|
شعر صديقي برغبة جامحة في الانضمام الى جماعة الحوثي ليس لإيمانه بأفكارهم على العكس تماماً ولكن كان السبب في ذلك هو حرص عبدالملك الحوثي على تزويج الشباب من أفراد جماعته كما سمعنا , ولا أنكر أن تلك الرغبة وجدت طريقها الي وبالتأكيد ستجد طريقها الى نفوس الكثير من الشباب الذين عجزوا عن إكمال دينهم وجعلتهم الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها بعيدة عن ذلك, وبالمقابل تزايد عدد العانسات اللاتي وجدن أنفسهن في عمر لا يصلحن معه للزواج حسب رأي البعض بينما تصبح الفتاة ذات التسع والعشر سنوات مؤهلة للزواج والوطء والإنجاب ولا يألو البعض جهداً في الترويج لذلك واستحبابه والنصح به .
الزواج المبكر – مشائخ يقعون في الفخ
لا أتهم أحداً بالغباء وإنما يمكن القول أن هُناك الكثير من الأشخاص والمشائخ بالتحديد من برلمانين وغيرهم وقعوا في الفخ فأنجروا بقصد أو بدون قصد الى معركة تفنن من له مصلحة في حياكتها وأبدعت الأدوات في التنفيذ دون أن يسأل أحد نفسه لماذا هذه القضية ولماذا هذا الوقت بالتحديد ؟ وقاموا بدورهم على أكمل وجه بل وزيادة على ذلك بكثير , فقد ظهر البعض منهم مدافعاً عن الإسلام والآخر يحدوه الأمل بعودة أمجاد الأمة التي تبدأ عند إفشال مخطط وضع قانون لتحديد سن الزواج فأنطلقت ألسنتهم وجلجلت حناجرهم وتحولت منابرهم الى الحديث عن سن الزواج والتهجم على الداعين الى تحديده بسن معين ووصفهم بالفسق والعصيان والفجور وإطاعة الغرب ومشائخ آخرون أمعنوا في طلب العلم وعادوا الى مكتباتهم ونبش الذاكرة الإسلامية من جديد ليأكدوا صدق ما يدعونه ويعززونه بالجج والبراهين فعاد البعض منهم بعد إعتكاف طويل الأمد ليطل علينا بأحاديث وأراء تدحض مزاعم اولئك وتؤيد جهادهم ضد الباطل كما يقولون .
نعم هُناك أبطال والكثير منهم للأسف وبسهولة تستطيع جره الى دوامة لا تنتهي فتشغله عن مهامة المنوطه به وتحوله عن مساره الذي يجب أن يسلكه وإن كانت هذه هي الحقيقة إلا أن الحزمي والزنداني ودحابة يغفلون كل ذلك فأبتعدوا عن ما يكهل الوطن وعن جراحاته وأنات أبنائة وأزماته ومعاناة فقراءة ومشرديه ليتحولوا الى مصارعين من الطراز الاول ضد الداعين لتحديد سن الزواج وإمعانهم في مهاجمة الطرف الداعي لتحديد سن الزواج بسوء تصرف جعل أولئك يتحولون في نظر البعض الى ذئاب بشرية وكأن الإسلام لا يحرص على سلامة الطفلة صحياً الغير مؤهلة للزواج في سن صغيره وبدا مشائخنا وكأن القانون الجديد الذي لم يشرع بعد سيحول دون متعتهم بما لذ وطاب من الصغيرات .
إني أحترم الجميع منهم ولكن بالله عليكم هل وصلنا من الترف والتقدم والنظام الى حد نبحث فيه عن مثل هذه الأمور لنقف أمامها وننصب أنفسنا مدافعين عن الإسلام وعن النبي صلى الله عليه وسلم وتركنا الأولويات لنسهب في موضوع أجزم أنه لا يستحق كل هذا العناء والجهد والوقت الذي يبذله مشائخنا في سبيل ذلك فتناسوا واجباتهم تجاه المجتمع ودافعوا عن نزواتهم فكل منهم متزوج أربع ولديه الرغبة في التغيير والتبديل ولو أن الشرع الحنيف سمح بأكثر من أربع لفعلو ذلك , بينما يضيع آلاف من الشباب الذين أنهكتهم الظروف الإقتصادية الصعبة فلم يستطيعوا الزواج وقد وصلت أعمارهم الى ما فوق الثلاثين ومنهم من أعلن وفاته بإنتحار أو بالهجرة شمالاً الى المجهول ومع كل ذلك يطل علينا الشيخ الجليل عبدالمجيد الزنداني على شاشة السعيدة ليتحدث عن أهمية الزواج في سن العاشرة والحادية عشر بالنسبة للشاب والشابة كما قال وبالأصح "الطفل والطفلة " .. ماذا لو حدث ذلك فعلاً ؟؟ .. وكأن شيخي الجليل لا يعي الوضع جيداً الذي صار معه الزواج مستحيلاً وحلماً يرواد الكثير من الشباب وليس الأطفال كما يقصد الشيخ .
دعوة بين يدي مشائخنا :
لماذا لا يتحدث مشائخنا عن الزواج المتأخر جداً للشباب ولماذا لا يأخذون بإيديهم بدلاً من الحرص على "مثنى وثلاث ورباع" وأين هم مما يحدث للشباب الذين تركوا التعليم ووجدوا طريقهم للجريمة والكثير منهم ينتظر الفرصة السانحة للإنحراف كل ذلك ما سببه وما نتيجته ؟ اليس ذلك أولى من التطرف في القول والفعل بشأن تحديد سن الزواج وكأن ظروفنا المعيشية تسمح لنا بالزواج في سن مبكره ولدينا القدرة كما هي لمشائخنا على "مثنى وثلاث ورباع " .
لماذا لا يخرج الحزمي الى حارته لينظر فيها كم من الشباب لم يستطيعوا الزواج وكم من العانسين والعانسات أيضاً تُركوا بلا إهتمام وظلوا "هامش" فلا مجتمع حريص بهم ولا أوضاع إقتصادية تساعدهم على إكمال نصف دينهم .
لماذا لا يخرج الزنداني "حفظة الله " الى حارته ليرى شباب بلا عمل وبلا أمل أيضاً .. ويرى أن الكثير منهم غير قادرين على الزواج حينها سيعلم جيداً أن هذه المشكلة أولى بالمناقشة من غيرها وحينها سيدرك أن جيلاً كاملاً يتعرض للتهميش والإقصاء والذي حتماً سيرفض كل ذلك ولن يبقى بهذا الوضع المأساوي وسيتمرد على واقعه شئنا أم أبينا عاجلاً أم آجلاً ..
مخاطر الزواج المتأخر:
وكما للزواج المبكر مخاطر كذلك للزواج المتأخر و مخاطره كثيرة والتي نحذر من عواقبها بالنسبة للشاب والشابة والمجتمع فعدم قدرة الشاب على الزواج يصيبه بالفشل والعجز ويتجه إتجاهاً خطيراً خاصةً مع ما يعانية من شعور نفسي باليأس والإحباط من كل شيء فيتحول الى عالة على المجتمع لا ينتج ولا يقدم أي شيء نتيجة الظروف المحاطة به بل قد يتجة الى الإضرار بنفسه والآخرين فذلك يدفع بالكثير الى الإنحراف والى مستنقع الجريمة والى محاضن الإرهاب وتزيد نقمته على المجتمع ويصبح أكثر إستجابة لأي مشروع تخريبي ليثبت نفسه فيه بعد أن فشل في كل محاولاته لأن يصبح شخصاً طبيعياً له أسره وله عمل كبقية البشر وكذلك الشابه تجد نفسها بعيدة عن السنة الألهية جراء الظروف الصعبة وكثير من الدراسات أكدت أن العانسات يزداد عددهن يوماً بعد آخر وهذه مشكلة خطيره خاصةً بعد تفضيل البعض بنات العشر سنوات على ما بعد العشرين فتصبح تلك الشابة في حالة نفسية صعبة إضافة الى إنحراف الكثير منهن .
في الجمعة 26 مارس - آذار 2010 04:13:45 م