تواجه جماعة الحوثي المسلحة التي تطلق على نفسها (أنصار الله) تحديات أمنية كبيرة من قبل تنظيم القاعدة، مع استعداداتها بالاحتفال بالمولد النبوي المقرر انعقاده السبت المقبل في العاصمة صنعاء والعديد من المدن اليمنية الأخرى التي سيطرت عليها مؤخرا.

وتعتزم جماعة الحوثي إقامة أكبر احتفال بذكرى المولد النبوي في العاصمة صنعاء وبشكل غير مسبوق لأول مرة منذ سيطرت مسلحيها على المدينة في أيلول (سبتمبر) الماضي، وبتمويل حكومي وفي مقار حكومية وهو تقليد سنوي يحتفل فيه الحوثيون بهذه الذكرى في المناطق التي يسيطرون عليها.

ويستهدف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب اي تجمع للحوثيين في العاصمة صنعاء وفي العديد من المحافظات الأخرى التي يتواجد فيها مسلحون حوثيون أو يتجمعون فيها، وسقط المئات من الحوثيين في العديد من عمليات القاعدة التي استهدفت تجمعات للحوثيين في كل من العاصمة صنعاء ورداع وإب وأرحب وغيرها.

وذكرت صحيفة يمنية موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح أمس أن قيادة وزارة الداخلية اليمنية تلقت معلومات استخباراتية عن مخطط لتنظيم القاعدة لتنفيذ عمليات إرهابية في العاصمة صنعاء وفي محافظة مأرب بالتزامن مع الاحتفالات الحوثية بالمولد النبوي التي تصادف يوم السبت المقبل.

ونسبت صحيفة (اليمن اليوم) أمس الاثنين إلى مصدر أمني قوله «إن الأجهزة الاستخباراتية رصدت السبت، تحرك 5 سيارات نوع شاص (بيك آب) على متنها أشخاصاً مدججين بكامل أسلحتهم قادمين من منطقتي الميل والصمدة، الواقعتين بين مفرق محافظتي الجوف ومأرب، والتقوا جميعهم في منطقة الروضة بمدينة مأرب».

وأوضح المصدر الأمني أن «المسلحين الذين يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة عقدوا اجتماعاً مطولاً في الروضة واتفقوا على تنفيذ ضربتين الأولى تستهدف تجمعاً لأنصار الله (الحوثيين) في العاصمة صنعاء يوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، والثانية تستهدف منشآت عسكرية في محافظة مأرب خلال اليوم نفسه».

وأصدر وزير الداخلية اليمني اللواء جلال الرويشان توجيهات مشددة إلى مدراء عموم الشرطة في العاصمة صنعاء ومحافظتي صنعاء ومأرب وإلى قوات الأمن الخاصة ومكافحة الإرهاب والبحث الجنائي باتخاذ كافة الإجراءات الأمنية بالتنسيق مع الوحدات العسكرية في هذه المحافظات ورفع اليقظة الأمنية والاستعداد لمواجهة أي أعمال إرهابية محتملة بكل حزم.

وذكرت الداخلية اليمنية أن نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع عقد أمس اجتماعاً مع مسؤولي اللجان الشعبية المسلحة التابعة لجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، لمناقشة الأوضاع الأمنية فيها، والترتيبات الأمنية خلال الاحتفال بالمولد النبوي.

وقال مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية «ان اللواء لخشع دعا إلى الوقوف صفاً واحداً أمام التحديات والعراقيل للخروج بالوطن من دائرة الأزمة الشائكة».

وشدد نائب الوزير على أهمية تحديد عمل وصلاحيات النقاط الأمنية سواء كانت من رجال الشرطة التابعة للدولة أو اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي، حتى تؤدى المهام على أكمل وجه.

ويقوم المسلحون الحوثيون بمهام الشرطة في العاصمة صنعاء منذ سيطرتهم عليها في أيلول (سبتمبر) الماضي وأخذوا على عاتقهم المسؤولية الكاملة في حماية الأمن فيها وممارسة أعمال القوات الأمنية في أحيائها. إلى ذلك، تبنى تنظيم أنصار الشريعة، جناح القاعدة في اليمن، امس الإثنين، مقتل عقيد بالاستخبارات الداخلية باليمن بمحافظة البيضاء، وسط البلاد.

وقال التنظيم، في بيان نشره عبر حساب له على موقع «تويتر»، إن مقاتليه استهدفوا بعد ظهر أمس «ناصر الوحيشي»، العقيد بجهاز الأمن السياسي اليمني (الاستخبارت الداخلية)، بالرصاص أثناء تواجده أمام مبنى المحكمة الابتدائية في مدينة البيضاء؛ ما أدى لمصرعه على الفور.

وفي وقت سابق أمس، قال مسؤول محلي، إن «مسلحين مجهولين أطلقوا النار على الضابط في الأمن السياسي ناصر الوحيشي أثناء تواجده قرب أحد المطاعم في الشارع العام بمدينة البيضاء التي تحمل اسم المحافظة، ما أدى لمصرعه.

إلى ذلك، قتل 3 جنود بالجيش اليمني امس الإثنين، وأصيب 10 آخرون، في كمين نصبه مسلحون في حضرموت جنوبي البلاد، بحسب مصادر عسكرية.

وقالت المصادر، إن مسلحين يرجح انتماؤهم لتنظيم القاعدة نصبوا كمينا في الطريق العام بمدينة القطن التابعة لمحافظة حضرموت، وأثناء مرور دورية عسكرية يقودها اللواء الركن عبدالرحمن الحليلي قائد المنطقة العسكرية الأولى، انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة في الطريق، كما باشر المسلحون إطلاق النار من أسلحة رشاشة، ما أدى لمقتل 3 جنود وإصابة 10آخرين بجراح، بعضها خطيرة.

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الجيش اليمني حول ما ذكرته المصادر، كما لم تعلن أي جهة تبنيها للواقعة، غير أنه سبق أن شن مسلحو القاعدة عدة هجمات مماثلة في حضرموت ومحافظات يمنية أخرى استهدفت الجيش والأمن، وأسفرت عن مقتل العشرات بينهم قيادات أمنية وعسكرية.