وأعتبر طرح ترشيح أبن الرئيس يأتي في إطار المماحكات السياسية التي يريد الناس أن يشككوا في النوايا

الإثنين 20 مارس - آذار 2006 الساعة 05 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 4167

عبر وزير الخارجية والمغتربين اليمني الدكتور أبو بكر القربي أنة لا يوحد لرئيس علي عبد الله صالح بديل حقيقي لا في المؤتمر ولا في المعارضة ووجه دعوة باسم اليمن ومن أجل اليمن بدعوة الرئيس إلى الاستمرار في قيادة المسيرة في المرحلة القادمة . وقال القربي في حديثة لقناة العربية أنة يحق لنجل الرئيس الترشح وقال أن هناك جانب دستوري وقانوني لا يمنع ابن الرئيس أن يترشح طالما أنه يترشح بالطريقة الدستورية ووفقاً للقانون, وصف القربي طرح مثل هذه القضايا أنما تُطرح وتنسج في إطار المماحكات السياسية التي يريد الناس أن يشككوا في النوايا, ويريدوا أن يخلقوا بلبلة في أذهان المواطنين العاديين . وفي تعليقه على تغير موقف الحكومة اليمنية مع أنصار الحوثي بإتباع أسلوب الحوار قال أن ا ليمن من الدول التي لا تترك باباً من أبواب الحلول إلا وتطرقه, وان جماعة الحوثي أو غيرهم من المنتمين للقاعدة والجماعات المتطرفة الموجودة مغرر بهم, وأن الوسيلة لعودتهم إلى جادة الصواب هو أن توعيهم وأن تجعلهم يدركون التغرير الذي تعرضوا له, وأن تعرض لهم الصورة الأخرى التي لم يشاهدوها أو أخفيت عنهم, وفي جانب التعاون اليمني الأمريكي في قضايا مكافحة الإرهاب قال القربي إذا أردت أن تضع خطة لمكافحة الإرهاب وتنجح فيها يجب أن تتطرق إلى كافة القضايا الشمولية وهذه الشمولية لها تكلفة اقتصادية كبيرة وأنة لا يمكن أن تتحمل دولة كاليمن الذي ميزانية الدولة فيها في حدود 5 مليار دولار بينما مئات المليارات تصرفها الولايات المتحدة على الجانب الأمني فقط في مكافحة الإرهاب,

نص مقابلة قناة العربية

الانتخابات اليمنية ومطالبات للرئيس بإعادة ترشيح نفسه

صالح الثبيتي: معالي الوزير دعنا نتحدث قليلاً عن الشأن اليمني, طبعاً الانتخابات اليمنية أصبحت وشيكة, والرئيس علي عبد الله صلاح يحكم اليمن كما نعلم منذ عام 78, وقد أعلن مؤخراً نيته عدم ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة, ولكن هنالك مطالبات داخل الحزب الحاكم تطالب الرئيس بإعادة ترشيح نفسه, ما هو رأيكم في هذا الموضوع خصوصاً وأن يعني الرئيس يحق له ترشيح نفسه بعد التعديل الدستوري الأخير؟

أبو بكر القربي: هو من حقه أن يرشح نفسه, وحتى الآن هو لا زال يؤكد على عدم رغبته في الترشيح, وينتمي إلى تنظيم التنظيم هذا أيضاً له رؤية, كما أنه على التنظيم أن يحترم رغبة الرئيس على الرئيس أيضاً أن يقبل بما يطرحه تنظيمه وما قد يُصر عليه, لأننا في تنظيم المؤتمر الشعبي العام ندرك أن فخامة الأخ الرئيس الذي حقق الإنجازات الكبيرة في اليمن لا زال من وجهة نظرنا نحن كمؤتمرين لا يوجد له بديل حقيقي لا في المؤتمر ولا في المعارضة, وبالتالي من أجل اليمن ومن أجل استقرار اليمن نحن ندعوه إلى الاستمرار في قيادة المسيرة في المرحلة القادمة.

