ذوو احتياجات خاصة يتحدون أوجاع الحرب في اليمن

الثلاثاء 07 أغسطس-آب 2018 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس- متابعات
عدد القراءات 1984

 

على الرغم من التأثيرات السلبية للحرب على نسبة كبيرة من المجتمع اليمني، فقد كانت دافعا أساسيا لدى العديد من المواطنين، في الاستمرار بالكفاح والصمود، وعدم الاستسلام لويلات المأساة وأوجاع الصراعات.
شباب من ذوي الإحتياجات الخاصة استطاعوا الكفاح وتأسيس مشاريع خاصة في حياتهم أو تطوير ذواتهم، ما أدى إلى تأثير فعلي في واقعهم الخاص والعام.
ويبلغ عدد الأشخاص الذين هم من ذوي الاحتياجات الخاصة في اليمن، حوالي 2.5 مليون يمني قبل الحرب، في حين أدت الحرب إلى انضمام العديد من المواطنين إلى هذه الشريحة، جراء تعرضهم لنيران النزاع.
إبراهيم جحوش، أحد الشباب اليمنيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي يعاني منذ سنوات من إعاقة “الصمم”، التي لم تثنه عن مواصلة أحلامه الخاصة وتحقيق تطلعاته في ظل الواقع المؤلم الذي تعيشه بلاده جراء الحرب. تحدى جحوش جميع المصاعب وتمكن من تأسيس منظمة “صدى للتكنولوجيا المساعدة” في نهاية عام 2017.
وتسعى منظمة صدى لتقديم الخدمات التي تهتم بتسخير التقنيات الحديثة للتخفيف من وطأة الإعاقة على الأشخاص المعاقين وتدريبهم وتأهيلهم حتى يصبحوا أشخاصا فاعلين في المجتمع معتمدين على أنفسهم.
وتتلخص أهداف المنظمة أيضا، حسب جحوش، في تسخير التقنيات المساعدة وتقديم الخدمات لذوي الاحتياج والارتقاء بمجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة وجعلهم أشخاصا أصحاب إرادة، مضيفا “وقد بدأنا في ذلك وتكللت أعمالنا السابقة بالنجاح”. فقد إبراهيم جحوش حاسة السمع منذ سنوات، وتحولت حياته إلى الهدوء والسكينة، حيث حسب وصفه “اختلى إلى محراب طموح يعانق السماء”.
ولم يثنه ذلك عن الاستمرار بالتفاؤل والطموح، حيث خاض تجربة التحدي وهي تعلم اللغة بوسائل وطرق ابتدعها لنفسه ونقلها لمن بعده من الصم، ولازال يطمح إلى تطويرها حتى تكون وسيلة لمن أراد، مشيرا، إلى أن هناك العديد من زملائه الناجحين من ذوي الاحتياجات الخاصة، على الرغم من المصاعب التي يواجهونها في دولة لا تعطي هذه الفئة احتياجاتهم الأساسية.
وقال “بالنسبة لي أنا أؤمن بأن من رحم المعاناة يولد الإبداع فكلما اشتدت معاناتي زاد إصراري وهكذا… كما أؤمن بأنه لا يوجد مستحيل”. وحول أحلامه المستقبلية، أكد جحوش بأنه يسعى دائماً إلى تحقيق أهداف يرسمها ولا يجد سقفا لتلك الأهداف والطموحات.
ومن المكافحين رغم صعوبة الظروف، الشاب الإعلامي دارس البعداني، الذي يعاني من فقدان البصر. يقول البعداني، إن الحرب أدت إلى خلق الكثير من الصعوبات لدى معظم اليمنيين، إلا أنه من ناحية شخصية، لم يستسلم لآلامها وعوائقها، بل واصل تحقيق أحلامه وأهداف حياته.
خديجة عمر من بين المعاقات حركيا والتي استطاعت خلال فترة الحرب، أن تصنع واقعا إيجابيا مفعما بالنجاح
وأضاف “مع بداية الحرب، استطعت التخرج من الجامعة، تخصص إعلام، بتقدير جيد جدا، وواصلت العمل الإعلامي في إذاعة يمن تايمز الخاصة، التي تعتبر أول إذاعة مجتمعية يمنية أهلية.
ويؤكد البعداني حرصه الدائم على تطوير مهاراته الإعلامية رغم ظروف الحرب، مشيراً إلى أنه تمكن من الحصول على دورات تدريبية في المجال الإذاعي، داخل وخارج اليمن، وقد كانت لها دور كبير في تطوير مهاراته الإذاعية والصحافية.
وبثقة كبيرة، يشرح البعداني، أحلامه التي يود تحقيقها، مهما كانت الظروف، مبينا أنه يرغب حال توفر الفرصة، في دراسة الماجستير ومن ثم الدكتوراه خارج اليمن.
ويتابع “كنت أفكر أحيانا في الدراسة العليا بجامعة صنعاء، إلا أن الوضع التعليمي هناك، غير جيد، وهو ما دفعني إلى البحث عن فرص للدراسة في الخارج، من أجل مواصلة تحقيق أهدافي الخاصة”.
وحول نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة، شكا البعداني من أن الكثيرين، ينظرون إلى هذه الفئة بعين الرحمة والشقفة، وهذا شيء غير منطقي، ويفترض ألاّ يكون. رغم الكثير من العوائق التي تواجه المرأة اليمنية، منذ ما قبل الحرب، كان لدى العديد من النساء في البلاد القدرة على تخطي كافة الصعوبات، رغم ظروف الإعاقة البدنية.
خديجة عمر من بين المعاقات حركيا في اليمن، والتي استطاعت خلال فترة الحرب، أن تصنع واقعا إيجابيا مفعما بالنجاح والتفوق رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلادها.
استطاعت الشابة خديجة خلال العام الماضي 2017، الحصول على درجة الماجستير من قسم الاجتماع في جامعة صنعاء، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وتشعر خديجة بسعادة، رغم تعاسة الظروف التي يعيشها اليمن.
وتقول، إنه لا حدود لطموحاتها الخاصة، فهي ترغب في تحضير الدكتوراه، ومواصلة تحقيق الحلم الأكاديمي، وعدم الاستسلام للواقع الذي تمر به بلادها، موضحة أن على الفرد المواصلة ودعم النفس مهما واجهه من تحديات، وإلا فإنه سيكون حليف الفشل حد وصفها.
خديجة الآن، أصبحت مديرا تنفيذيا في مؤسسة طارق العلمية، المعنية في الجانب التعليمي، وتنسيق الدراسات والبحوث ورسائل الدكتوراه والماجستر في الداخل والخارج. واستطاعت خديجة إيجاد فرصة عمل لها في الوقت الحالي، وذلك في عملها أكاديمية في جامعة آزال الخاصة في العاصمة صنعاء.
تقول “أرغب مستقبلا في منصب كبير، كرئيسة وزراء، من أجل خدمة المجتمع اليمني بشكل عام وشريحة المعاقين بشكل خاص”. وتمنت خديجة من السلطات الحالية والمجتمع، إعطاء الفرص لجميع المعاقين في البلاد، من أجل تحقيق أهدافهم وأحلامهم المشروعة.

* المصدر صحيفة العرب 

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن