كلاشنكورة: ميسي ينقصه العقل.. وكريستيانو تنقصه الرجولة!

الخميس 19 يونيو-حزيران 2014 الساعة 04 مساءً / مأرب برس – سوبر:عبدالله حسين الزعابي
عدد القراءات 11231

“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع سوبر منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!

خسر منتخب البرتغال برباعية، وهو أمر لم يكن متوقعاً، على الأقل بالنسبة لي.. لكن وكما يقول المثل: “المهم الجزائر في المونديال”!

لماذا لم تكن خسارة البرتغال من ألمانيا برباعية.. متوقعة؟ لأن الألمان الرصناء! سخروا من كريستيانو كثيراً، فاعتقدت أن ذلك سيستفز كريستيانو صاحب العضلات، ما يعني أنه قد يتحول في فورة غضبه إلى الرجل الأخضر! لكنه لم يتحول، لا إلى الرجل الأخضر، ولا حتى الرجل الوردي!

فقد سخرت صحيفة ألمانية من كريستيانو بأن وضعت صورة عضلاته التي استعرضها بعد هدفه الرائع في نهائي دوري الأبطال ضد أتليتكو! وقد كان الهدف الرابع، ومن ضربة جزاء! الصحيفة وضعت هذه الصورة، ووضعت عليها رأس مدرب ألمانيا، وأيضاً رؤوس لاعبين آخرين! ما يعني أنهم يريدون أن يقولوا: “نحن أيضاً لدينا عضلات كثيرة”!

لا بأس، هذا أمر عادي، ويحدث في أفضل العائلات! لكن سخرية عارضة الأزياء الألمانية كاثي فيشر، صديقة اللاعب الألماني ماتس هاملز، لم تكن مقبولة! إذ قالت وهي تتحدث عن كريستيانو، وتحديداً على مسألة خلع قميصه بعد هدفه في مرمى أتليتكو: “صحيح أنه بلا دهون في جسمه، لكن لسوء الحظ، هو دون شعر أيضاً”! ولا أعلم لماذا دققت هي في هذا الأمر!

لكن كاثي أضافت: “هل هذا أمر رجولي لكم؟ بالنسبة لي، لا أعتبره رجولة بالطبع، لا تعجبني إزالة الشعر بالشمع البرازيلي، لا أحب عندما تكون ساقا الرجل أنعم من ساقيّ”! أولاً، ربما أيرينا تحب ذلك! ثانيا، ما أدراك أن الشمع الذي استخدمه برازيلي؟! ما أدراك أنه لم يستخدم الحلاوة؟! ثالثا، إزالة شعر الجسد، ربما لا تعتبر “عدم رجولة” في أورجواي! أو حتى البرتغال! رابعاً، عيب أن تتكلمي عن شعر جسد كريستيانو.. وهو غير موجود! مُلاحظة: أقصد الشعر!

سيتساءل أحدهم عن السبب الذي دعا كاثي لأن تتحدث عن كريستيانو.. وهو سؤال وجيه وجميل ووسيم وبلا شعر! السبب الأول: أظهر استطلاع شارك فيه عزاب “من الجنسين” أن ماتس هاملز هو اللاعب الأكثر جاذبية في المونديال.. وهذا ظلم، فطالما أن المصوتين من الجنسين، فمن الطبيعي ألا يصوت بعضهم لكريستيانو بسبب الغيرة! وكريستيانو قال سابقاً وبصراحة إن بعضهم يغارون منه لأنه “وسيم وثري”!

ثم إن كان الاستطلاع لمدى جاذبية الذكور، يفترض أن يكون المشاركون نساء فقط.. أو في أسوأ الأحوال، نساء وشواذ! كما أن الاستطلاع ظالم، لأن المعايير مختلفة، فالذوق الياباني قد يجد اللاعبين اليابانيين الأكثر جاذبية.. صحيح أننا لا نفرق بينهم! لكن هم أيضاً، لا يفرقون بيننا! ويروننا متشابهون، كأننا نسخ من بعضنا بعضاً! وبطبيعة الحال، كاثي تريد أن تبين أن صديقها يستحق أن يحصل على لقب الأكثر جاذبية، أكثر من منافسه المباشر كريستيانو.. وحجتها أنه يملك شعراً في جسده!

السبب الثاني: كريستيانو يلعب للريال! سيقول أحدهم: وهل هذا سبب؟! سأقول له: مشكلتك يا صديقي، أنك مستعجل، فهذا سبب ونصف! فهاملز مرشح لأن يلعب في برشلونة! وربما كاثي فيشر تعلم أن صديقها سيلعب في برشلونة من الآن، وهي بذلك تكسب حب الكتالونيين، بالسخرية من رمز مدريد، وطاؤوسها! كما أن الريال في الموسم المنصرم فعل بالفرق الألمانية، ما فعلته الموهبة الكردية برواس، بالفنانة أحلام! ولا أستطيع أن أكتب الكلمة في مقال محترم ورصين مثل كلاشنكورة!

وبما أننا تحدثنا عن برشلونة والريال يجب أن نتحدث عن كاسياس قديس مدريد! وميسي ديك كتالونيا! فقد خرج مورينيو ودافع عن خصمه كاسياس قائلاً: ”لا يجب إجلاس كاسياس على مقاعد البدلاء، مركز حراسة المرمى مركز حساس جداً، أنا شخصيا لا أحب تغيير اللاعبين بسبب مباراة واحدة سيئة”، يبدو أن مورينيو حيادي أكثر من صحافة مدريد التي أطاحت به!

والفرق بين كاسياس ومورينيو، أنه حين كان الجميع يهاجمون مورينيو بسبب كاسياس، ظل كاسياس صامتاً.. كأنه لا يعلم! بل وروج لمسألة الخلافات وساند حبيبته وتسريباتها! بينما مورينيو، يقول الحق، وكان بإمكانه أن يقول “لا تعليق، ليس خطأ كاسياس، إنه خطأ من جاء بحارس احتياطي في فريقه، وجعله أساسياً”! لكن، هل لاحظتم أمراً، كاسياس فُضح، بيبي طُرد، كوينتراو أُصيب.. لعنة مورينيو أصابت كل الخونة!

أما ميسي، وكما أشيع من قبل كارهيه “تجاهل” طفل أراد مصافحته، فخرج ميسي وقال: “تفاجأت مما حدث فلم أر الطفل، كيف لي ألا أصافحه، بالطبع لم أره”! والحمدلله أن مورينيو لم يخرج ليدافع عن ميسي أيضاً! لكن، لو أردتم رأيي، هذا ليس أسوأ فيديو لميسي في مونديال البرازيل.. بلد المليون عاهرة!

فقد انتشر فيديو من تصوير ميسي “شاهده هنا“، يظهر لافيتزي يداعب أحد أعضاء المنتخب، ويصفعه على قفاه! هل هذه مداعبة؟! هل الضرب على القفا مع التصوير.. دعابة؟! إذاً، سواريز كان محقاً حين قال إن كلمة “نيغرو” ليست عنصرية في بلاده! معاييرهم في أمريكا اللاتينية مختلفة! أو ربما.. هم بلا معايير!

لكن الرجل المضروب على قفاه، سلامة قفاه من كل شر! غضب مما حدث، ولم يكن سعيداً.. وكما يقولون “الضارب ينسى، والمضروب لا ينسى”! أول ما خطر ببالي وأنا أشاهد الفيديو كان: “حسناً، إنهم يمزحون مزاح أطفال ثقال دم! لكن من هو محدود العقل الذي سرب الفيديو للعلن؟”، الجواب: ميسي!

الهراء المستفاد: كُن عادلاً حتى مع خصومك الذين لم يكونوا عادلين معك.. ولا تمزح مزاح الأيدي، لأنه ثقيل، وموضته انتهت في التسعينيات! ولا تزيل شعر جسدك! إلا إن كنت بطل كمال أجسام!

معاني الكلمات:

برواس وأحلام: برواس هي مشاركة كردية في برنامج “أراب آيدول” أحبتها الفنانة أحلام بشدة، لدرجة أنها خرجت عن طورها بسببها، أكثر مما تخرج بالعادة! وقالت كلمة لا تُقال علناً، مدحا لبرواس! طبعاً، خرجت بعد هذه الكلمة في برنامج “قُصر الكلام”، وكان الجميع ينتظر اعتذاراً، فكررت الكلمة نفسها!

المهم الجزائر في المونديال: عبارة جديدة ظهرت على الساحة، مثل عبارة “متصدر لا تكلمني” وعبارة “حلم العاشرة” وعبارة “الحكام بشر يخطؤون”! وأظنها ظهرت بسبب مناكفات بين بعض الجماهير العربية التي كانت تنتقد المنتخب الجزائري، فكان الجزائريون يردون: “المهم الجزائر في المونديال”، وزاد استخدام هذه الجملة، حتى أصبح الناس يقولون هذه العبارة في أي وضع، مثلاً خبر: “العثور على سيدة اختطفت عشر سنوات في أمريكا”، تجد تعليق يقول: “لا يهم.. المهم الجزائر في المونديال”!

الرجل الأخضر: “ذا هالك”، شخصية كرتونية لعالم فيزياء يتحول إلى بطل خارق حين يغضب أو يتوتر.. تحول من القصص المصورة، إلى التلفزيون والسينما، ولشدة نجاح الشخصية، أطلق أحد الآباء لقب “هالك” على ابنه قوي البنية.. وما شاء الله، أصبح هذا الولد لاعب المنتخب البرازيلي الآن! والحمدلله أن والد نيمار لم يسمه: سندريلا!

الشمع البرازيلي: إحدى وسائل إزالة الشعر مثل الفتلة، الحلاوة، الموسى، آلة الحلاقة، الشمع.. ويُقال إنه سمي البرازيلي، لأنه اشتهر بأنه المفضل للفتيات البرازيليات اللواتي يعشقن الشاطئ، وبطبيعة الحال.. البكيني!

هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.