صالح الثبيتي: في حال يعني لم يرشح الرئيس اليمني نفسه يعني ألا يوجد في رأيك في اليمن من يستطيع إكمال مسيرة الرئيس علي عبد الله صالح من القيادات السياسية؟

أبو بكر القربي: أولاً لا شك أنك اطلعت على عدد المرشحين الذين ينوون أن يرشحوا أنفسهم, وهذا واضح أنه هناك في اليمن من يعتقد أنه يستطيع أن يقود المسيرة وإلا لما رشحوا أنفسهم, لكن في النهاية الحكم في النهاية هو للصندوق لصندوق الاقتراع, إنما في نفس الوقت أعتقد أن هناك الكثيرون وأنا أؤكد أن الكثيرون الذين لا يعتقدون أن هناك الآن من يمكن أن يحتل المكانة الذي يحتله فخامة الأخ الرئيس.

صالح الثبيتي: طيب يعني في حال تقرر فعلاً يعني أن الرئيس الحالي لن يجدد فترته الرئاسية, هل يدرس الحزب الحاكم اللي هو المؤتمر الشعبي العام ترشيح اسم آخر؟ أم أن الوقت مبكر للحديث في هذا الموضوع؟

أبو بكر القربي: هناك سيكون مؤتمر استثنائي لبحث هذا الموضوع, وسيقرر كل ذلك في ذلك الوقت.

صالح الثبيتي: طيب ما رأيك فيما يتردد بين بعض المعارضين اليمنيين بخصوص أن الرئيس اليمني يحضر لنجله ويعده لخلافته, ما رأيك في هذا الحديث؟

أبو بكر القربي: هذه أطروحات يعني تكررت ليس في اليمن تكررت عن مصر وتكررت عن ليبيا وتكررت عن كل الدول التي فيها رؤساء ولهم أبناء, لكن أنا أعتقد أن هناك جانبين لهذه القضية, الجانب الأول جانب دستوري وقانوني لا يمنع ابن الرئيس أن يترشح طالما أنه يترشح بالطريقة الدستورية ووفقاً للقانون, وإذا انتخبه الشعب فلا أعتقد أن هناك سبب لأحد أن يعترض, النقطة الثانية طبعاً أن أمور كثيرة أحياناً تُطرح وتنسج في محاولة في إطار المماحكات السياسية التي يريد الناس أن يشككوا في النوايا, ويريدوا أن يخلقوا بلبلة في أذهان المواطنين العاديين.

صالح الثبيتي: بخصوص الانتخابات أيضاً كما ذكرت هنالك أكثر من اسم يرشحون أنفسهم للانتخابات القادمة, هل سنشهد انتخابات حقيقية متساوية الفرص في اليمن, أم أنها فقط خطوة تجميلية كما يقول البعض يعني أتت بعد ضغوط من جوانب من دوائر غربية مثلاً؟

أبو بكر القربي: لا اليمن قد مرت الآن بعدد من الانتخابات البرلمانية ثلاث انتخابات برلمانية وانتخاب رئاسي, ولا نقول أنها لم تكن هناك في مركز من المراكز إشكالات في الانتخابات, لكن إجمالاً كان هناك مراقبون وكانت هناك تقارير عن هذه الانتخابات وكلها أشادت بمستوى الوعي ومستوى الديمقراطية الذي تحقق, طبعاً لا يمكن أن نقول أنها تحققت على مستوى الدول التي مارست الديمقراطية لقرون, لكن نحن في هذه الفترة القصيرة حققنا الكثير, ودائماً ستجد وبالذات الأحزاب التي تفشل مبررها للفشل أنها لا تقول والله الشعب لم يعطنا ثقته, فيحاولوا أن يتخفوا خلف أن الانتخابات لم تكن ديمقراطية.

صالح الثبيتي: معالي الوزير ما دمنا نتحدث عن الشأن اليمني الداخلي لا بد أن نعرّج على قضية جماعة الحوثي, يعني طبعاً الحكومة انتهجت مؤخراً طرقاً مختلفة للتعاون مع هذا الملف, قامت بتغيير مثلاً محافظ صعدة وعينت يحيى الشامي الذي يبدو أنه لديه قبول لدى مشايخ القبائل وأيضاً لدى جماعة الحوثي, ولكن بعد هذه التجربة هل تعتقد أن الحل مع هذه الجماعة يكمن في التعامل الأمني؟ أم أن الاختيار اختيار الحوار وفتح مجال للحوار مع هذه الجماعة هو الطريق الصحيح لحل هذه الأزمة؟

