في سقوط مهني مدوي ، اعلنت صحف جنوبية اليوم السبت 22 ديسمبر/كانون الاول 2018م ، سقوط معظم محافظة مأرب (شرقي اليمن) بيد الحوثيين ، وذلك في تغطيتها لأخبار المعارك الدائرة في جبهة صرواح غربا (تشكل 5 % فقط من مأرب وفيها اخر جيوب الانقلابيين الحوثيين).

وبحسب ما رصده مأرب برس من تعليقات وكتابات ،فقد شن ناشطون واعلاميون يمنيون هجوما على صحيفة الايام التي يمتلكها مستشار وزير الاعلام في الحكومة الشرعية محمد باشراحيل وكذا صحيفة عدن الغد المعروفة بنزعتها الانفصالية.

وعنونت صحيفة الايام بالبنط العريض (الحوثيون يسيطرون على 90 % من مأرب) ، فيما كتبت عدن الغد : (ان الحوثي اسقط صرواح كاملة في ساعة واحدة)، وهي شائعات يبثها اعلام الانقلاب وتتلقفها وسائل اعلام واعلاميون محسوبون في صف الشرعية.

وغرد الزميل أحمد عايض رئيس تحرير موقع مأرب برس الاخباري ، على حسابه الرسمي في تويتر ، ردا على تلك الاخبار المغلوطة بقوله : «المرضى فقط هم من يهللون لاشاعات الحوثيين وتبنيهم لنشر مزاعم هزائم الشرعية» . 

واضاف «مأرب عصية وثابتة كثبات الجبال الرواسي وفي صرواح يتم سحق الحوثيين بصمت .. وجثثهم تملىء الاودية» .  

وتابع «الحوثي يتقن فن الاشاعات لتغطية هزائم الجبهات الاخرى لا تكونوا امعات وبغباوات».

ودائما ما يعمد الاعلام المحسوب على الانفصالين وكذا اعلام المناصرين للرئيس الراحل صالح ، الى تبني اي اشاعة يتداولها اعلام الحوثي ويزعم فيها تحقيق انتصارات على الشرعية في محافظات عصية عليه كمأرب والجوف وغيرها من مناطق شمال وشرق اليمن.

* ما الحقيقة اذا 

طبقا لمصادر ميدانية في جبهة صرواح تحدثت لموقع مأرب برس فإن الحوثيين كثفوا هجومهم خلال اليومين الماضيين على مواقع للجيش الوطني ،وعززوا بعناصر من مليشياتهم، غير ان الجيش كسر الهجومات ودحر الانقلابيين.

ولتغطية تلك الخسائر تقول المصادر ، ان المليشيات لجأت لصناعة انتصارات وهمية ونشرت اخبارا عن سيطرتها على مواقع في صرواح ، هم في الاساس يتمركزون ويختبئون فيها منذ العام الماضي.

ونقل مأرب برس عن مصدر ميداني آخر يتواجد في جبهة صرواح تأكيده ان «ما ينشره الحوثيون ويزعمون تحقيق انتصارات ، كذب ولا أساس له من الصحة». 

وقال : هم يتحدثون عن السيطرة على مواقع هي معهم، من عام 2017 .

وتحدث المصدر حول حقيقة ماحدث في صرواح فقال :« الحقيقة ما حدث ان الحوثيين تقدموا في ثلاث تباب صغيرة متجاورة وليس لها أهمية استراتيجية ومساحتها لا تزيد عن اربعمائة متر ، ولا صحة لما روجوه بأنهم تقدموا 34 كيلو».

وتسيطر قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على اكثر من 95 % من مساحة مأرب ، فيما يختبئ الحوثي في اجزاء من صرواح الواقعة غرب المحافظة وتشكل 5 % من مساحة مأرب وتدور فيها معارك متقطعة.

وظلت مأرب عصية على الانقلابيين ، حيث عجزت المليشيات ان تدخل المدينة او تسيطر على مديرياتها.

وتحولت مأرب الى وجهة للنازحين ورؤس الاموال كما تشكلت فيها نواة الجيش الوطني ، وتعد مأرب عاصمة المقاومة الشعبية التي تكونت عقب الانقلاب الحوثي ، من ابناء المحافظة وممن التحق بهم من باقي المحافظات.