عدن آمنة وتنتظركم بشوق
د. محمد حسين النظاري
د. محمد حسين النظاري

بداية نبعث بتحية كبيرة لأشقائنا في الخليج العربي والعراق الذين قطعوا السنة المشككين بتأكيدهم المشاركة في العرس الخليجي , ولعل المطلع على الوفود الرسمية التي أعلنت مشاركتها سيدرك بان الأشقاء جاءوا بدافع الرغبة للمشاركة بعدما لمسوه من إصرار ومثابرة وجهد كبير بذله اليمنيون , وهنا اعتز بقول الشيخ طلال فهد الأحمد الذي قال سنأتي لليمن حتى لو كان للعلب المباراة النهائية مع اليمن في حالة عدم مشاركة بقية الدول , وهنا نقول للشيخ طلال فهد بيض الله وجهك ووجوه بقية الأخوة في الخليج والعراق .

• لم يعد على السنة المتحدثين هذه الأيام التي تفصلنا عن العرس الخليجي سوى مسالة عدن وأمنها , وما يحدث بين الفينة والأخرى من طماش متطاير , القصد منهم نشر الذعر وإخافة الساكنين , ومنع ضيوفنا من القدوم إلينا , لان أولئك المجرمون يعرفون تماما معنى أن نستضيف كاس الخليج خصوصا في هذه الفترة التي صرنا فيها اقرب للانضمام الكامل لدول مجلس التعاون الخليجي , حتى إن التجارب التي أجريت من اجل التأكد من فعالية الدفاع المدني وسلامة أنظمة الحماية داخل ملعب 22 مايو بعدن جيره الحاقدون على انه حريق هائل , والقصد منه افتعال أزمة بعد أن تأكد لهم أن الدورة قائمة لا محالة .

• نعم يدرك مفتعلو هذه الجرائم أن الوقت لم يعد بيدهم , فرهانهم السابق على ان لا تستطيع الدولة الإيفاء بالتزاماتها من حيث البنية التحية سواء الرياضية منها أو الفندقية , ولان الأمور سارت على غير الريح الذي سلكته سفنهم , فلهذا نجدهم يحاولون إقلاق السكينة العامة , لإرسال رسائل لأشقائنا مفادها بان الوضع في عدن غير امن .

• لا نستطيع أن ننكر بان الخارجين على القانون قد استطاعوا أن يزرعوا في نفوس بعض أشقاءنا الريبة والشك و ونحن بالطبع نتفهم ما يدور بخلَد إخواننا , ولكن على إخواننا أيضا أن يدركوا بان اليمن وهى تسعى للانضمام الكامل لدول الخليج , لن تغامر إطلاقا بعلاقاتها معهم , وهي ستكون اشد حرصا منهم على سلامتهم , لأنه لو حصل شيء لا قدر الله فستكون كارثة على الجميع , ولهذا فان الملف الأمني لدينا يفوق الملف الرياضي حتى تخرج الدورة في أبهى حللها .

• عدن آمنة ولو لم تكن كذلك لما زارها فخامة الأخ قائد الوحدة باستمرار للاطلاع على مدى جاهزية ملاعبها ومنشئاتها , ولعلم الجميع فالرئيس علي عبد الله صالح وهو المعروف بالشجاعة أراد دائما أن يوجه رسائل يطمئن بها أخوتنا في الخليج بأمن عدن وأبين وقدرتهم على الاستضافة الآمنة , كذلك هي الزيارات المتعاقبة للأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية والإقامة الشبه دائمة للوزراء المعنيين بالإعداد .

• عدن آمنة ولو لم تكن كذلك لما زارها أكثر من نصف مليون مواطن في عيد الفطر ,ويستعد ضعف ذلك العدد لزيارتها في عيد الأضحى المبارك بعد أيام , وبالتأكيد إن تامين هذا العدد الكبير أمر أصعب بكثير من حماية دورة الخليج , فهذا العدد الكبير غصت بهم مدينة عدن وتوزعوا على مختلف سواحلها وجبالها وشوارعها , وكانت الحدائق والمتنزهات هي أماكن راحتهم , إذا فنجاح تامين زائري عدن في العيد لهو دليل على قدرة الأجهزة الأمنية من القيام بدورها على أتم وجه .

• عدن آمنة ولو لم تكن كذلك لما استطاعت الشركات الهندسية والإنشائية من انجاز ما أنجزته من ملاعب وفنادق وطرق ومتنزهات ومجسمات ورصف وسفلتة , لو لم تكن آمنة لاستطاع المخربون من عرقلة ذلك , بل على ما نسمع من تهويل إعلامي لاستطاعوا أن يرجعوا كل ذلك إلى رماد , ولكونهم لم يقدروا على ذلك , فهذا معناه أنهم عاجزون , وان طماشهم يصيب فقط الأماكن البعيدة قصد إحداث بلبلة إعلامية لا غير .

• عدن آمنة ولو لم تكن كذلك لما نجح حفل القرعة والذي جرى في أجواء آمنة , ولما تجولت اللجان المكونة من أمناء السر في الاتحادات الخليجية في عدن وأبين بكل حرية وبأمان , لعل آخرها اللجنة الأمنية الخليجية , ولأنهم وجدوا أثناء زياراتهم عكس ما سمعوه في وسائل الإعلام فقد اقروا بقدرتنا على الاستضافة نضرا لاقتناعهم بالوضع الآمن في بلادنا .

• بالمقابل على الأجهزة الأمنية أن تقنع الآخرين بمدى جاهزيتها , وذلك عبر عدم السماح للغوغائيين وللمجرمين وللمغرضين من الوصول للاماكن التي هي في الأساس لا دخل لها بدورة الخليج , ولكنها تحدث وقعا خطيرا في أسماع المتلقين للأنباء من أشقاء وأصدقاء , وعليها أن تحكم السيطرة في عيد الأضحى الذي سيسبق الدورة بأيام قلائل فقط , لان أي حدث فيه لا قدر الله سيجعل المعالجة صعبة من حيث التوقيت الزمني .

• عليهم أن يدركوا بان الأيام القادمة التي تسبق البطولة سوف تكثر فيه القلاقل , بقصد التشويش والتهويش والتشويه , الغرض منه الضغط على الرأي العام في الدول الخليجية عبر وسائل إعلامها لمنع إرسال أبنائها للعب في اليمن تحت مبرر انعدام الأمن , حتى أن بعض الدول التي ينتمي إليها مدربو بعض الدول حذرتهم من الذهاب لعدن نتيجة للمغالطات الإعلامية , فلا تتيحوا لهم الفرصة في إجهاض فرحتنا ووأد حلمنا , وكان الله في عونكم وفي عون كل يمني غيور على بلده , ليخسأ المرجفون وليزدادوا كمدا وغيضا , ومرحبا بإخوتنا فعدن الآمنة تنتظرهم بكل شوق.

*باحث دكتوراه بالجزائر

  Mnadhary@yahoo.com

 
 
في السبت 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 05:27:31 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=8337