أبو بكر القربي: اليمن من الدول التي لا تترك باباً من أبواب الحلول إلا وتطرقه, نحن نعرف أنه سواء جماعة الحوثي أو غيرهم من المنتمين للقاعدة والجماعات المتطرفة الموجودة أن الكثير من هؤلاء مغرر بهم, وأن الوسيلة لعودتهم إلى جادة الصواب هو أن توعيهم وأن تجعلهم يدركون التغرير الذي تعرضوا له, وأن تعرض لهم الصورة الأخرى التي لم يشاهدوها أو أخفيت عنهم, فهذا الحوار حقق نجاحات في اليمن, طبعاً هناك البعض الذي يظل متمسك بآرائه وبفكره المتطرف, وفي هذه الحالة لا يمكن إلا أن تضطر أن تستعمل الجانب الأمني لأن الجانب الأمني هو يأتي حتماً عندما تتعامل مع مجموعة لا تستطيع أن تحاورها, ولا تشعر أنها مستعدة لأن تفتح على الأقل آذانها لتسمع ما تقول, إذا وصلت إلى مرحلة أنك تتكلم مع جدار لا يسمع ولا يفهم ولا يفقه في هذه الحالة عليك أن تتخذ التدابير الضرورية للحفاظ على الأمن والاستقرار في بلدك.

صالح الثبيتي: معالي الوزير ولكن هنالك من يقول أن جماعة الحوثي في بدايتها كانت فقط ترفع الشعارات ضد أميركا وإسرائيل, وأن الحكومة اليمنية استعجلت في اختيار المواجهة الأمنية وهذا ما صعّد المواجهة مع جماعة الحوثي ودفعهم لاختيار هذه المواجهة, يعني هذه الاتهامات تُلقى على الحكومة اليمنية ما هو تعليقكم؟

أبو بكر القربي: إذا نظرت أنت إلى مواقف الجمهورية اليمنية فيما يتعلق بالقضايا التي قال هؤلاء أنهم يطلقون هذه الهتافات من أجلها وهي القضية الفلسطينية أو القضية في العراق ستجد أن اليمن من الدول العربية التي لها موقف واضح تماماً, وهذه أحد جوانب الخلاف بين اليمن والولايات المتحدة الأميركية لأننا لنا موقف من الصراع العربي الإسرائيلي لا ينسجم مع الموقف الأميركي, ونفس الشيء فيما يتعلق بالعراق, لأننا في اليمن ننطلق مما نعتقد أنه في مصلحة هذه الأمة, هؤلاء هم رفعوا الشعارات لكي يخفوا وراءها الهدف الرئيسي وهو أنهم ضد النظام الجمهوري في اليمن, وأنهم يريدوا أن يعودوا باليمن إلى ما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر, القضية ليست قضية هتافات, ولكن هذه كما يقال كلمة حق أُريد بها باطل, همّ يحاولوا أن يدغدغوا مشاعر الناس بهذه الهتافات لكي يخفوا الأهداف الحقيقية وراء الأعمال التخريبية التي قاموا بها.

صالح الثبيتي: معالي الوزير ما دمت قد جئت على العلاقات الأميركية اليمنية وأيضاً لدينا بعض التساؤلات حول جماعة الحوثي لم نكملها بعد ولكن نستأذنك في فاصل قصير, مشاهدينا الكرام فاصل قصير نتابع بعده الحوار مع وزير الخارجية والمغتربين اليمني الدكتور أبو بكر القربي فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

تورط جهات إقليمية في دعم تمرد الحوثي

صالح الثبيتي: مشاهدينا الكرام أهلاً بكم من جديد في هذا الحوار الذي يجمعنا مع معالي وزير الخارجية والمغتربين اليمني الدكتور أبو بكر القربي, نرحب بك من جديد معالي الوزير ونكمل حديثنا حول ما يخص جماعة الحوثي داخل اليمن, يعني الحكومة اليمنية قالت أن لديها أدلة ووثائق تثبت تورط جهات إقليمية في دعم تمرد الحوثي, هل يمكن لنا أن نعرف هذه الجهات التي تأخذها الحكومة اليمنية؟

أبو بكر القربي: بالتأكيد هناك أدلة لكن أعتقد أن هذه الأمور لا يمكن طرحها الآن طالما وأنها وأن هذه ستُوضع أمام المحاكم في المستقبل.

صالح الثبيتي: معالي الوزير دعني أسألك عن العلاقات اليمنية الأميركية, يعني الحكومة الأميركية تطالب اليمن بإجراءات حاسمة وحازمة في مكافحة الإرهاب, وفي المقابل تطلب الحكومة اليمنية من الحكومة الأميركية دعماً مادياً وأيضاً في التجهيزات الأمنية والعسكرية, كيف تقيّمون شخصياً يعني علاقتكم مع الولايات المتحدة الأميركية في الوقت الحالي؟ وما هي مطالبكم تجاه الأميركيين؟

أبو بكر القربي: أولاً هناك تعاون أمني ممتاز بين اليمن والولايات المتحدة الأميركية كما هو الحال مع المملكة العربية السعودية ومع كل الدول التي تعمل في إطار جهد دولي لمكافحة الإرهاب, الإرهاب الآن أصبح قضية دولية, قضية تضر باقتصاديات الدول بما فيها اليمن التي اقتصادها لا يتحمّل أعمال إرهابية, التعاون الأميركي اليمن ينطلق من مصلحة اليمن في المقام الأول وبالتأكيد مصلحة الولايات المتحدة, لأن الولايات المتحدة أيضاً في تعاونها مع الدول تنظر إلى مصلحتها, الجانب الآخر في قضية التعاون اليمني الأميركي هو طبعاً أن مكافحة الإرهاب إذا نظرنا إليها بشموليتها هي لا تتطرق فقط إلى قضية الجانب الأمني والتجهيزات الأمنية, هي لها بعد اجتماعي لها بعد اقتصادي بعد يتعلق بالفقر وبالتعليم إلخ.. وبالتالي إذا أردت أن تضع خطة لمكافحة الإرهاب أنت وتنجح فيها يجب أن تتطرق إلى هذه الأمور وأن تكون هذه الشمولية في المعالجة, وهذه الشمولية لها تكلفة اقتصادية كبيرة لا يمكن أن تتحملها دولة كاليمن الذي ميزانية الدولة فيها في حدود 5 مليار دولار بينما أنت تعرف مئات المليارات التي تصرفها الولايات المتحدة على الجانب الأمني فقط في مكافحة الإرهاب, إذن نحن لكي ننجح نحتاج إلى دعم, في دعم هذه الخطة الشمولية لمكافحة التطرف والإرهاب, وأيضاً أن نعيد النظر في آلية العمل وهذه أيضاً إعادة النظر وتقييم الأداء بحد ذاته أيضاً له تكلفة, فمن هذا المنطلق نحن في تعاوننا مع الولايات المتحدة ومع أوروبا ومع غيرهم نضعهم أمام هذه الصورة, لا تأتون بقائمة من الطلبات لما علينا أن نقوم به, وإنما دعونا نعمل في شراكة حقيقية, والشراكة الحقيقية هي أن تساعدونا أيضاً في هذه التكلفة الكبيرة التي نحتاج لها لكي ننجح في مكافحة الإرهاب.

صالح الثبيتي: ما دمنا قد جئنا على مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني فيما يخص ذلك لا بد أن نتطرق إلى التعاون الأمني بين السعودية واليمن, هنالك يُذكر دائماً يعني عن عمليات تهريب الأسلحة إلى السعودية عبر الحدود السعودية اليمنية, بالإضافة إلى وصول بعض المتسللين غير النظاميين إلى السعودية, ما هي المجهودات التي تبذلها اليمن تجاه هذا الموضوع؟ وإلى أين وصلت عملية التعاون الأمني مع الحكومة السعودية؟

أبو بكر القربي: أعتقد أنك سمعت تصريحات كثيرة من الجانبين من الجانب اليمني ومن الجانب السعودي عن هذا التعاون, عن نجاح هذا التعاون, عن ما حققته اليمن والمملكة من القبض على بعض الإرهابيين نتيجة لتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية في البلدين, وهناك على الدوام تبادل معلومات وزيارات متبادلة بين قياديين في الأجهزة الأمنية لأن اليمن والسعودية الآن ينظروا إلى قضية الأمن من مبدأ أنه لا يمكن أن يكون هناك استقرار في اليمن أو السعودية إلا إذا عمل الجانبان على الحفاظ على الأمن والاستقرار, ولا يمكن أن يفرط أي منهما بأمن واستقرار الطرف الآخر, وبالتالي هناك التعاون وهناك دائماً تبادل المعلومات كما ذكرت, أما قضية التسلل فأنا أعتقد أن الأغلبية ممن يتسللون هم الذين يأتون إلى المملكة للبحث عن فرص عمل وليسوا من الإرهابيين, وهذه قضية تاريخية ليست بنت اليوم من السبعينات واليمنيين يأتوا إلى المملكة لكي يعملوا في المملكة ويكسبوا لقمة العيش, الأمور تغيّرت في المملكة الآن, وأيضاً شروط الدخول إلى المملكة بالنسبة لليمنيين تغيّرت فيضطر عدد منهم أن يتسللوا عبر الحدود, القضية الثالثة المتعلقة بتهريب الأسلحة, تهريب الأسلحة هي دائماً موجودة إذا نظرت أنت الآن إلى باكستان وأفغانستان هناك تهريب أسلحة, إذا نظرت إلى إيران وجيرانها بينهم تهريب أسلحة, الذي يحدد تدفق الأسلحة هو إما المال أو الرغبة.. السوق هو الذي يطلب هذه الأسلحة, ونحن ندرك في اليمن خطورة هذا, ولهذا الحكومة اليمنية من جانبها والمملكة العربية السعودية من جانبها يعملان على زيادة الدوريات على الحدود لضبط هؤلاء المهربين, نحن نعاني في اليمن من تهريب الأسلحة من الصومال إلى اليمن, ومن اليمن إلى الصومال لأن الأوضاع في الصومال جعلت منه بؤرة للصراعات, وبالتالي هناك حاجة دائماً للأسلحة, ولهذا الآن أعتقد أنا أن الدور الذي تقوم به الأمور الأمم المتحدة والذي تتعاون فيها اليمن لضبط تجارة الأسلحة, وهناك جهود دولية الآن للتحكّم في الاتجار بالأسلحة الصغيرة التي تسبب هذه المشاكل لأنه الجهد الدولي هذا ربما يأتي بالنتائج التي نتمنى أن نقضي فيها على هذه السوق.

هروب سجناء القاعدة من السجن في صنعاء

صالح الثبيتي: بالحديث عن الإرهاب أيضاً دعنا نتطرق إلى قضية هروب سجناء القاعدة المتهمين بانتمائهم إلى القاعدة من سجن الأمن السياسي في صنعاء, هنالك تشكيك في الرواية الرسمية لهروب هؤلاء السجناء, وهنالك حديث أيضاً عن أن هناك تواطؤ من داخل القيادات الأمنية في السجن في هروب هؤلاء السجناء, إلى أين وصلت التحقيقات اليمنية فيما يخص هروب السجناء اليمنيين من السجن؟

أبو بكر القربي: التحقيقات لم تُعلن بصورتها النهائية لكن بالتأكيد نُشرت مجموعة من الحقائق والصور التي أظهرت النفق الذي فرّ منه هؤلاء المجموعة الإرهابية التي كانت مسجونة في السجن المركزي, وهذه مؤكد أنها نتيجة تقصير في الرقابة على هؤلاء المساجين, ومؤخراً كانت هناك تصريحات أن هناك شخص أو شخصين ممن تواطأ معهم, وهذه كلها الآن الأمور سيستكمل التحقيق فيها وستُحال إلى المحكمة لاتخاذ الإجراءات القانونية, الأجهزة الأمنية قبضت على 6 من هؤلاء حتى الآن وتتم متابعة الآخرين, وكما حدث في الماضي عندما فر حوالي 11 من السجن في عدن وتم القبض عليهم أنا أتصور أن الأجهزة الأمنية وتعاون المجتمع اليمني معهم سيقود إلى القبض على البقية.

صالح الثبيتي: يعني ذكرت أنه تم القبض على 6 من هؤلاء, هنالك معلومات على أن بعض هؤلاء الهاربين قد سلم نفسه للحكومة اليمنية, وأيضاً أن هناك تفاوض مع عدد من الباقين هل هذه المعلومات صحيحة؟

أبو بكر القربي: ثلاثة منهم سلموا أنفسهم لكن همّ سلموا أنفسهم لأنهم عرفوا أن الحكومة قد تعقبتهم وعرفت أين هم يعني, والحكومة لا تتفاوض مع الهاربين, الحكومة تعتمد على علاقتها بالأعيان والوجاهات في المناطق المختلفة التي ينتمي إليها هؤلاء الشباب لكي يعودوا ويسلموهم إلى أجهزة الأمن.

