|
مع ايماني العميق بحق اليمنيين في تقرير مصيرهم , وتغيير واقعهم والنهوض بمجتمعهم , والتخلص من العبودية ونيل الحرية , والحصول على حياة كريمة , وهو حق أصيل لكل الشعوب , الا اني اعتقد أن مسار المظاهرات الشعبية في اليمن قد لايؤدي لمطالب الشعب من تحقيق التغيير في وضع المعيشة والحكم , والايام كفيلة بأن تثبت لنا ذلك .
اليمن ليست مصر .... علينا في البداية الاقرار بأن اليمن دولة شبة معزولة عن العالم تقع في أقصي جنوب غرب أسيا ,وغالبية المواطنين في الغرب لا يعرفون عنها شيء وكل من سافر الي أورباء وأمريكا يفقه ما أقول , كما أن بوابة التعرف علي اليمن هي ,بوابة اختطاف السواح , او الأمية التي تعم تقريبا 60 % من الشعب اغلبهم من النساء , فالمواطن الغربي الذي تنتظر منه الدعم والتأييد لا يعرف عن اليمن الا أختطاف السواح , أو أمية مفرطة في مجتمع مدة اعلان حالة الطوارئ (المظاهرات )عنده الي الساعة الثانية عشرة أي الي موعد جلسات القات ..
كما أن أم الدنيا مصر تلعب دوار خطيرا وقويا في المنظقة فهي الحليف الاستراتيجي لامريكا واسرائيل ولها قيمتها العلمية والحضارية ,وهيلود العرب لديها من العلماء والمفكرون والسياسيون العظماء الذين يندر تواجدهم في أي بلد عربي اخر , يستطيعون بكفائتهم وخبرتهم أن يخرجوا مصر من أي أزمة مهما كانت صعوبتها , ولديها أيادي عاملة مؤهلة قادرة علي العمل في جميع المجالات , فلايوجد وجه للمقارنة بين مصر و بلد تحمكة المشايخ دون الدولة ويعد قانون القبيلة مفضل علي قانون الدولة ,
لايوجد وجه للمقارنة بين البرلمان اليمني والبرلمان المصري وان كانوا قد خرجوا من مشكاة واحدة , الا أن أمية البرلمان اليمني سندخلها يوما ما الي موسوعة جينيس لتحطيم الارقام القياسية , عندما نكتب تاريخنا انشاء الله , تخلف يندى له الجبين خجلا أن أمة في القرن الحادي والعشرين في عصر الثورات العلمية نسبة من لايقراء ولايكتب فيها تقريبا 60% وأغلبية من يمثلوها في البرلمان ليس لديهم مؤهل علمي .
أعتقد بأن التغيير الشعبي , لا يأتي في الغالب بنتائج جيدة , ان التحرك الشعبي أسقط نظام الحكم في الخلافة الراشدة , وتسبب في قتل أشرف انسان وقتها عثمان بن عفان رضي الله عنه , وتسبب في قتل الامام علي كرم الله وجهه وقتل الاف من التابعيين الاخيار وجاء في الاخير في النهاية بالحكم العضود ! ان ما تعلمناه من سيرة صلي الله عليه وسلم هو صبرا ال ياسر فان موعدكم الجنة , وقولة تعالي ( ياأيها الذين أمنوا اصبروا وصابرو ا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) .
ان الامة التي لاتملك الا الثورة لا تبني دولة ولنا في ثورة 26 سبتمبر مثلا , ماذا جنينا حتي الان , وماذا حققنا حتي الان , وصراحة نحن كشباب لم نجد سبب مقنع لقيام ثورة 26 سبتمبر , لقد قدم الامام احمد بن حميد الدين مبادرات إصلاح للثوار , ووعد بإصلاح منظومة الحكم , ونشر العلم وبناء يمن حضاري قائم علي مبدأ العدل والمساواة( نفس مبادرة السيد الرئيس الأخيرة أمام مجلسي النواب والشوري ) , كما وعد بذلك ابنة محمد البدر علي نشر الحرية وترسيخ مبدأ الشورى وغيره هذا مما قراناه في كتب التاريخ التي تم نشرها , والسؤال هنا لماذا قامت ثورة 26 سبتمبر والتي نحتفل أقصد يحتفل فيها من نالوا من خيرها؟؟؟! ....
