ببغداد يقذف الحذاء والعقاب في صنعاء
رشاد الشرعبي
رشاد الشرعبي

إصراراً على تأكيد التميُز العربي, وعلى عكس ماكان مفترضاً ان يكون, بدا ان العقاب للإهانة التي تلقاها الرئيس الإمريكي (جورج بوش) في زيارته الوداعية للعراق المحتلة سيكون من نصيب الصحافة والصحافيين في اليمن, وكله (سلاح الدمار الشامل).

الصحفي العراقي منتظر الزيدي غامر بحياته ومستقبله للتعبير عن وضع العراق بعد الإحتلال الإمريكي, ليس كصحفي, ولكن كمواطن عراقي وعربي غاضب, فقذف بفردتي حذائه صوب بوش واحدة تلو الأخرى بعد ان صرخ فيه واصفاً إياه (كلب) وطال بغضبه رئيس وعلم أقوى دولة في العالم, وجاء عقب إعتراف بوش بكذب مبرر خوض حربه الوحشية على العراق (سلاح الدمار الشامل).

تلك الغضبة العراقية كان من المفترض أن تكون عبارة عن رسالة من الشعوب العربية للإدارات الإمريكية, وقبلها الأنظمة والرؤساء والملوك العرب الذين لا يختلفون في تبعيتهم وذلهم وتضحيتهم بمصالح أوطانهم وشعوبهم من أجل مصالحهم الشخصية والعائلية عن رئيس الوزراء العراقي الذي أغضبته الإهانة أكثر من المستهدف بها.

 لكن يبدو انه ليس هناك نظام أو زعيم عربي سيتلقف تلك الرسالة التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني والعبر والدروس إن كانوا يعقلون أو يعون.

فحينما سقطت بغداد وتوارى صدام حسين ونظامه عن الأنظار, نقلت شاشات التلفزة العربية أشخاص قيل حينها أنهم مواطنين عراقيين يصفعون صور رئيسهم المخلوع بالأحذية, لكن الرئيس علي عبدالله صالح كان الوحيد الذي بدا أنه تلقى الرسالة وأستوعبها وأثمرت توجيهاته بإبعاد صوره من الشوارع والساحات العامة إن لم يكن التخفيف منها, ونفذت التوجيهات بشكل محدود, إلا أنها مُذاك عادت بنسبة 1000%.

لم يقتصر الأمر على الصور, فقد تم إطلاق العنان للقب (الصالح) بما يشبه العلامة التجارية, على هيئة مدن سكنية للعسكريين والمدنيين ومؤسسة خيرية تستأثر بثلثي الدعم الحكومي للجمعيات ومستشفيات ومدارس وطرق وحدائق وكذلك جامع بفخامة لايوجد حتى الآن في اليمن مثيلاً له حتى التي بنيت على نفقة أعرق وأكبر البيوت التجارية في اليمن والخليج.

إلى هنا والأمر نعلمه جميعاً وتفاصيل أسوأ, هي من العيب أن تكون في دولة, بحسب الدستور, نظامها جمهوري غير وراثي, يتخذ من الديمقراطية والتعددية السياسية نهجاً وليس ديكور أو لافتة يتفاخر بها, بل ويبدي قيادات النظام إستعدادهم لتصدير هذه المفخرة الوحيدة في بلد ينخره الفقر والبطالة ويقضمه الفساد والإستبداد ويقاد نحو الهاوية – لاقدر الله-.

لكن العجيب أن أكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي أطاحت بالحزب الجمهوري الإمريكي وجعلت بوش يودع البيت الأبيض بصفعتي حذاء عراقية, تحولت إلى عقاب وإجراءات تعسفية تطال صحيفة المصدر ورئيس تحريرها الزميل\ سمير جبران على هيئة دعاوي قضائية وصلت إلى 3 خلال أسبوعين متزامنة مع تهديدات (سوبرمان) وزارة الإعلام (محمد شاهر) بمنعها من الطباعة.

الصحفي القدير\ منير الماوري وصف الرئيس بأنه (سلاح دمار شامل) لليمن (وطناً وشعباً), ونحن نثق بزيف دعواه وكذبه, فنتمنى على الأخ الرئيس أن يثبت من خلال هذه القضية بأن الماوري وبسبب أنه صار يحمل الجنسية الإمريكية هو كاذب مثله مثل الرئيس الإمريكي بوش.

 فالماوري يكذب أن رئيسنا سلاح دمار شامل وكلنا يعلم سعة صدره التي ليس لها حدود, وكيف يفسح المجال للصحافة والصحافيين, ليمارسوا حرية الرأي والتعبير حد توجيه النقد الموضوعي والبناء لشخصه مادام لم يتضمن قذفاً أو تشهيراً أو تجريح.

المفارقة أن رئيس أعتى دولة في العالم (سياسياً وإقتصادياً وعسكريا) يمتص إهانته بفردتي حذاء الزيدي ويتفاداهما بإبتسامة عريضة, تعقبه تصريحات عن الحرية والديمقراطية التي جلبتها إدارته للعراق وكان هذا أحد تجلياتها, ثم يطالب المالكي للرأفة بالزيدي وأن لا يخرج العقاب عن حدود المعقول.

ولدينا العكس, فبسبب أكذوبة الماوري التي تعلمها من أسياده الأمريكان, يمارس نظام رئيسنا الصالح – حفظه الله ومد في عمره- التنكيل بصحيفة المصدر ورئيس تحريرها, ويستخدم في معركة غير متكافئة, جهاز القضاء ناهيك عن السلطة التنفيذية, ولو أستدعى الأمر, فلن يزهدوا عن الدفع بالسلطة التشريعية وكل قوى الشعب والمنظمات والنقابات وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي, لمواجهة المتآمرين على الوطن الذين يرتبطون بجسر إلكتروني مابين واشنطن وصنعاء للنيل من نظام جمهوري وطني ديمقراطي تعددي, ونتحدى من يثبت عكس ذلك.

أيها الوالد الرئيس, فلأني منذ وعيت الحياة لم أجد رئيساً لليمن غيرك, ولم أجد في الإعلام الرسمي حديثاً أكثر من الحديث عن تسامحك وصفحك وسعة صدرك وديمقراطيتك, كشأن المنجزات والمكاسب التي حققتها على مدى 30 عاماً ودولة المؤسسات والنظام والقانون والتي تثبت عكس مايقوله المتآمرون كالماوري والإمريكان الذين ثبت في العراق أنهم يكذبون ثم يكذبون ويبهررون ولا يخجلون, نناشدك الصفح والعفو عن صحيفة المصدر وصديقي العزيز سمير وعتقهم من جحيم نظامك الذي طال العزيز عبد الكريم الخيواني منذ 5 سنوات.            

     Rashadali888@gmail.com     


في الثلاثاء 30 ديسمبر-كانون الأول 2008 04:26:17 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=4635