رمضان للتصالح أيها الرئيس الصالح
ابو الحسنين محسن معيض
ابو الحسنين محسن معيض

رمضان قادم .. يطرق الأبواب .. أن تأهبوا للطاعات وأقبلوا على الله بالعبادات .. تنالوا من الكريم جزيل العطاء وعظيم الحسنات وهو شهر مراجعة النفس الأمارة بالسوء المثقلة بالخطايا والذنوب ومراجعة الحسابات وتصحيح الإعوجاجات وهو شهر التقوى واليقين للنفس المطمئنة . 

وليت رمضان هذا العام يكون شهر الوقوف بصدق وعدل وتجرد مع القلوب التي تقبع خلف قضبان صدور رجال سياساتنا الحكماء .. العظماء ..شهر المحاسبة وإعادة الحسابات ... شهر التصحيح والاختيار الصحيح .. شهر التجرد للحق المجرد .. شهر اللقاء عند نقطة الالتقاء .. بحب ومسئولية وصدق من اجل وطن جريح عالي وغالي ..اسمه اليمن ..رسمه يناقض اسمه يمن .. خوف وفساد وظلم وفتن !!!

ليت رمضان هذا العام يكون فرصة للثلاثي المؤثر في وضع اليمن .. الثلاثي المركب عليه وعاء الوطن .. ليراجع حساباته .. ونهي خصوماته .. ويضع مصلحة الأمة أول أولوياته .. قبل أن تهب رياح هوجاء .. تنفخ في بصيص جمر يشع من تحت الرماد فتتأجج نار ..تأكل الأخضر واليابس .. وتحرق الوعاء بما فيه ..

أولهم : اللقاء المشترك .. بأن يتقدموا خطوة نحو الأمام .. ويتخلصوا من عقدة التخوف وعدم الأمان .. ووضع ( لا ني بنايم ولا ني بصاحي ) اليمن يتمزق والخطر الأكبر به يحدق .. فليبذلوا جهدا اكبر نحو الاستقرار .. والتنازلات ليست غريبة عليهم ككيان والشاهد الحاضر فلل ومنح للقيادات الاشتراكية , وإغلاق المعاهد وتوطيد كرسي الحاكم بالمساعدات الحربية .. ومحل الاستشهاد الماضي دائما صلح الحديبية ... فمالكم اليوم تمنطقتم بحزام حزم ما اعتادوه منكم فهلا عدتم فاليمن ألان لا يحتمل بعدكم ولا تعنتكم ...أما ترون بأم أعينكم السيل الهادر المقبل نحونا .. من هنا ومن هنا ..وسدنا المتين قد حفرت فيه فئران البستان ولن يصمد ساعة أمام ما هو مقبل عليه من الطوفان ..وبعد .. سنقول بكل ألم جنت على نفسها براقش ولات ساعة ندم .

وثانيهما : الحراك الجنوبي .. ودعاة الانفصال هل سيؤثر فيكم رمضان ..هل ستتقيد شياطينكم الحمراء و وعفاريتكم الزرقاء , هلا تفكرتم في حجم المشكلة وتدبرتم المعضلة .. فانتم تدفعون العربة من الخلف ومالها قائد من الأمام فكيف تعرفون إلى أين تتجه ؟!! فهلا أتيتم للحوار وتركتم الصراخ والجعار .. فليس في تقديمكم مصلحة الوطن أي عار بل هو فخر لك وعز على الدوام , ولقد أسأتم من حيث أردتم الإحسان وأخطأتم حيث أردتم الصلاح .. بطلبكم الانفصال .. وتمزيق البلد بعد الوصال .. نعم هناك قضية في الجنوب لابد لها من حلول,وحقوق لا بد لها من نيل,ومطالب لا بد لها من حصول, ولكن لا يداوى الرمد بفقء العين .. ولا يعالج الكسر بالبتر .. ولا الصداع بقطع الرأس .. فاستفاد الحاكم من دعواكم تلك .. ولعب لعبته بفن ورؤية ونشرها في البلاد .. فأصاب السلة من أول رمية , وتخلى عنكم من كان يرى فيكم معادلة كفة الميزان .. وما تجربة إعلان94م ببعيد .. فلا مجال لدعوة أولها خطر وأخرها دمار .. ولا أظن هدفكم أن تسيل من الدماء أنهار .. فلا إيمانكم ولا وطنيتكم ترضى بتلك الجريمة.

 فالآن في رمضان .. تقييم وتقويم .. وعودة حميدة إلى حضن الأمة المجيدة .. برؤوس مرفوعة وهامات عالية , ولتفرضوا على السلطة مطالبكم العادلة والغالية ... والحليم تكفيه الإشارة ..

وثالثهم : الحزب الحاكم .. وعلى رأسه الرئيس القائد .. الرمز المجالد .. سيدي لقد بنيت مسجد الصالح .. وأسست جمعية الصالح .. وبقي العمل الصالح .. وترك المصالح .. وفي رمضان تقيد الشياطين .. وتصفد المردة الملاعين .. فهو فرصة لا تعوض للمراجعة الجادة والمحاسبة الحادة .. وتقديم التنازلات .. دعوة صدق .. لا لف ولا دوران .. ولا كسب وقت وزمان ..

أن هلموا إلي عباد الله .. فلتتخلى عن شيء من الكبرياء المزعومة وأوهام المخططات الملغومة فالوضع أخطر من العناد وشورى بطانة الفساد ...

هيا قدم بيانا تاريخيا بتصحيح فعلي,محاسبة ومسألة,ثواب وعقاب وإبداء بمن حولك من العائلة

هيا أقنع الشركاء في الوطن أنك جاد في رمضان للقيام بما يمليه عليك واجب الدين وكل ذلك في سبيل الحق ولم الشمل وصون البلاد والعباد من شر يتربص بها السقوط فينهش في لحمهم كالكلب المسعور ..

أقنعهم انك جاد في دعوتك لهم للحوار .. وانك تغيرت ولم تعد كزمان .. إذا قضيت منهم وطرا رميتهم خارج المدار .. اثبت لهم صدقك .. وسيأتونك راجلين وراكبين .. فلا كرسيك يريدون ولكن صدقك وحكمتك وعدلك .. فأن لم يروا ذلك فلن يأتوك .. فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وهم قد تجرعوا سمك الناقع مائتين .

سيدي الرئيس / لا يخفى عليك الخطر ولا مثلك يوجه لمثل ذلك الأمر .. فأنت الأدرى بخفايا اللعبة وما في الخفايا يدار ..

ولكن هل ترضى أن يكتب التاريخ خاتمة عملك السياسي بهذه الصورة المشينة .. أن تتفرق الأئمة في عهدك شذر مذر .. دولة أثنا عشرية في الشمال .. وشبه جمهورية في الوسط .. والجنوب دويلات قبلية وأمارات سلطانية .. وما خفي كان أعظم .

إن كنت ترضى فنحن ورب البيت لا نرضى لك بالمشأمة .. فأرنا من نفسك قوة .. وما عهدناك إلا رجل الساعة وصانع الملحمة .


في الجمعة 07 أغسطس-آب 2009 06:16:02 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=5670