غموض يكتنف العمليات الإرهابية في اليمن بعد اكتشاف علاقة للموساد بهجوم 17 سبتمبر

الجمعة 10 أكتوبر-تشرين الأول 2008 الساعة 05 صباحاً / مأرب برس –أبو بكر ناجي
عدد القراءات 5612

فتحت الاتهامات التي وجهها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مطلع الاسبوع للمخابرات الإسرائيلية(الموساد) -بتجنيد خلية في « تنظيم الجهاد» لتنفيذ هجمات إرهابية في اليمن -بابا جديدا في سير التحقيقات بشأن هجمات 17 / 9 التي استهدفت السفارة الأميركية بصنعاء والتي سبق لهذا التنظيم أن أعلن مسؤوليته عنها .

وحرك هذا المعطى الجمود الذي طبع سير التحقيقات في ظل غموض لا يزال يكتنف هذه القضية مع فشل المحققين الأميركيين واليمنيين في الكشف عن هوية منفذي الهجوم الذي وصف بالأعنف منذ الهجوم على المدمرة كول في ميناء عدن .

وقياسا بالمعطيات التي كشفتها صنعاء والتي تحدثت عن مراسلات بين قياديين في خلية تنظيم الجهاد الذي أعلن سابقا مسؤوليته عن الهجوم على سفارة واشنطن بصنعاء وأطراف في جهاز المخابرات الإسرائيلي فإن محللين يمنيين يرون أن الغموض والدقة في التخطيط والتنفيذ كان ملمحا بارزا في الهجمات الأخيرة وربما كانا القاسم المشترك الأعظم بين هجمات أيلول على واشنطن ونيويورك والهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في صنعاء في الذكرى السابعة للهجمات .

ويصف محققون يمنيون يعملون ضمن فريق التحقيق أن الهجوم على السفارة الأميركية باللغز الكبير خصوصا وأن التحقيقات لم تفلح في كشف هويات منفذي الهجوم الستة ولا الجهات المموّلة والمخططة للعملية باستثناء التفاصيل القليلة التي كشفتها خلية تابعة لتنظيم الجهاد المرتبط بتنظيم « القاعدة» والتي قالت صنعاء :إنها متورطة في صوغ وإرسال بيانات تهديد بهجمات إرهابية على مصالح أجنبية في اليمن .

ويأتي المعطى الجديد الذي أعلنه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن ارتباط أفراد في خلية تنظيم الجهاد بالمخابرات الإسرائيلية بوصفه الوحيد الذي توفر حتى الآن بعد أكثر من 20 يوما من بدء التحقيقات في الهجوم الانتحاري الذي استخدم ستة انتحاريين يرتدون بزات الشرطة في سيارتين مفخختين من نفس طراز سيارات الشرطة للهجوم على السفارة الأميركية في الحادث وأدى إلى مقتل 19 شخصا من الجنود والمدنيين بينهم المهاجمين الستة .

وثمة معطيات أخرى تناقلتها الأوساط السياسية اليمنية تتعلق بتنظيم الجهاد الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم على السفارة الأميركية ويشير هؤلاء إلى أن هذا التنظيم الذي لم يكن معروفا في اليمن من قبل ولم يحدث أن أشير إليه كطرف في معظم العمليات الإرهابية التي عرفها اليمن مدى السنوات الماضية والتي كانت الاتهامات فيها والمسؤولية تلقى إلى عاتق كتائب تنظيم القاعدة ككتائب جند اليمن وكتائب التوحيد وغيرها من تلك المنخرطة في إطار تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب .

ويضاف إلى ذلك أن العدد الكبير للمهاجمين الذين استخدموا في الهجوم على السفارة لم يسبق لخلايا تنظيم القاعدة في اليمن أن استخدمته في عملياتها الإرهابية .

كما أن فرق التحقيق الأميركية التي ضمت خبراء من الـ « أف بي أي» و « سي آي أيه» وجهات استخباراتية إلى جانب فرق التحقيق اليمنية لم تحرز أي نجاح في تحديد هوية المنفذين للهجوم الذي وصف بأنه الأعنف والأكثر غموضا منذ الهجوم الانتحاري الذي استهدف المدمرة الأميركية كول في ميناء عدن .

* اليوم