يوم الجلاء..... الفعل المتجدد

تطل علينا الذكرى الـ39 ليوم الجلاء ورحيل آخر جندي مستعمر عن جنوب الوطن.. وإعلان استقلال هذا الجز الغالي من اليمن في الـ30 من نوفمبر عام 1967م. وتنبع أهمية مثل هذه المناسبة من كونها تأتي مُتسقة ومتصلة بأفراح شعبنا بالعيد الـ44 لثورة الـ26 من سبتمبر، والـ43 لثورة الـ14 من أكتوبر التي كللت هذا العام بحزمة كبيرة من الإنجازات والتحولات الكبرى على الأصعدة التنموية والاقتصادية والديمقراطية والاجتماعية والسياسية.. ويتصدرها على سبيل المثال النجاح الكبير الذي احرزته الانتخابات الرئاسية والمحلية والتي مثلت إضافة نوعية في سجل التجربة الديمقراطية اليمنية ومنهجية التداول السلمي للسلطة والمشاركة الشعبية في صنع القرار.

وفي ذلك ما يؤكد على عظمة الثورة اليمنية التي ولدت من إرادة الشعب لتحمل على عاتقها مهمة التغيير والنهوض بواقع الحياة وتعويض أبناء هذا الوطن عن كل مراحل الحرمان والبؤس التي عانوا منها في ظل عهود الإمامة الكهنوتية وازمنة الاستعمار البغيضة.

ومن المفيد، ونحن نستحضر في مناسباتنا الوطنية فصولاً مهمة من تاريخ ثورتنا اليمنية «سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر» أن نستلخص منها الدروس التي تقربنا أكثر من تمثل قيم الثورة ومبادئها السامية في سلوكياتنا وأفعالنا باعتبار أن مبادئ تلك الثورة ليست فعلاً ماضياً بل أنها ستبقى فعلاً متجدداً ومرتسماً في حاضرنا ومستقبلنا.. ونجد أنه ولكي تستمر هذه المبادئ حية في ضمائرنا وراسخة في عقولنا فلا بد وأن تأخذ سبيلها في التجسد في واقع تعاملاتنا مع كل محطة جديدة في مسيرة البناء الوطني.

ولعل ذلك هو ما يستدعي ألاّ نجعل من مناسباتنا الوطنية مجرد تواريخ عابرة تثنينا عن استخلاص دروسها الحقيقية والتي تحتاج في كثير من الأحوال مراجعة قد تمتد من العام إلى الخاص، ومن ذلك ما قد يتصل -ربما- بفهم خصائص الثورة نفسها وإطارها الفكري والثقافي خاصة وان هناك من ظل يتعاطى مع معطيات هذه الثورة من منظور اعتسافي يجتزئ من حقائقها وعناصر واحديتها.

ولعل ذلك ما يدعونا اليوم للقول ومن دون تردد بأن الثورة اليمنية جسدت في كل معطياتها ارتباطها بواحدية النضال الوطني منذ نشأته ومروراً بمراحل صياغة أهدافه وتبلورها في الخطوات التي أخذت مداها كبير الأثر في التخلص من الحكم الإمامي الكهنوتي وإعلان النظام الجمهوري في الـ26 من سبتمبر 1962م، وإشعال شرارة الكفاح المسلح من على جبال ردفان ضد الاستعمار الأجنبي في الرابع عشر من أكتوبر1963م وصولاً إلى الاستقلال الناجز في الـ30 من نوفمبر 1967م.

وعليه فإذا كانت الظروف والمصاعب التي واجهت اليمن قد حالت دون إعادة لحمة الوطن عقب الاستقلال مباشرة.. فإن تأخر تلك الخطوة كانت له أسبابه التي لا يمكن تخطيها بالنظر إلى جسامة التحديات الداخلية والخارجية التي واجهتها الثورة اليمنية في السنوات التي اعقبت انتصارها.

ولا بد لنا من التأكيد هنا على أن الانطلاقة الحقيقية لليمن قد بدأت في العهد الميمون لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي قاد ومنذ اليوم الأول ثورة تجديدية وحراكاً فكرياً وسياسياً واجتماعياً وتنموياً ليرسخ على أرض الواقع أهداف ومبادئ الثورة اليمنية، أكان ذلك على صعيد بناء الدولة الحديثة أو على نطاق صنع الإنجازات التاريخية التي يتصدرها إعادة تحقيق وحدة الوطن وإرساء النهج الديمقراطي التعددي وإحداث النهضة العصرية التي انتقلت باليمن من دولة هامشية إلى دولة تتبوأ مكانة إقليمية ودولية يشار إليها بالبنان.

ومثل هذه الإنجازات والتحولات الكبرى التي ترقى إلى مستوى المعجزات لا شك وانها لم تأت من فراغ.. كما أن الطريق إلىها لم يكن مفروشاً بالورود.. بل إنها جاءت ثمرة جهد شاق وعمل دؤوب بذله فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي استطاع وخلال سنوات وجيزة أن يغير واقع اليمن وأن يصنع منها بلداً شامخاً وقوياً بين الأمم والشعوب.

وهو الجهد الذي استحق عليه هذا القائد المخلص تقدير أبناء شعبه وامتنانهم، حيث بادلوه الوفاء بالوفاء والحب بالحب في تلاحم خلاق ترجمت شواهده النهضة الشاملة التي حققها الوطن في ظل قيادته الحكيمة.


في الخميس 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2006 10:57:52 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=784