عن أحداث شبوة وتداعياتها والسيناريوها المستقبلية في اليمن
أ د منصور عزيز الزنداني
أ د منصور عزيز الزنداني
 

قبل حرب شبوه ليس كما بعدها لان الوحدة اليوم في خطر أكثر من اي وقت مضى والمؤامرة انكشفت بوجهها القبيح .

عقيدة الشعب اليمني خط أحمر ، الوحدة خط أحمر ، النظام الجمهوري خط أحمر ، الشورى والديمقراطية خط أحمر ، الجغرافيا اليمنية وسيادتها وأمنها واستقرارها برا وبحرا وجوا خط أحمر ، والتدخل في شئونها الداخلية أو المساس باستقلال قرارها الوطني خط أحمر ، تلك مبادئنا لن نتنازل عنها وسوف يحميها الشعب اليمني وأبنائه المخلصين ، لأنها مكتسبات الثورة اليمنية شمالا وجنوبا التي لن نفرط بها وسالت من أجلها أنهارا من دماء أعز أبنائها .

سياسات كثيرة حتما ستتغير في الشأن اليمني بهدف حماية وصناعة السلام بشروط ابنائه وليس بشروط خصومه واعدائه ومن يقف معهم وبما يحقق مصالحنا الوطنية العليا من خلال حوار وطني خالص تحضره القوى الوطنية لا غير .

الشعب اليمني بكل قواه السياسية أمام تحدي كبير فالجمهورية والوحدة مستهدفتان ولن يفرط الشعب وابنائه بوطنهم مهما كانت التضحيات .

اليمن جزء منا ونحن جزء منه لن يكون اليمن الا بأبنائه ولن يكون للشعب اليمني كرامة تذكر الا بعقيدته ووطنه ووحدته ونظامه الجمهوري . على من يعتقد انه قد اصبح قويا بالمطبعين وبالكيان الصهيوني ومن يدعمهم من وراء المحيط ان يعلم ان اليمن قوي بشعبه وبعزيمته وارادته الذي لن يسمح لأي عابث ان يعبث بوطنه وتأريخ الثورة اليمنية يشهد بذلك وحتما ستتغير المعادلة .

سيعاد رص الصفوف من جديد وستتغير التحالفات الداخلية والخارجية وسيعلم الذين ظلموا انهم كانوا السبب في كل ما جرى وسيجري على ارض الوطن والمنطقة ، وان المخطط الذي اوصل اليمن الى ما هو عليه الان هو مخططهم ولا ريب في ذلك .

اذا كانوا يشعرون ان عزتهم بعمالتهم للخارج فعزتنا كيمنيين بالله سبحانه وتعالى لم تتبدل ولن تتغير ثم عزتنا بشعبنا ووطننا .

حريتنا غالية ولن نتنازل عنها ولن يحكمنا أمير أو غفير أو ديكتاتور لأن شعبنا أكبر من أن يخضع للخارج الإقليمي والدولي لأننا اليمانيون قد عشقنا الحرية وعانقناها عناق الأحرار وتأريخنا شاهد على ذلك .

رسالتنا للعالم كله اننا قد صنعنا هويتنا بأيدينا وهي هوية يمنية عربية اسلامية خالصة شامخة شموخ جبال اليمن وسمائه ، بها نصالح ونقيم السلام وعليها نحارب من يحاربها او من يحاول المساس بها . نقولها وكلنا ثقة أن محاولة اعداء اليمن السيطرة على جزرها وبحارها وبرها وايجاد الفرقة بين ابنائها هو عدوان سافر على سيادته واستقلاله وكرامة شعبه وسيكون ردنا عليهم اقسى واقوى والزمن بيننا لأنهم يتجاوزون بذلك كل الخطوط الحمر ولم يتركوا لنا اي خيار غير القيام بما هو واجب على كل وطني حر وشريف ينتمي الى هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعا .

وطننا اليمن هو اليمن الذي نؤمن به ونعرفه ويعرفه العالم بجغرافيته التاريخية . اليمن هو الانسان والتأريخ معا وهو موجود من الآف السنين وليس وطن من ورق وزجاج لم يتجاوز تأريخ نشأته عشرات السنين كحال البعض من الدويلات المعاصرة .

اليمنيون ليسوا دعاة حرب الا انهم يُعرفون بانهم رجال حرب ويدفعون عن انفسهم وعن وطنهم الحرب بالحرب ويزيدون على ذلك . سيظل اليمن موحدا ..

سيظل اليمن جمهوريا ..

سيظل اليمن متمسكا بهويته اليمنية العربية الاسلامية ولن يفرط بدينه او عروبته او ثوابته ومبادئه الوطنية كما يفعل البعض الآخر. اليمن سينهض بامكاناته وثرواته وقدرات ابنائه سيكون له جيش قوي يحميه .

لا ننكر ان لدينا ضعف بسبب فرقتنا وتشتتنا ولكن هذا لن يدوم لأننا نعرف الداء ونعرف الدواء والأمر يحتاج الى تحرك صادق وسريع وبعزيمة صلبة هي رسالة وطن لا يقهر لتصحيح هذا الوضع المختل الذي نعرف سلفا أننا قادرون على تجاوزه

. ينبغي ان يعرف كل من اعتداء على اليمن دولا او دويلات حكاما او افرادا اننا في اليمن لن ننسى لهم ذلك .

ورسالتنا الوطنية أننا لن نغفر لهم مؤامراتهم وسعيهم نحو تحقيق هدفهم الخبيث المتمثل في تقسيم بلادنا وتمزيق وحدتنا والتحكم بالجغرافيا اليمنية وبسيادتها وامنها واستقرارها .

لن ترى الدنيا على أرضي وصيا .

* أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ـ جامعة صنعاء عضو مجلس النواب


في الأحد 14 أغسطس-آب 2022 01:00:25 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=46004