الصالحي: دليل على غياب سيادة الدولة .. الظمأ: عمل استفزازي.. برمان: تواطؤ حكومي

الخميس 22 يوليو-تموز 2010 الساعة 05 مساءً / مأرب برس- ابراهيم القديمي- الجزيرة نت
عدد القراءات 12047
 

استنكرت أوساط سياسية وشعبية في اليمن كثافة تحليق الطائرات التجسسية الأميركية على المحافظات الشرقية والجنوبية، واعتبروها انتهاكا صارخا لسيادة البلاد وتعديا على أهالي هذه المناطق. وحذر حقوقيون ومراقبون من أن ذلك يهدد استقرار الجمهورية اليمنية.

ويرى رئيس تحرير موقع "مأرب برس" محمد الصالحي أن الطلعات المستمرة للطائرات الأميركية على محافظات مأرب والجوف وشبوة وأبين منذ ثمانية أشهر، دليل غياب سيادة الدولة على كامل أراضيها، علاوة على أنه انتهاك لأبسط حقوق الإنسان اليمني التي كفلها الدستور. محمد الصالحي

وقال الصالحي للجزيرة نت إن تحليق الطائرات يفزع الأطفال والنساء والرجال الذين يتوقعون تكرار ما حدث لجابر الشبواني ورفاقه في أي لحظة، في إشارة إلى مقتل نائب محافظ مأرب في قصف بمنطقة وادي عبيدة غرب المحافظة في يونيو/حزيران الماضي.

وانتقد الحكومة لعدم إفصاحها عن حجم تعاونها مع الإدارة الأميركية في مجال مكافحة "الإرهاب"، موضحا أنه في حال وجود عناصر لتنظيم القاعدة في هذه المناطق فالأحرى أن تنظم حملة عسكرية للقبض على المطلوبين بدلا من هذه "الطلعات الاستفزازية".

وحذر الصالحي الحكومة من سيناريو الشبواني، مؤكدا أن تكرار حدوثه قد يدفع قبائل مأرب إلى التذمر والمساندة والتأييد لتنظيم القاعدة.

وكان مواطنون من مأرب والجوف وشبوة قد أكدوا لأسبوعية الصحوة أن كثافة تحليق الطائرات الأميركية في ساعات الليل بات أمرا معتادا في مناطقهم.

  عمل استفزازي

واعتبر القيادي في ملتقى مأرب الشيخ درهم الظمأ الطلعات الجوية عملا استفزازيا للقبائل، نافيا جدواها في محافظة مأرب التي باتت خالية من أي مطلوبين.

ودعا الشيخ الظمأ السلطات إلى التعامل مع مأرب بوصفها جزءا لا يتجزأ من الجمهورية اليمنية، أو إعلانها ولاية أميركية تمرح الطائرات التجسسية في أجوائها بأريحية تامة.

 وسادت حالة من القلق والرعب بين سكان تلك المحافظات بعد إعلان الحكومة الأميركية توسيع عمليات المراقبة في الأراضي اليمنية عبر نشر عدد جديد من طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية.

وذكرت تقارير صحفية أن الطيران الأميركي عقب تفجير أنبوب للنفط قام بالتحليق واختراق حاجز الصوت، مما دفع مسلحين من قبيلة آل حتيك بالرد عليه وإطلاق نيران مضاداتهم.

كما قامت قبيلة جهم التابعة لمديرية صرواح بعمل مماثل مطلع الأسبوع الماضي، بعد تحليق طائرات مجهولة في سماء منطقتهم طيلة أربع ليال متواصلة.

تواطؤ حكومي

من جهته اتهم رئيس منظمة "سجين" المحامي عبد الرحمن برمان الحكومة اليمنية بالتواطؤ مع الإدارة الأميركية والتخلي عن سيادة البلاد وأمنها وعدم استخدام الحق القانوني في الدفاع عن حرمة الأراضي اليمنية. عبد الرحمن برمان

وقال في حديث للجزيرة نت إن المادة 48 من الدستور اليمني توجب على الدولة حماية كرامة وحرية مواطنيها، لافتا إلى أنه "لا يمكن تطبيق هذه المادة في ظل وجود طيران أميركي يحلق في أجواء اليمن".

ويرى برمان أن من حق المواطن أن يعيش مع أطفاله في أمان واستقرار، وهذه الطلعات -بحسب قوله- تشكل رعبا للعائلات التي أصبحت مهددة بأي ضربة استباقية.

وذكر شهود عيان في محافظة مأرب أن الطائرات التي تحلق في أجوائهم بصورة متكررة تختلف عن الطائرات المعتادة، ويوضحون أنها من الحجم الكبير وتطير ببطء شديد على علو شاهق ويمكن مشاهدتها بالعين المجردة ولها صوت يشبه أصوات مولدات الكهرباء.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن