آخر الاخبار

وزير الخارجية يُشيد بموقف اردوغان في دافوس ونائب تركي يؤكد أن العرب منقسمين

الجمعة 20 مارس - آذار 2009 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 6445

أثنى وزير الخارجية الدكتور ابو بكر عبد الله القربي على مواقف تركيا في سبيل نصرة القضية الفلسطينية، والذي توّج بالموقف الأخير لرئيس وزرائها رجب طيب أردوجان في قمة دافوس.

ولفت وزير الخارجية في كلمته التي ألقاها في افتتاح ندوة "الموقف التركي من الأحداث في غزة.. دراسة وتحليل" التي نظمتها صحيفة إيلاف اليمنية بالتعاون مع الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين, إلى الجذور التاريخية للعلاقات العربية التركية، وما تشهده العلاقات اليمنية التركية من نماء وتطور في مختلف المجالات، منوها بالدور السياسي التركي المتنامي في المنطقة وموقفه الواضح والصارم ضد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة .

وأشار الدكتور القربي إلى أن تركيا تنطلق في هذه المواقف باعتبارها مؤهلة للقيام بهذا الدور الذي يعكس قدرتها على اتخاذ المواقف الشجاعة واستعدادها لدفع الثمن، مشيرا إلى أن التجربة التركية في بناء القاعدة الاقتصادية والسير في طريق التصنيع نموذجا يُحتذى وتجربة يجب الاستفادة منها".

وأضاف: "وإذا كانت ماليزيا تمثل نموذجا آخر للنجاح إلا أن على البلدين اليوم أن يحملا على عاتقهما مسئولية الدفع بالعمل الإسلامي الاقتصادي المشترك بتجربتهما".

من جانبه أشار رئيس تحرير صحيفة إيلاف الزميل محمد الخامري في كلمته التي ألقاها في الندوة إلى أهمية الندوة في تسليط الضوء على الدور البارز لتر كيا من القضية الفلسطينية خلال حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة مؤخرا, وما يستقى منها من دروس وعبر في الدفاع عن كرامة الأمة وقضاياها المصيرية، مؤكدا أن هذه الندوة التي وصفها بأنها باكورة الندوات التي تزعم إيلاف تنظيمها دوريا، والتي قال إنها ستكون ندوات نوعية جادة تناقش وتطرح العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والعلمية وغيرها من زاوية محايدة وعلى مسافة من الكل.

هذا وقد استعرض المشاركون في الندوة التي أدارها الدكتور عبد الله المقالح ثلاث أوراق عمل، الأولى بعنوان "خدمات الدولة العثمانية للعروبة والإسلام" لأستاذ التاريخ بجامعة صنعاء الدكتورة أمة الغفور الأمير قدمت فيها عرضا لما أسمته بخدمات الدولة العثمانية للبلدان العربية، مستعرضة نماذج من تلك الخدمات، منها أن الدولة العثمانية حافظت على إسلام وعروبة سكان شمالي أفريقيا من أخطار الغزو الصليبي الاستعماري الأوربي الذي حمل لواءه البرتغال.

وأوضحت الدكتورة الأمير مواقف الدولة العثمانية من استيطان اليهود في فلسطين، مشيرة إلى أن السلطان عبدالحميد الثاني عندما قابل زعيم الحركة الصهيونية في قصره، رفض إصدار فرمانا يسمح لليهود الهجرة إلى فلسطين والاستيطان فيها.

فيما عدّدت الورقة الثانية بعنوان "الموقف التركي من أحداث غزة.. الدوافع والوقائع" للنائب في البرلمان التركي رسول طوسون دوافع الدولة التركية لاتخاذ موقف الانحياز للحق ونصرة القضية الفلسطينية، موضحا أن تلك المواقف ارتكزت على دوافع عدة أهمها: الشعور بالإنسانية, الإيمان بالإخوة الشعور بالمسئولية, الشعور باحترام إرادة الشعب التركي, الشعور بالخداع والحيلة من قبل الإسرائيليين من جهة ومن جانب رئيس حكومتهم بالذات ايهود اولمرت.

وأوضح طوسون انه إذا كانت مصر متهمة من قبل البعض بالتقصير في حماية أهل غزة بل بالتواطؤ عليهم، فان اردوغان قال إن تركيا ليست جمهورية موز فانتصر لكرامة بلاده، مؤكدا إلى إن رئيس الوزراء التركي انحاز إلى قيم أخلاقية سامية فأضاف إلى تركيا قوة على قوة، فيما كان أوباما ينتهك خطابه في أول موقف له من القضية الفلسطينية.

وتساءل الضيف التركي: هل أثرت المواقف التي اتخذتها تركيا كالوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل، وبين سوريا وإسرائيل في المنطقة عموما، موضحا أن تركيا عندما قامت بدور الوسيط لايعني أبدا ألا تُعبِّر عن موقفها المبدئي والأخلاقي وألا تقف إلى جانب المعتدى عليه، ومعارضة للمعتدي، وهذا بالفعل مافعلته تركيا، مشيرا إلى أن بلاده نجحت فيما فشل غيرها منذ العام 2000م في آخر مفاوضات بين عرفات وباراك، ومنذ آخر محادثات بين سوريا وإسرائيل برعاية بيل كلينتون.

واستطرد البرلماني طوسون تساؤلاته: هل كان الدور التركي منافسا للدور العربي في غزة؟، موضحا أن بلاه تدرك جيدا انه في حالة غزة بالذات لايمكن لاعتبارات جغرافية تجاوز الدور المصري الذي قال إن أنقرة عملت وفق هذه الرؤية وبالتالي كان دورها مكملا للدور المصر وليس بديلا عنه.

وقال: ومن سخريات القدر ومفارقاته أن الدور التركي الوسيط تحوّل في الأيام الأولى للعدوان إلى حركة وساطة بين الدول العربية نفسها التي وصفها بالمنقسمة على نفسها انطلاقا من احد اكبر العوامل التي شجّعت إسرائيل على العدوان على غزة، مشددا على انه لاوجود لدور عربي جامع موحّد حتى تكون تركيا منافسة له بل أكثر من ذلك سعت تركيا إلى توحيد الصف العربي وخلق دور عربي ليكمل الدور التركي.

في حين تناولت الورقة الثالثة المقدمة من عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس منير سعيد الدور التركي المنشود تجاه القضية الفلسطينية، تناول فيها دور تركيا في غزة الذي قال انه الداعم الأكبر للحق الفلسطيني، موضحا الأهمية الإستراتيجية لتركيا لأنها دولة إقليمية مستقرة سياسيا وقوية اقتصاديا وعسكريا، إضافة إلى أن لها مشروعا قوميا "الأمة التركية" تتطلع لتحقيقه ولها تاريخ عريق في المنطقة.

وعدّد أبو عبدالرحمن منير سعيد العديد من النقاط الإستراتيجية لأهمية تركيا منها أنها تتطلع لدور عربي إسلامي خاصة بعد تعثر توجهها نحو أوروبا، مشيرا إلى أن تركيا دولة ديمقراطية لها شعب عاطفته متأججة نحو القدس، والعالم العربي ينظر إليها بايجابية وإعجاب، وهي عضو في حلف الناتو، ولها تحالف استراتيجي مع الكيان الصهيوني..

وقال عضو المكتب السياسي لحماس إن الدور المنشود من تركيا هو تقديم الدعم الاغاثي والطبي للشعب الفلسطيني والدعم المالي للسلطة، ورعاية الأوقاف والآثار الإسلامية في فلسطين، والاهتمام بالوثائق التركية حول فلسطين ونشرها، وتجميد العلاقة مع العدو الإسرائيلي باتجاه قطعها بأسرع وقت ممكن، إضافة إلى تبني مواقف عبر المؤتمر الإسلامي والهيئات الإقليمية، والتأثير الايجابي في منظمات الدولية "الأمم المتحدة ومجلس الأمن"..

كما أثريت الندوة بمناقشات ومداخلات قيِّمة للدكتور عبدالله دحان، وفتحي العزب، وعبد الكريم الخميسي، وابو محمد عبيد، وصادق الروحاني، ونايف الجماعي، وغيرهم من المشاركين وحضور الندوة من السياسيين والمثقفين والمهتمين.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن