ما هي رسائل الخليج التي أوصلها البشير للأسد؟

الثلاثاء 18 ديسمبر-كانون الأول 2018 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 3565

 

  

تحت عنوان “الدكتاتور السوداني في سوريا للقاء الأسد.. قمة مرتكبي المجازر” كتب ريتشارد سبنسر مراسل شؤون الشرق الأوسط تقريرا تحليليا في صحيفة “التايمز”.

وقال سبنسر، إن الرئيس عمر حسن البشير المتهم بارتكاب جرائم حرب كان أول رئيس دولة عربية يزور الرئيس بشار الأسد منذ بداية الحرب الأهلية السورية قبل ثمانية أعوام تقريبا.

7وسافر البشير إلى دمشق على متن مقاتلة روسية للمشاركة في ما وصفها المدافعون عن حقوق الإنسان بـ”قمة الإبادة”، خاصة أن محكمة الجنايات الدولية أصدرت أمرا باعتقاله عام 2009. ويُتهم البشير بارتكاب جرائم حرب في الحرب الأهلية السودانية بإقليم دارفور. ولم يتم توجيه نفس الاتهامات للأسد بسبب الفيتو الروسي في مجلس الأمن الدولي، ولكن منظمات حقوق الإنسان تتهمه بارتكاب جرائم حرب في السجون وقتل جماعي في الحرب الأهلية السورية. ولم يصدر عن أي من الدولتين معلومات بشأن اللقاء الذي تم بينهما وما دار من مناقشات، مع أن هناك إشارات إلى عملية إعادة تأهيل للأسد؛ أقله في الشرق الأوسط.

وأصبح السودان على علاقة وثيقة مع كل من السعودية والإمارات. وهناك من يرى أن البشير كان مجرد حامل رسالة إلى الأسد بشأن العلاقات المستقبلية مع دول الخليج. وبحسب الصورة التي نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا)؛ فقد ظهر الرئيسان في مطار دمشق الدولي أمام مقاتلة روسية. وفي البيان قالت الوكالة إن الرئيسين عقدا في القصر الجمهوري محادثات بشأن العلاقات بين البلدين وتطورات المنطقة. ولم يزر أي زعيم عربي بشار الأسد منذ بداية الحرب الأهلية عام 2011، ولكن حدثت تحولات في المنطقة في الفترة الأخيرة. فقد كان السودان على تحالف مع إيران الذي استخدمته مع حماس كنقطة لتهريب السلاح إلى غزة. ولا يزال البشير منبوذا بسبب تهم جرائم الحرب في دارفور، ولكنه غيّر مواقفه وأرسل قوات سودانية للقتال إلى جانب التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وشارك في قمم في الرياض والأردن وتركيا.

ويقول سبنسر إن إعادة تأهيل الأسد تأتي في وقت تشهد فيه الحرب الأهلية السورية حالة من انسداد الأفق، لكن الشيخ خالد بن أحمد الخليفة وزير الخارجية البحريني صافح وبحرارة نظيره السوري وليد المعلم في الأمم المتحدة في أثناء اجتماع الجمعية العامة في أيلول (سبتمبر)؛ في إشارة إلى ذوبان الجليد مع دول الخليج التي ساعدت على تسليح وتمويل المعارضة السورية.

وقال تشارلس ليستر، الباحث في معهد الشرق الأوسط إن البشير احتفظ بعلاقات جيدة مع قطر وتركيا وباعهما أسلحة كي تزود بها المعارضة السورية. وعلق ليستر على زيارة البشير قائلا إن الأسد ربما كان يمتحن إمكانيات فتح العلاقات مع المنطقة من خلال استقباله للرئيس السوداني. وربما من خلال استغلاله للخلافات بين قطر وتركيا من جهة، وبين السعودية والإمارات من جهة أخرى. وسوريا بحاجة للتجارة والاستثمار مع العالم العربي بعد انهيار اقتصادها نتيجة للحرب.

وقال ليستر: “يبدو أن المسار مع الإمارات يُفتح وإن بشكل بطيء، ولكن من خلال قنوات مختلفة”، مضيفا: “قد تكون الزيارة السودانية محاولة لاستغلال الانقسام الإقليمي ومحفزا لسباق حول من سيكون الأسرع والأكثر فاعلية في إقامة علاقات مع دمشق”.