حماس تفاجئ إسرائيل و تقلب الطاولة على نتنياهو

الأحد 05 أكتوبر-تشرين الأول 2025 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس -خاص
عدد القراءات 1982

 

في تطور مفاجئ قلب موازين الحرب والسياسة، أعلنت حركة حماس موافقتها على إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين لديها وفق صيغة التبادل التي تضمنتها خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدة استعدادها للدخول الفوري في مفاوضات عبر الوسطاء لبحث التفاصيل.

الرد السريع جاء من ترامب نفسه، الذي نشر بيان الحركة على حسابه في منصة تروث سوشيال، قائلاً إن "حماس تبدو مستعدة لسلام دائم"، وداعياً إسرائيل إلى وقف القصف فوراً لإتمام صفقة الأسرى بأمان وسرعة.

مناورة سياسية ذكية رد حماس جاء بعد جدل واسع حول خطة ترامب، التي تضمنت بنوداً مثيرة للجدل أبرزها وضع غزة تحت وصاية أميركية دولية وإبعاد الفصائل الفلسطينية عن إدارة القطاع، ما كان سيجعل الخطة أقرب إلى وصاية جديدة لا سلام حقيقي.

لكن الحركة اختارت مساراً مختلفاً، فوافقت على ما يخصها من الخطة

– تبادل الأسرى ووقف الحرب – ورفضت ما يمس الحقوق الوطنية الفلسطينية، مؤكدة أن إدارة غزة ستكون بيد هيئة فلسطينية مستقلة بالتوافق الوطني وفق مخرجات القمة العربية بالقاهرة.

وبهذه الخطوة، منحت حماس ترامب ما يبحث عنه من إنجاز دبلوماسي، لكنها في المقابل نزعت فتيل الوصاية الدولية، وأعادت الملف الفلسطيني إلى إطار عربي ووطني جامع.

نتنياهو في الزاوية رد الحركة وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مأزق داخلي ودولي، بعد أن التزم الصمت إزاء الموقف الأميركي الجديد، وسط تقديرات بأن حكومته تعيش حالة صدمة سياسية.

ويرجّح مراقبون أن يبدأ نتنياهو حملة ضغوط في واشنطن لإقناع ترامب بالتراجع عن موقفه أو تأجيل وقف إطلاق النار، سعياً لشراء الوقت ومواصلة القصف تحت ذريعة "الضغط على حماس".

الموقف العربي المنتظر ويرى محللون أن على الدول العربية التحرك لتثبيت الموقف الفلسطيني عبر دعم حماس سياسياً، وتوفير شبكة أمان عربية تمنع أي التفاف على مبادرتها، إلى جانب دعم فكرة إدارة فلسطينية موحدة للقطاع ورفض أي وصاية أو قوات أجنبية.

بهذا الرد، تكون حماس قد قلبت الطاولة على نتنياهو، وأحرجت إسرائيل أمام ترامب والمجتمع الدولي، لتتحول من موقع الدفاع إلى موقع المبادرة، وتفتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة عنوانها: > دهاء المقاومة يربك الاحتلال، ويعيد التوازن للقضية الفلسطينية.