لماذا تعبث الإمارات بمصير اليمن؟
سامي الحميري
سامي الحميري
 

وجدت دولة الإمارات أن الدخول في التحالف العربي الذي أعلنت السعودية ولادته وتولت قيادته لإنقاذ الشعب اليمني ودعم وإعادة الشرعية في اليمن ضد المشروع الإيراني هناك فرصتها السانحة. خصوصا وقد كانت الدولة الخليجية الحديثة النشأة مبيتة النية للتدخل والانتقام من اليمن وشعبه الذي ضغط ثواره خلال وبعد ثورة الـ 11 من فبراير 2011م لإحقاق وعودة الحقوق المغتصبة للشعب اليمني فجاءت ثورتهم تلك بما لا تشتهيه أطماع أبو ظبي السابقة في اليمن إذ اجتثت ثورة الشباب الشعبية السلمية اتفاقية تأجير ميناء عدن للإمارات تلك التي أبرمها مع الأخيرة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والتي حولت الإمارات بناء على تلك الاتفاقية المجحفة الميناء الثاني عالميا إلى مجرد مستودع لمؤسسة موانئ دبي العالمية فجاءت حكومة ثورة الشباب ليكون من ضمن أوليات أجنداتها الوطنية إلغاء الاتفاقية الظالمة.

وجدت دولة الإمارات نفسها أمام فرصة تاريخية لا تعوض بعد أن لبت المملكة العربية السعودية دعوة الرئيس هادي لنجدة اليمن من تتار العصر مليشيات الحوثي الذين أصلا كان للإمارات يد في دعمهم حتى وصلوا إلى صنعاء. تلك الفرصة السانحة التي هبطت على الإمارات فتحت الباب على مصراعيه لتدخل هذه الدويلة المارقة للعبث بأمن اليمن وثرواته ولتقتل أكبر قدر ممكن من خيرة أبنائه ما يمنحها الفرصة للانقضاض على ما تبقى من شبابه المتحمس في البلد لإهلاكه في جبهات القتال بين طرفي الشرعية والانقلابيين الحوثيين المخترقين والمدعومين من قبل الامارات لصالح أجندات فارسية وأخرى غربية ودولية كمقاول على حد وصف نائب قائد شرطة دبي المدعو ضاحي خلفان.

أدى سكوت الشرعية عن كل تجاوزات دويلة الإمارات إلى تمادي الأخيرة في التدخل في كل شؤون السيادة والحكم اليمنية خصوصا بعد اختيار كبار وصغار الموظفين الحكوميين وموظفي الدولة في المناصب السيادية والأمنية الحساسة

 

استغلت دولة العصابات المنظمة التي لم تعاني يوما من أي هجوم إرهابي لعلاقاتها الخفية أصلا مع أعتى وأخطر وأكبر العصابات الإرهابية العالمية على ما يبدو ما مكنها لتسخير العمليات الإرهابية في اتجاه خدمة أجندتها فتورطت بالقيام بأعمال قذرة بداية باغتيال من تريد إزاحتهم عن الساحة الجنوبية ممن يمكن مستقبلا أن يشكلوا لها أي عائق أمام تنفيذ كامل أجنداتها وأجندات غيرها بدء بإزاحة المسؤولين التابعين للشرعية كالمحافظ جعفر محمد سعد الذي اغتالته بقفازات إرهابية مرورا بالسياسيين وأعضاء مجلس النواب كـ أنصاف مايو الذي حاولت استهدافه بعملية إرهابية نجى منها ثم أتبعتهم بقادة المقاومة الذين تصدو لعدوان مليشيات الحوثي ومن لم تغتله طلبت إبعاده بكل وقاحة فبعد أن عين رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الشيخ نايف البكري محافظاً لعدن سيما وهو أحد أبرز قادة المقاومة في عدن إبان العزو الحوثي لها اشترطت الإمارات إبعاده.

وبعد أن خلا لها الجو في عدن خصوصا بعد فرض تعيين عميلها عيدروس الزبيدي محافظا لعدن بدأنا نسمع في عن اغتيالات العلماء والدعاة وأئمة المساجد مروراً بإنشاء السجون السرية التي سامت اليمنيين فيها أشد صنوف الإرهاب والتعذيب والتنكيل، بالتزامن مع كل هذه الأعمال الشيطانية كانت الإمارات تضغط على الرئيس هادي لتعيين المزيد من العملاء لها داخل جسد الدولة والحكومة الشرعية فعينت بجانب عيدروس الزبيدي هاني بن بريك والذي بظهوره هو وآخرون وبإشراف مباشر من الضباط الإماراتيين في عدن زادت وتيرت الاغتيالات وقأموا بإنشاء مليشيات تكفلت هي بتسليحها ودفع مرتباتها لا تتبع ولا توالي الحكومة الشرعية بل جعلتها مناوئة لها وخنجراً مسموما في خاصرة الشرعية ووجع دائم وقنابل موقوتة.

ثم دعمتها إعلاميا بل وزادت أن مارست المزيد من الضغوط على الرئيس هادي لتعيين شلال علي شايع كمدير لأمن محافظة عدن ليكتمل الطوق الحاكم لعدن بيدها اضافة إلى اعتماد يسران مقطري وغيره من أفراد العصابة التي اختارتها بعناية في أقبيتها الاستخبارية لتوظفهم كعملاء مجاهرين ومفتخرين بعمالتهم للدولة التي تعبث بهم وبغيرهم في بلدهم وتنهب ثرواته وتبتز شرعيته وتواصلا مع مسلسل الفوضى التي تخرجه الإمارات باليمن فقد غذت العنصرية وحرضت مليشياتها ضد البسطاء من أبناء الشمال فكانت كلما أفتعلت تفجير إرهابي أطلقت العنان لكلاب حراستها لينهشو في جسد وممتلكات الباعة والعمال من أبناء شمال اليمن متخذة من جهل مرتزقتها وغبائهم فرصتها للتعمق أكثر فاستطاعت بأموالها النجسة تجنيد ما يقارب التسعين ألف مرتزق لصالحها ضد بلدهم.

