السفارة الأمريكية بصنعاء ترفض منح متعاطي القات تأشيرة الهجرة الي الولايات المتحدة، كشرط أساسي تم استحداثه

الأربعاء 02 إبريل-نيسان 2008 الساعة 01 مساءً / مأرب برس ـ القدس العربي ـ من خالد الحمادي:
عدد القراءات 13881

قالت مصادر رسمية أن السفارة الأمريكية بصنعاء قررت رفض منح المواطنين اليمنيين الذين يمضغون القات تأشيرة الهجرة الي الولايات المتحدة الأمريكية، وأن السفارة تشترط علي المتقدم لطلب التأشيرة (الفيزا) الأمريكية مضي 3 سنوات علي الأقل علي اقلاعه عن تناول أعشاب القات، كما قررت اجراء فحوصات طبية خاصة للتأكد من صحة ذلك.

وأوضح مصدر في السفارة الأمريكية بصنعاء أن السفارة بدأت برفض منح متعاطي القات من اليمنيين تأشيرة الهجرة الي الولايات المتحدة، كشرط أساسي تم استحداثه مؤخراً لطالبي تأشيرة الهجرة .

واكد المسؤول في السفارة الأمريكية بصنعاء عدم أهلية متعاطي القات للحصول علي تأشيرات الهجرة الي الولايات المتحدة، لاعتباره مادة مخدّرة في الولايات المتحدة.

وقال ان للقات مكونين كيميائيين هما الكاثين والكاثينون، وقد تم تصنيفهما قانونيا كمخدرات من قبل مركز الولايات المتحدة للسيطرة علي الأمراض وقانون الولايات المتحدة للمواد الخاضعة للرقابة .

وأشار المصدر الي أنه بموجب قانون الهجرة يعد متعاطو المخدرات المصنفة رقم واحد بما لا يتجاوز مجرد التجريب (بمعني التعاطي لمرة واحدة) غير مؤهلين للحصول علي تأشيرات طلب الهجرة .

وأكد المصدر أن طالبي تأشيرة الهجرة عليهم أن يثبتوا طبياً عدم استخدامهم للقات لمدة ثلاثة أعوام علي الأقل في الفئة الصحية (ب) طبقاً لقانون الهجرة والجنسية، والتخلي الكامل و المستمر عن الادمان أو التعاطي لمادة القات ما يقلص التصنيف الصحي لعدم الأهلية رقم (أ) الي التصنيف الصحي لعدم الأهلية رقم (ب) والذي بدوره يجعل من المتقدم غير مؤهل للحصول علي تأشيرة الهجرة.

ولا يعتبر القات في اليمن بأي حال من الأحوال مادة مخدّرة، حيث يؤكل أكثر مما تؤكل المواد الغذائية الأخري، ويباع ويشتري في جميع الأسواق اليمنية، دون حظر أو تقييد، كما أنه يمضع في لقاءات عامة وخاصة من قبل الغالبية العظمي من اليمنيين بمن فيهم كبار المسؤولين ومشايخ الدين.

هذا القرار الأمريكي المفاجئ خلّف الكثير من القضايا الانسانية في اليمن، نظرا لأن أكثر من 90% من الذكور اليمنيين البالغين يمضغون القات، ونحو 40% من النساء البالغات يمضغن القات كذلك.

وقال متضررون من القرار ان السفارة الأمريكية بصنعاء فاجأتهم بهذا القرار دون اشعار مسبق أو تحذير لهم من ذلك، بينما كانوا يقومون بمتابعة معاملاتهم بشكل طبيعي وخسروا مبالغ كبيرة علي الفحوصات الطبية المطلوبة لطالبي تأشيرة الهجرة، كفحوصات (دي ان ايه) والفحوصات الطبية الاعتيادية التي تتجاوز كلفتها مجتمعة مبلغ 465 دولارا أمريكيا لكل شخص.

وذكر أحدهم أن أطفالا يمنيين عديدين تتراوح أعمارهم بين 12 سنة و 16 سنة حرموا من تأشيرة الهجرة لأمريكا، بسبب قولهم للطبيب بأنهم يتعاطون القات، في حديث ودّي علي سبيل المزاح ولم يكونوا يتوقعون أن ذلك الحديث الودّي سيحرمهم من التأشيرة في ظل هذه الاجراءات الجديدة.

وأرجعوا أسباب هذا القرار المفاجئ الي احتمال سوء العلاقة بين صنعاء وواشنطن لدرجة غير مسبوقة، والذي نتج عنه معاقبة المواطنين اليمنيين بهذا القرار، عقابا لحكومتهم، التي لم تحرك ساكنا حيال هذا الاجراء (الجائر) في نظرهم، ضد مواطنيها.

وطالبوا الحكومة اليمنية بالتدخل السريع لحل هذه الاشكالية التي طالت أغلب اليمنيين الذين طلبوا الحصول علي تأشيرة الهجرة الي الولايات المتحدة، بسبب أن أغلبيتهم يتعاطون القات، كمادة طبيعية جدا في اليمن، وليست كمادة مخدرة وممنوعة، كما طالبوا المعاملة بالمثل للمواطنين الأمريكيين الذين يرغبون بالحصول علي تأشيرة الدخول للأراضي اليمنية، حيث أن أغلبهم يشربون الخمر وهو أكثر تخديرا من مادة القات.

واعتبروا أن التعامل مع مادة القات يفترض أن يكون بناء علي تعامل حكومة طالبي التأشيرات معها، حيث أن الحكومة اليمنية لا تعتبر القات مادة مخدّرة أو ممنوعة وبالتالي كان من المفترض أن تعتبره سفارة واشنطن بصنعاء مادة غير مخدرة، كما ظلّت تتعامل معه بذلك التعامل طوال الفترات السابقة دون أي اشارة أو ايحاء بأنه مدرج ضمن المواد المخدّرة في الولايات المتحدة.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن