من سبقكم.
بمعنى أن فساد حكم من سبقك هو الذي أوصلك أنت وجماعتك إلى ما أنتم عليه.
لكنكم زدتم في الفساد والإفساد طولاً وعرضاً أفقياً ورأسياً!
ولهذا فأسباب صعودك أنت وزمرتك هي ذاتهاستكون أسباباً لسقوطكم المفاجئ وغير المتوقع كما كان صعودكم صعوداً مفاجئا وغير متوقع!
سقوطكم- إن شاء الله- سيكون في فترة أقل مما تتصورون أو تتوقعون.
فانتظروا إنا معكم من المنتظرين .
خاصةً:
وقد زدتم عمن سبقكم تعمد تفشى التجويع ، والتجهيل الممنهج لأبناء اليمن!
وخوفاًمن جور بطشكم تشردالكثير من أبناء اليمن إلى خارج البلاد!
وزدتم عمن سبقكم أن جعلتم التعالي والصلف والعنف والاستكبار والظلم الفادح منهجا لكم في التعامل مع الناس!
و في عهدكم أصبح الوطن مثخنا بالجراح ومتخما بالأوجاع، وتعددت فيه خيارات ظلمة الموت، والظلم فيه تتسع مساحته، ويزيد عمقه ويتطاول ارتفاعه من يوم إلى آخر!
يا عبد الملك:
أنا وأفراد أسرتي كسائر أغلب الناس مظلومين وموجوعين من جور ظلمك وظلم صبيتك الذين يديرون لك أجهزتك القمعية السرية والعلنية، في حين أنك قلت ولا زلت تقول:
إنك إنما جئت لتزيل الظلم وتحقق العدالة !
فأي عدالة بربك يا عبد الملك في اختطاف الناس من منازلهم؟
وأي عدالة بربك يا عبد الملك في أن تجعل الناس يسيرون في الشوارع والطرق العامة في العواصم والقرى، وفي الخطوط الطويلة -في تنقلاتهم بين المحافظات-، وهم يتلفتون يميناً وشمالاً وإلى الأعلى والى اسفل ، والى الخلف وإلى الأمام مفجوعين خائفين أن ينقض عليهم زبانيتك في أي لحظة فيخطفونهم ويقذفون بهم بالقوة والعنف إلى فوق باصاتك المعتمة سيئة السمعة المعروفة ب ( البلكة)، ومن ثم تخفونهم وتغيبونهم عن أمهاتهم وآبائهم وعن أطفالهم، وعن إخوانهم وأقاربهم لشهور، بل - وبعضهم- لسنوات!

نزلاء معتقلاتك.
ياعبد الملك لا يريدون الوجبات الدسمة التي يروج لك بها أنصارك إنك تأمر زبانيتك بإكرام المعتقلين بها في العشر الأواخر من شهور اعتقالاتهم!
ولايريدون القات الهمداني، ولا البردقان العزيري الذي تمن عليهم بها في تلك العشر!
نزلاء معتقلاتك ياعبد الملك في غنى عن ذلك كله!
هم يريدون الحرية !
هم يريدون أن تطلق سراحهم!
هم وسائر أبناء اليمن يريدون العيش بكرامة وأمن وسلام في وطنهم وفي أوساط عوائلهم!
هم وغيرهم يريدون العدالة وتسييد النظام والقانون، وأن ترفع عنهم أشرارك الذين سلطتهم على الناس في طول وعرض الأرض اليمنية الخاضعة لجبروتك !
ثم لما تتمادوا في تعذيب المعتقلين نفسياً بحرمانهم من رؤية اطفالهم، وبإرغامهم على مشاهدة وسماع مايكرهون بالقوة وتحت مسمى ( الدورات التثقيفية)؟
الكل يعرف أن ما تسمونه تثقيفا يقوم على نظرية انتهازية لا أخلاقية تعرف (بنظرية الصدمة) يصاحبهاتجريع ، وتكعيف، وتعنيف في سياق عدة عمليات متتابعة وإجراءات تدميرية ممنهجة تستهدفون بها مسخ آدمية المعتقلين وتدمير عقولهم على خطى نهجكم في العبث بأدمغة وعقول أبناء اليمن .!

أخي عبد الملك
بعثت لك برسائل صغتها -مكرهاً- بأحرف الإستجداء وخطت كلماتها بمشاعر أب يستعطف طاغية في ولده، وأخ يستجدي مستكبر في أخيه،
علّ قلبك يلين وتأمر برفع الظلم عن ولدي محمد بن عوض يعيش، وعن أخي عادل بن محمد يعيش!
ثم أعقبتها برسالة ثانية ممهورة بأسماء مئات من القامات اليمنية الوطنية الكبيرة المتضامنين معي ومع المعتقلين ظلماً في سجونك وفي سجون اليمن شماله وجنوبه!
بعثت لك بمناشدة لأكثر من اربعمئة شخص من أروع رجال ونساء اليمن كله شماله وجنوبه، وشرقه ،وغربه ، وبكل احترام وإجلال يناشدونك بالإفراج عن ولدي وعن أخي، ولكن منعك استكبارك من أن تستجيب لمناشدتهم رغم قاماتهم وهاماتهم الكبيرة!
إذا كنت ياعبد الملك قد آثرت إهمال مراجعتي فما ينبغي أن تتجاهل مناشدة تلك القامات الوطنية السامقة، وهي شخصيات الواحدة منها بحجم الوطن!
أنا على ثقة أن الخطابات والمناشدة تلك قد وصلتك ليس لأنني نشرتها في أكثر من صفحة من صفحات وسائل التواصل الإجتماعي فحسب ، بل لأنني بعثتها لك عبر أخ كريم هو لك من اقرب الناس (لُحمة)، وبعثتها لك عبر مكتب مظالمك، وبعثتها لك عبر عدد من كبار مستشاري مسيرتك وبعثتها لك عبر عدد من الشخصيات الإجتماعية والسياسية التي لا زالت تحت سطوتك طواعية او كرهاً ، ولكن صدق من قال انك لاتصغي إلا لصوت شيطانك الذي يأمرك أن لا تجعل لأبناء اليمن قدراً ولا تعيرهم اهتماماً، !
راجع - رعاك الله - تلك المناشدة وبما تملكه من النباهة دقق جيداً في قائمة الأسماء وستجد نفسك بكل تأكيد ملزم أدباً واخلاقاً باعادة النظر في موقفك السلبي منها ومستجيب لمناشدت تلك القامات الوطنية وتطلق فعلاً سراح ولدي وأخي إكراماً لها دون تردد.!
ياعبد الملك:
تذكر ان أباك كان يسميك ( الطارقة) بمعنى الحاذق النبيه!
فهل من النباهة أن تُكره الناس على أن يكرهوك ؟
ولماذا وأنت النبيه لا تجعل لحدس أبيك فيك حظاً من الصدق؟
نباهتك يجب ان تجعلك تتذكر أنك ستموت وإلا:
فأين الروم أخبرني
وأين كسرى ؟
وأين تبع؟

إذا كنت نبيهاً- يا عبد الملك - وانت كذلك فعلاً- واذا كانت مسيرتك قرأنية كما تزعم، فتذكر قول الله تعالى في محكم كتابه الكريم :( إنك ميت وإنهم ميتون، ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ).

حاول كرتين، وثلاثا، وأربعا، بل وعشراً ان تستدعي جوهر دلالة هذه الأية الى ذهنك علّها تمنحك قدرا من اليقظة فتعود إلى جادة الصواب في تعاملك مع اليمن واليمنيين.

بإختصار شديد فدلالة الأية الكريمة تنبئك ياعبد الملك أنك ستموت لا محالة.
وتبشّرك أنك ستقف أمام الله (يوم التغابن) خصم للغالب الأعم من أبناء اليمن الذين أذ قتهم أنت وجماعتك سوإت الظلم والتجويع والقهر، والتشريد، والتهجير.
وستأتي أنت والمقربون اليك من جماعتك في زمرة أعتى الظالمين وأتعس المفلسين .
تصور ياعبد الملك ،،
وأنت في ( يوم التغابن)، فإذا بي أنا العبد لله وأخي وولدي قابضين الثلاثة بتلابيك.
وشد يين على خناقك.
نجرك بناصيتك جراً ومعنا ملائكة الله لنقاضيك في حضرة القوي العزيز الجبار المتكبر وانت ذليل حقير مهين!
تصور ياعبد الملك حين يظهر لك في ذلك اليوم الغالب الأعم من أبناء اليمن خصوما.
نساءهم ورجالهم.
أطفالهم وشيوخهم.
كبارهم وصغارهم.
قويهم وضعيفهم.
أيتامهم، وأراملهم، وثكالاهم.
أسودهم وأبيضهم.
منهم من تعرفهم وأغلبهم، لا تعرفهم ولم ترهم غير لحظة مثولك في حضرة الجبار المنتقم !
تصور ياعبد الملك أنهم كلهم يخاصمونك ويأخذون من حسناتك، في لحظة أنت في أشد الحاجة،، لحسنةٍ،، ترجح موازينك،، ليغفر الله لك بها.
لكنك وغالب صحبتك ستقابلون الله في ذلك اليوم الذي أنستكم إياه أطماعكم ورغبتكم الجارفة الظالمة في الإنتقام من الشعب اليمني المغلوب على أمره فتأتون وأنتم مفلسون. تأتون وقد أكلتم رواتب هذا!
ونهبتم أموال هذا!
وسفكتم دم هذا!
وضربتم بدن هذا!
وشردتم هذا!
وهجرتم هذا!!
وفجرتم دار هذا!
وأقصيتم الناس من وظائفهم!
وجعلتم الوظيفة العامة حكراً على اسر هاشمية ( معينة) دون غيرها من سائر الناس!
يوم تقف بين يدي الله ياعبد الملك سيعطى هؤلاء ، وهؤلاء، وهؤلاء، وأولئك، وأولئك، وأولئك من حسناتك ، كلهم ودون استثناء!
كل منهم سيأخذ قدرا من حسناتك - إن وجدت لك حسنات- فإن فنيت حسناتك قبل أن يقضي ما عليك، أخذ من خطايا هؤلا وأولئك فطرحت عليك ثم يُقذف بك في نار جهنم!
قل معي إن شاء الله !.
ان تماديت في استكبارك ياعبد الملك واستمريت
في التعالي على الناس والنظرإليهم شزراً تخاطبهم من وراء حجاب فسيأتي يوماً يطأك الناس فيه باقدامهم وانت في زمرة المتكبرين!
لأنك وأغلب زمرتك متكبرون وسيحشركم الله في ذلك اليوم وأنتم أمثال الذر في صور الرجال، حينئذٍ بالضبط سيطؤك النَّاس بأقدامهم!
ليس ذلك فحسب بل وسيغشاك يومئذٍ الذل من كل مكان.!
وستساق إلى سجن الله في جهنم!
ذلك السجن الرهيب والمخيف المعروف ب:(بولس) تعلوك فيه نار الأنيار وتسقى من عصارة أهل النار طينة الخبال!
ويسمع الناس الله تعالى وهو يأمر ملائكته ان يأخذوك فيعتلوك إلى سواء الجحيم.
ثم يصبون فوق رأسك من عذاب الحميم.
ويقال لك يومئذٍ: ذق إنك أنت الذليل المهين!
هذا ما يبشرك به الله تعالى وأمثالك وماجاء به سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، النبي الخاتم الذي تزعم انك من احفاد ابنته فاطمة رضوان الله عليها!
فعد إلى رشدك ولا تتمادى في غيك!
قد لا يعجبك كلامي ،لأنك تتجاهل الحقيقة وتأبى ان تسمع كلمة الصدق لأنها موجعة، وهي كذلك فعلاً لمن هم ضد الحق ونصراء للباطل مثلك، ولكن كل شيء مرهون بيدك يا عبد الملك!
فبيدك ان تظل كما انت!
وبيدك ان ترتقي الى مصاف أولياءالله وأحباؤه !
فاذا ما أردت لنفسك الارتقاء الى مصاف أولياء الله واحباؤه فما عليك إلا أن ترفع ظلمك عمن جعلتهم الأقدار تحت تسلطك من ابناء اليمن المغلوبين على امرهم!
وأن تفرج عن المعتقلين ظلماً في سجونك!
وأن تصرف رواتب عباد الله!
وآس بين الناس في الحقوق والوظايف والمناصب، واجعل لذوي الكفاءة والخبرة والنزاهة الحظ الأوفر منها!
وارجع البصر كرتين في ما تم العبث به في الدرجات والرتب العسكرية والمدنية!
وكف عن التمادي في عشق التمترس والخندقة! وعف عن الإستمتاع بمشاهد الدماء ورؤية الأشلاء وجثث القتلى!
ودع عنك التفاخر باعداد القتلى والتباهي بزيادة اعداد المقابر التي تفخربها كمنجز حققته للبلاد!
واحرص على أن لا تتنامى ثرواتك وثروات اتباعك وحواريك على حساب معانات الملايين من أبناء الشعب اليمني وتجويعهم، ولا من ويلات الحروب والإقتتال!
وتناسى تلك الظروف المريرة التي احاطت بنشأتك منذ الطفولة، حتى يتسنى لك كقائد ان توقف آلية الزج بالاطفال في آتون القتال، ودعهم يواصلون تعليمهم حتى لا يُخلّد اسمك في ذواكر الأجيال انك القائد الذي انشأ لليمن جيل مدمر جاهل مشبع بثقافة الكراهية والقتل والتدمير.
واجعل لنفسك -عاجلاً وليس آجلاً- طريقاً سوياً جاداً وصادقاً على خطى إنهاء الحروب في اليمن!
و يجب أن تعلم يا عبد الملك أن الأسعار تضاعفت في عهدك عشرات اضعاف ما كانت عليه قبل مجيئك، الاّ الإنسان فقد نافس عملتنا الحقيرة الذليلة وغير الصعبة في تدني قيمته ومعنوياته في الداخل وفي الخارج، وبوسعك ان لا تجعل الانسان اليمني في عهدك عالقاً بالإحباط والقهر اكثر من اي وقت مضى، ولا ان يظل محاطاً بظروف واجواء تُهدر فيها حياته وكرامته وطاقاته وجهوده.
وثق أن قلت لك ان الآلام والقهر والأوجاع والمظالم التي يعيشها الناس - من غير أتباعك طبعاً - اكثر واكثر مما يقال لك عبر شياطينك الذين يزينون لك سوءات أفعالهم وأفعالك!
ومن المهم ان تعلم يا( طارقة) أني مظلوم!
وأخي مظلوم!
وولدي مظلوم!
والشعب اليمني في غالبه بوجودك مظلوم!
ومع ذلك فأنا لك من الناصحين .
واعلم ياعبد الملك:
أن العفو والتسامح من صفات العظماء وان الدنئ فقط هو الذي يحقد ولا يتسامح، وبمقدورك انت لوحدك ان تضع نفسك حيث تشاء، ونصيحتي لك ان تضع نصب عينيك مقولة الزعيم الانسان العظيم (نيلسون مانديلا):"عقلية الإنتقام لاتبني دولة ولكن عقلية التسامح تبني امة" ويقال ايضاً : إن "التسامح اعلى مراتب القوة".

إياك أن تظن أن السلامة في إخضاعك للناس بالغلبة وبعنف جماعتك فالارض - كما يقال- صامتة ولكن في جوفها الف بركان، وإستنطق التاريخ إن شئت!
فإن كنت تدري فتلك مصيبة، وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم.
ومع أن حالي في ظل تغييب أخي وولدي عن ناظري هذه المدة كلها يصدق عليه قول الشاعر:
رمتني يدُ الأقدارِ في قوسِ محنةٍ
فلا العيشُ يحلو لي ولا الموتُ يقربُ
فسأظل كأغلب اليمنيين متأسياً فيك وفي جماعتك بقوله تعالى:"..ولنصبرن على ما آذيتمونا .."، ومؤمنين أن بعد صبرنا على هذا الكم من الظلم والحزن والقهر سيكون جزاؤنا عند الله كبيرا ومضمونا -ان شاء الله - فهو القائل جل شأنه:
"وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا"
و سأظل ناصحاً لك ما وجدت لذلك سبيلاً!
ورغم ان قلبي يؤلمني الا انه مليئ بالأمل والإيمان بان الشدائد مهما بلغت وتعاظمت لاتدوم لأن رحمة الله أعظم ،، وكما يقال:
فكم من كربة أبكت عيوناً
فإن وجد لها كريم هانتْ.
وبوسعك ان تكون كريم مع قرب حلول الشهر الكريم لذلك فسأظل انا وكافة افراد اسرتي مناظرين لأمرك الجاد والعاجل بالإفراج عن أخي وعن ولدي قبل حلول الشهر الكريم، وإحالة المجرمين الذين قاموا باختطاف ولدي واعتقال اخي الى المحكمة لينالوا جزاءهم الرادع.
ومقدماً شهر مبارك وكل عام واليمن بخير.
ولله الأمر من قبل ومن بعد!


في الإثنين 22 إبريل-نيسان 2019 10:36:46 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=44287