إصلاحي يتحدى
ابو الحسنين محسن معيض
ابو الحسنين محسن معيض


مازال كثيرون منهم ، بلا هوادة ولا توقف ، في لحنِ قولِهم يدندنون ، عن الإصلاحِ ومليشياته الإرهابيةِ ، عن عمالته وفساده ، عن أهدافه ومخططاته ..! . تلك مهمتُهم . ويردُ عليهم واقعُ الأحداث " إنَّكم لكاذبون " . فمنذ مشاركته الحكم ثلاثيا في 93م ، وخروجه معارضا ضمن تكتل وطني " اللقاء المشترك " ، مرورا بالانتخابات الرئاسيةِ ، وثورةِ الشباب ، وانتخابات ( هادي ) ، والحوارِ الوطني ، واجتياح الحوثي صنعاء ، وجبهاتِ الدفاع عن الوطن ، وتولي الانتقالي الإدارة الذاتية لعدن وسقطرى ، وحتى يومنا هذا ، والإصلاحُ نصب أعينهم ، يحملونه كلَ وزرٍ وفساد ، وكلَ تخاذلٍ وانهزام ، وكلَ قصور وسوءٍ . وقد أسهبت في الرد على أقاويلهم خلال حكم ( صالح ) بما يكفي لقومٍ يعقلون . واليوم أضعُ بين أيديهم تحديا شفافا ، من واقع الأحداثِ في حكم الرئيس التوافقي . تحدٍ بمليون ريال يمني إن استطاعوا فرادى وجمعا أن يأتوا بالبينة والأدلة المثبتة لما يرددون حلما ويقظة .
1 - أتحداكم أن تثبتوا على الإصلاح تمردا مسلحا واحدا خرج به ضد الإجماع الوطني أو الشرعية الحاكمة . أو رفضا لأي قرار متوافقٍ عليه في حوار جامع لمكونات الوطن . هاتوا برهانَكم أنَّ الإصلاحَ دخل مدينةً وأعلنها خلافةً إصلاحيةً خالصةً ، أو أعلن إدارته الذاتيةَ على محافظة دون سلطة الدولة الشرعية . في الوقت الذي شهدنا فيه انقلابَ الحوثي وتمردَ الانتقالي ، بحجة الجرعة دخل الحوثيُ صنعاءَ وقلب نظامَ الحكمِ ، وبتصفية أبي اليمامة هاجم الانتقاليُ المعاشيقَ وطرد حكومةَ الشرعيةِ . وتلك حُججٌ لا ترقى لما عاناه الإصلاحُ من اغتيال كوادره وتجفيف ينابيعه وحرب استئصاله .
2 - أتحداكم أن تثبتوا على الإصلاحِ تشكيلَ أي مليشيات إرهابيةٍ ، أو فرقِ خطفٍ واغتيال ، للتخلصِ من خصومه وترهيب معارضيه ، أو لتهديدِ سلطة الدولة بها . وبتبعية مباشرة لأوامره ، دون انصياع لمؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والسياسية . كحال أنصار الله واللجان ، أو الأحزمة والنخب ، أو غيرها .
3 - أتحداكم أن تثبتوا على الإصلاح أيَّ تدميرٍ ونهب وإحتلالٍ لأي إدارة حكومية أو مؤسسة وطنية ، أو مهاجمته لأي منشأةٍ وطنية من مطار وميناء وبنك مركزي وغيرها ، وجعلها تحت حيازته وتصرفه وإدارته الذاتية ، أو التعدي والبسط والتملك لأي ملكية خاصة من أرض أو عقار . بل قد سطر خلال ثورة الشباب أروع مواقف المسؤولية تجاه مؤسسات الدولة والملكيات الخاصة حفظا لها ومنعا عنها .