, اننا ياشباب نكرر غلطت الامس , التاريخ يعيد نفسة .
ان الله عزوجل امر نبيه نوح علية السلام أن يصنع الفلك بدلا من ان يقارع قومه , وهذه هي معادلة النجاح في نهوض أي امة , فما بناة الدكتور احمد زويل حتي الان يساوي ثورة مصر بأكملها واكثر , وما أسسته الاستاذة جمالة البيضاني رئيس جمعية التحدي اكبر بكثير جدا من العبث الذي يتم فيه افراغ طاقات الشباب في ميدان التحرير مناصرة لفلان اوعلان , فالذي يبني ليس كمن يهدم وهذا اصلا ما فعلته الانظمة خلال العقود الماضية فصارت الشعوب تعملة اليوم , رغم حماسي وحبي للحراك الشعبي في اليمن ونهوض الشباب , الا أن خوفي أن يتحول لشيء أخر أكثر ضررا للبلد , لان الشعب بشكل عام ايضا مشكلة ولم يبلغ من الوعي عتيا ,وخاصة وانه في الغالب هم المراهقين الذين يقودون المظاهرات في الشوارع والجنس الاخر فيها شبة منعدم .
ان الخطاء الجاري في الحكومات لا يصلح بالقوة , لان من يأتي بالقوة يؤسس مبدأ القوة , فا أوربا راحت من المسلمين لأنها أخذت بالقوة , ولكن اندونيسيا وشرق اسيا لا يزالون متمسكين بالإسلام ولا زال الاسلام يشكل غالبية عظمي , بسبب ان الاسلام دخلها بالمعاملات , بالسلم .
من الأخطاء التي تمارسها الحكومة حاليا انها تحاول قمع او الغاء المظاهرات علي الشوارع ناسية او متناسية ان هناك ما يسمي بالمعارضة الالكترونية ( معارضة اون لان ) وهذه المعارضة من الصعب قمعها حتي لو تم فصل خدمة الانترنت كما فعلت مصر فهذا ايضا ليس حل , لانها شبكة عالمية يصعب السيطرة عليها ويوما ما ستتحول من (اون لاين ) الي ارض الواقع , كما أنهي تسعي لرفع معنويات الجيش ووضعه في حاله تأهب واستنفار , متوهمة أنها بذلك قد تحقق أهدفها في ارجاع الشباب الي منازلهم , وهذا مفهوم خاطئ ,فجيل اليوم تربي في ظل تعليمكم الرشيد علي صناعة الموت , لم يعد يفضل أن ينعم أوأن يصنع الحياة , كما أن تكريم شهداء تحرير مصر قد يحفز الكثير من الشباب للوقوف امام القوات المسلحه طمعا في نيل شرف الممات خير من ذل الحياة ..
كما أنها تسعي جاهدة الي إرضاء وتقديم تنازلات للأحزاب اكثر من سعيها الي إرضاء وتقديم تنازلات للشعب الذي يأس منها كحكومة كما يأس من المعارضة ايضا كبديل .
وقديما قالوا شر البلية ما يضحك , والاعلام اليمني هو المضحك المبكي في نفس الوقت , يستطيع المر ء ان يشبه بالنعامة التي تخفي رأسها في الرمل متوهمة أنها بذلك قد حمت نفسها من كل خطر يقترب منها , العالم اكبر من ما تتصورن , ومشاهد ,وقارئ اليوم ليس كما تألفون .
سؤال اخير للجميع للدولة والشعب , للغني والفقير , للتاجر والعامل , للجيش وللشرطة , للاعلام المرئي والمسموع والمقروء, للعاقل والمجنون , للظالم والمظلوم , للمثقف والجاهل , للكبير والصغير , للحي وللميت .
هل لأهل منطقة الجعاشن الحق في العيش ؟؟؟
لدي احساس انه اذا لم يتم نصرتهم , فسوف يرسل الله علينا بلاء يدعوا خيارنا فلا يستجاب لهم
في الثلاثاء 15 فبراير-شباط 2011 06:56:31 م