في المقابل كان الهلال الأحمر الإماراتي يقوم بطلاء المدارس والشوارع ويرفع اليافطات الأغلى ثمنا من قيمة طلاء الجدران الخارجية للمدارس ليبتز اليمنيين والعالم من خلفهم شارحا في تلك اللوحات الدعائية مكرمات لا وجود لها في الحقيقة ومنسوبة للإمارات في عدن وغيرها من المناطق التي توغل إليها الذراع الاستخباراتية الإماراتية المسماة بالهلال الأحمر الإماراتي ومن ضمن تلك المناشط التي أقامها هلالهم مسابقات الحناء والبخور وغيرها من الأنشطة التي يمكن أن ينظمها عدد من المعدمين المتسولين في أي شارع عوضا عن مؤسسة خيرية خليجية تسمع لها في الإعلام جعجعة ولا ترى لها طحينا هي وغيرها من الأعمال الفارغة المعنى والمضمون والأثر.

كلما زاد صمت الشرعية كانت دولة الإمارات المارقة والمؤامرات تقابل كل ذلك بشهية أكبر وبعد طول حيرة وصمت إزاء احتلال جزرها الثلاث من قبل إيران قررت فجأة أن تستعيض عنها بجزيرة سقطرى اليمنية

في المحصلة أدى سكوت الشرعية عن كل تجاوزات دويلة الإمارات إلى تمادي الأخيرة في التدخل في كل شؤون السيادة والحكم اليمنية خصوصا بعد اختيار كبار وصغار الموظفين الحكوميين وموظفي الدولة في المناصب السيادية والأمنية الحساسة فبلغ بها الغرور والوقاحة والجرأة حدا ضربت معه القوات الرئاسية بطيرانها في عدن وغيرها عدة مرات وحرضت وحاولت اغتيال رئيس للوزراء السابق الدكتور أحمد عبيد بن دغر بل وبلغ بها التيه والغرور لدرجة أنها بعد إحكام سيطرتها على المطار والميناء في عدن ومثلها بقية المحافظات الجنوبية كالمكلا وغيرها فقامت بمنع هبوط الطائرة الرئاسية ومنعت عودة رئيس وأعضاء الحكومة وكبار موظفي الدولة إلى العاصمة الموقتة عدن التي لم تبق فيها أي أثر لحضور الدولة إلا في حدود القصر الرئاسي بمنطقة حقات في صيرة بكريتر أو الحضور الشكلي للمعاملات الإدارية التي تتطلب الإجراءت الشكلية والأختام والشكليات الرسمية الحكومية كحكومة محكومة بالقهر والقوة الجبرية.

ومع كل ذلك لم تستح أو تتوقف تلك الممارسات الوقحة بل أخذت تتمادى وتتمدد في إنشاء وتوسيع وإنشاء المزيد من المليشيات والأحزمة ودعم الإرهابيين وإنشاء السجون السرية ومعتقلات التعذيب وضرب التعايش في جنوب الوطن وانفتحت شهيتها أكثر فاستولت عبر مليشياتها بعد إحكام السيطرة على ميناء عدن ومطارها وأصبحت هي من تجني عائدات الجمارك فيهما وبعدها انطلقت صوب حضرموت فاحتلت مطار الريان وأنشأت فيه سجنا شهيرا عذبت وسحلت وانتهكت داخله حقوق وآدمية خيرة أبناء حضرموت.

وكلما زاد صمت الشرعية كانت دولة الإمارات المارقة والمؤامرات تقابل كل ذلك بشهية أكبر وبعد طول حيرة وصمت إزاء احتلال جزرها الثلاث من قبل إيران قررت فجأة أن تستعيض عنها بجزيرة سقطرى اليمنية لتضمها إليها وتنهب كنوزها الطبيعية وتجرفها وتسرقها لتزين بأشجارها الفريدة شوارع أبو ظبي ودبي بعد أن غزت الجزيرة باسم الهلال الأحمر الإماراتي الذي استطلع المكان وقدم وعودا للسكان بالمساعدة في صيانة الخدمات العامة أو تمويل إعادة تشغيلها وتوسيعها ذهبت بعد ذلك وأنشأت مليشيات حزام أمني كما فعلت في كل من عدن ولحج وأبين وشبوة والضالع وتعز وحضرموت ومؤخرا في المهرة وتحت مسميات تتراوح ما بين الحزام والنخبة في كل محافظة على حدة. تلا ذلك أحداث الصدام المباشر والمكاشفة التي فجرها رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد عبيد بن دغر الذي فضح مخططات الإمارات بالضم والإلحاق لأملاك الشعب اليمني وأراضيه وموانئه وجزره الاستراتيجية.

اليوم وبعد مرور خمس سنوات من الحرب في اليمن وجب على الجميع أن يقفوا صفا واحدا لمحاسبتها على جرئمها بحق مئات الملايين من المسلمين الذين ذاقوا الويل من تدخلاتها ضدهم وضد إرادتهم في بلدانهم بل ومطالبة العالم بتقديم قادتها كمجرمي حرب لما اقترفوا وارتكبوا من جرائم حرب وإبادة وإرهاب وجرائم ضد الإنسانية في شعب اليمن منذ تمويل الانقلاب في صنعاء وصولاً إلى انقلاب عدن.

 

# المصدر : مدونات الجزيرة

 

marebpress


في الجمعة 30 أغسطس-آب 2019 06:14:50 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=44515