4 - أتحداكم أن تثبتوا على الإصلاح أيَّ تعاون سري أو تحالف علني مع أي دولة أجنبية أو جماعة متطرفة أو فئات مرتزقة ، بغرض خيانة السلطة الشرعية والخروج عليها ، ومهاجمة مؤسساتها وضرب جيشها ، مقابل دعم تلك الدولة له لتحقيق أهدافه ومصالحه ، ومنح تلك الدولة استحقاقات وطنية في الثروة والأرض والسيادة ، وربما التبعية التامة منه لها . والتاريخُ يحفظ للإصلاح موقفه الوطني الخالص في استعادة جزيرة حنيش من العدوان الأرتيري عليها .
5 - أتحداكم أن تثبتوا على الإصلاح وجود أي معتقلات سرية أو سجون مخفية تحت مسؤوليته وتبعيته الإدارية ذاتيا . أو استقدام جهات خارجية ومرتزقة أجانب للتحقيق فيها وتعذيب المعارضين والمخالفين له من أبناء الوطن . وكل ذلك لخدمة مصالحه الخاصة وأهداف داعميه من الخارج ، دون مصالح شعبه وسيادة وطنه .
6 - أتحداكم أن تثبتوا على الإصلاح تربية أبنائه على ثقافة التمرد والكراهية والتنابز والشتم والتعصب والحماقة . أو أنه استغل محاضنه ومعاهده وجامعاته ليغرسَ فيهم شيئا من تلك السلبيات . بل رباهم على السلمية والحكمة ، والتزام توافق الجماعة الشرعية ، وعدم شق الصف الوطني الجامع ، والعمل ضمن منظومة الدولة الشاملة ، والصبر والاحتساب تجاه كل ابتلاء وفتنة .
7 - اتحداكم أن تثبتوا على الإصلاح قيامه يوما بتصفية أحد أبنائه أو رموزه ، ممن عارضوا قراراته وخالفوا سياسته وجاهروه بالخصام . أو وجه لهم شتما وتخوينا بخروجهم عن التنظيم والنظام الداخلي له ، أو لما فعلوه من مخالفته ، وقالوه من إساءة فيه . وهذا يحدث تكرارا وشبه يومي مع غيره من مكونات الهبش والدبش في تعاملهم مع رموزهم ونشطائهم المخالفين ، تصفيةً وقهرا وشتما ولعنا .
8 - اتحداكم أن تثبتوا على الإصلاح ما تتهمونه به من إقصاءٍ ورفضٍ لغيره ، وتفرد ونرجسية بالرأي ، وسيطرةٍ واستحواذ على القيادة والحكم . فمهما حاولتم لن تجدوا الإصلاحَ إلا في صف جماعي ، في شراكة وزارية ، في معارضة جماعية ، في ثورة وطنية ، في حكومة شرعية ، باذلا الجهد في تنفيذ مهامه الحكومية ، عاملا بإخلاص في تحقيق آماله الوطنية ، مادا يده بتسامح وصفح لخصوم الأمس ، متناسيا كل ما سببوه له في التسعينيات وميدان السبعين من جرح وقرح . فسلام الوطن وسلامة المواطن مقدمان على ما دونهما من نوازع الخصام وتشفي الإنتقام .
- دوما سيظل الإصلاحُ حزبَ وطنٍ ومكونَ دولةٍ وتجمعَ شعبٍ . يسير مع توافق الوطن ومخرجات حواره ، مقدما سيادة وطنه على ثوابته ، ومصالح شعبه على مكتسباته ، باذلا التضحيات من خيرة قياداته وأنبل أبنائه في جبهات القتال ، وراقيا بسمو في مواطن السياسة وخدمة المجتمع ، ومتنازلا عن منجزات بيضاء في مسيرته ، لم ولن يقدمها غيرُه ، خدمةً لوطنه وأمته . فلتبحثوا ما شاء لكم من تقارير المنظمات الحقوقية والإنسانية ، ومن مخزون أرشيفكم البالي ، ومن ذاكرتكم المثقوبة . وإني لكم ناظرٌ ومنتظر .
مليون ريال لمن جاء بالبراهين ، سيدفعها - مجزيا بالخير - أستاذُنا ( اليدومي ) ، فهو بشظف عيشنا فهيم . وأنا به زعيم .


في الأحد 28 يونيو-حزيران 2020 09:41:11 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=45015