الجرعة التي قصمت ظهر المزارعين

الجرعة التي قصمت ظهر المزارعين

مزارع ينتظرها الموت ومستقبل مظلم ينتظر الزراعة في مأرب 

 

 

 

 

محافظة مأرب أرض كرم الله ذكرها في القرآن الكريم ووضعها على أنها ارض الجنتين لكن الوضع الحالي ربما ينقلب رأساً على عقب أي أنه ربما تتحول هذه المحافظة الصحراوية التي زرعت مساحات شاسعة من أراضيها هي قادمة في المرحلة القادمة كي تتحول إلى ( أرض الجمرتين ) .

(مأرب برس ) حاولت أن تسلط الضوء على عدد المزارعين لتبحث عن المستقبل المظلم الذي ينتظر الزراعة في مأرب عن الواقع المؤلم الذي يعيشوه .

لحظات هي أكثر من قاتلة لمزارع يرى مزرعته تذبل يوما بعد يوم أمام ناظريه وهو عاجز ان يحرك ساكنا أمام طوفان الغلاء وطغيان الفساد .

 لقد كانت النتيجة مهولة والآلام التي سمعناها ورأيناها من المزارعين كبيرة .

يقول أحد المزارعين ( كنا إذا اشتد بنا الحال أخذنا نعجة أو كبش صغير وبعناه واشترينا به برميل الديزل أما اليوم فنحن محتاجون إلى عجل حتى نستطيع تمشية أمورنا .

عبدالله بن عمر الحداد : صاحب مزرعة ومواشي يقول (مأرب برس ) إن الحال شديد على المزارعين وأنهم الآن في شدة الأزمة وأني عازم على إيقاف الزراعة لكننا أبتلينا بالمحصول الحالي لابد أن نستمر حتى النهاية .

ولدي مواشي أتمنى بيعها اليوم قبل غدٍ وهناك الكثير من أقرابئي سيقومون بتيبيس أي إيقاف ري بساتين الليم لأن من أين نصرف عليها .

أحمد الصالحي يقول : لدينا مكينة تحتاج كل أسبوع إلى برميل ديزل أي 7000 ريال من أين لي هذا المبلغ أسبوعياً سأتوقف عن الزراعة وسأكتفي بالضروري فقط .

ويقول : الوالد حمود مثنى :

لقد جاءت الجرعة ونحن في أزمة من خراب مكاين وقطع غيار للحراثة وزادت الطين بله لقد جاءت هذه الجرعة وجعلتنا نقف لا ندري كيف نتحرك لقد وقفنا وعجزنا مع هذا الغلاء .

إن هناك كثير من الناس تركوا بساتينهم تموت عطشاً من قلة ما في اليد .

الرأس الغنم ماعاد يفي بقية برميل ديزل . أنا يومياً أسرح ثلاث أغنام ولم يزل قطع الغيار وبعد أيام لا ندري ما نعمل مع هذا الغلاء وإنني أطالب الحكومة بقيامها بشراء مكايننا وشراء الأشجار التي تم غرسها حتى يفرج الله علينا .

عبدالله بن حمد ( أبو حزام )

يقول : كانت الزراعة في أوج زخمها الإنتاجي بعد قرار الرئيس عام 84م في منع استيراد الخضار والفواكه حماية للإنتاج المحلي . وبدأ التراجع بعد الجرعة الأولى برفع المشتقات النفطية أما السلبيات التي تعرضنا لها كمزارعين فهي كالتالي :

1-  التقليل من زراعة الحبوب إلى أدنى حد ( الحاجة الذاتية ) للمزارع

2-  تهميش وقلع أطراف مزارع البرتقال والمانجو بالتدريج وذلك إلى الحد الأدنى بما يوافق الحاجة الذاتية لأنها لو حسبت حساباً فإنه لا فائدة اقتصادية لدى المزارع سوى الخسارة المؤكدة . وحتى المستهلك نفسه سيحد من شراء الفواكه نتيجة للركود الذي سيصاحب ذلك مستقبلاً .

3-  الحيوانات وخاصة الأبقار والأغنام ينخفض مستوى الإنتاج نتيجة لغلاء تكاليف رعي هذه الأغنام . وبهذا ستقل هذه الأعداد بشكل هائل الأمر الذي سينفرد منه المستهلك . كما أن هناك أناس لا دخل لهم إلا من تربية المواشي تخيل كيف سيصبح حالهم .

هذه وقفات مع بعض المزارعين الذين عبروا عن أرائهم بكل وضوح لواقع مر ومستقبل مظلم في ظل غياب الدور ي الحكومي في حماية المزارع من أي خسائر قد تواجههم وما أكثرها في اليمن من سقوط الأسعار إلى مستويات متدنية وهابطة تعكس فداحة الخسارة التي تلحق بالمزارعين .

ناهيك عن ,جود آليات وسياسات حكومية في استقرار السوق اليمني خاصة للمنتجات الزراعية التي يعتمد عليها المزارعون في البحث عن مصادر الرزق .

وقد تطرقت موقع مأرب برس في العدد الماضي في دراسة أعدا الباحث والمهندس سالم جرشب تناول فيها الخسائر الهائلة التي سيتعرض لها المزارعون في هذا الموسم والتي قدرت بالملايين وخاصة في منتوجي الطماط والبطاط


في الأربعاء 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2005 07:30:00 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=5