صالح الثبيتي: هل تعني هذه القصة أن هناك وجود قوي لتنظيم القاعدة في اليمن كما يردد البعض؟

أبو بكر القربي: لا لا أعتقد, أنا أعتقد اليمن إذا نظرت إلى السنوات الثلاثة الأخيرة هي من أقل.. يمكن لم يحدث فيها الحقيقة أي عمل إرهابي, الاختطافات التي حدثت هذه ليس لها علاقة بالقاعدة ولها وضع خاص مرتبط بالوضع القبلي في اليمن, لكن القاعدة كتنظيم لم يقم بأي أعمال إرهابية في اليمن, بينما حدثت في العديد من الدول, وأعتقد أن السبب هو أنه ربما أن كثير من الذين كانوا في اليمن ينتمون إلى القاعدة قد استطاعت الحكومة من خلال الحوار أن تعيدهم إلى الصواب وتدمجهم بالمجتمع.

أين وصل ملف انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي؟

صالح الثبيتي: أين وصل ملف انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي؟ وما هي أهم المطالب من قبل هذه الدول لانضمام اليمن؟

أبو بكر القربي: الاجتماع الوزاري الذي شاركت فيه مع زملائي أصحاب السمو والمعالي أعضاء مجلس وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي تم بناءً على قرار اتُخذ في قمة الملك فهد رحمه الله في أبو ظبي, وكان يهدف في المقام الأول إلى النظر في السبل التي يمكن لدول المجلس أن تدخل في شراكة مع اليمن لتأهيل الاقتصاد اليمني للاندماج في اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي, والاجتماع كان من وجهة نظري ليس فقط ناجحاً وإنما أعتقد أؤكد القناعة التي الآن بدأت تتجذر لدى الجميع بأنه لا يمكن لليمن إلا أن تكون جزء من هذا النسيج, وأن لليمن لكي تصبح عضو كامل العضوية في مجلس التعاون هناك مجموعة من الخطوات التي يجب أن تتخذ وأهمها هو الجانب الاقتصادي والتأهيل الاقتصادي لليمن, لأننا نشعر في اليمن اليوم أن اليمن التي وصلت تجارتها مع دول مجلس الخليجي إلى 3 مليار دولار سنوياً ويزيد وتمثل 40% من تجارتها البينية واضح أن الاقتصاد الخليجي واليمني يجب أن يكون أكثر ترابطاً لأنه سيدّر بالفوائد على الجانبين, وأن هذا أيضاً التأهيل الاقتصادي لليمن لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الدفع بالاستثمار الخليجي إلى اليمن, تقديم المزيد من المعونات من الصناديق الخليجية, أن يكون للعمالة اليمنية وضع خاص في دول مجلس التعاون لأنها ليست فقط رفد للتحويلات إلى اليمن وإنما أيضاً هي عنصر أعتقد أنا في استقرار المنطقة والجزيرة بدلاً عن العمالة الأجنبية التي توصل إليها.

صالح الثبيتي: معالي الوزير تردد أن مصر ستطالب بتجديد منصب الأمين العام للجامعة, هنالك من يطرح يعني نظرية تدوير هذا الكرسي, وكانت اليمن في عام 2001 قد رشحت طرحت اسماً وهو الدكتور محسن العيني لتولي هذا المنصب, ما رأيكم في مسألة تدوير منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية؟

أبو بكر القربي: مبدأ التدوير هو أعتقد مبدأ الآن يعتبر مقبولاً من معظم الدول العربية لأنه من مصلحة الحقيقة المنظمات, وأيضاً من تعميق الانتماء للمنظمات أن تشعر كل دولة أنها بإمكانها أن يكون الأمين العام لهذه المنظمة منها يعني, وبالتالي نحن في اليمن نعتقد أن التدوير فكرة ممتازة جداً, لكن هذا التدوير يجب أن لا يكون من باب التدوير لأجل التدوير, ولكن عندما تتوفر أيضاً في الشخص الذي يأتي من أي دولة من الدول الشروط والمعايير والمقدرة على إدارة هذه المؤسسة والعمل العربي المشترك, يعني نحن لا نريد أن نستبدل عمرو موسى مثل بشخص من دولة عربية أخرى فقط من أجل التدوير, إذا لم يكن هذا الشخص قادراً على الأداء بنفس المستوى إن لم يكن أفضل.

صالح الثبيتي: معالي الوزير اليمني الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية والمغتربين نشكرك في نهاية هذا الحوار وإتاحة الفرصة هذه للعربية, والشكر موصول لكم أيضاً أنتم مشاهدينا الكرام لمتابعتكم, تقبلوا تحيات محدثكم صالح الثبيتي وكافة فريق العمل من جدة وإلى اللقاء.