الاحتلال اختطفها من أحضان والدتها بملابس نومها وقضي بسجنها 105 سنوات قبل تخرجها من الجامعة بشهرين ..!!

الأربعاء 10 يناير-كانون الثاني 2007 الساعة 03 مساءً / فلسطين / رام الله / مأرب برس / خاص / رندة عود الطيب
عدد القراءات 6381

تتلهف عائلة الفتاة الفلسطينية (دعاء زياد الجيوسي- 21 عاما ) على سماع الأنباء المتواترة عن صفقة أسرى يأمل ذوي الأسرى الفلسطينيين إبرامها في أسرع وقت لكي يحتضنوا أبنائهم وأطفالهم مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة ، جلعاد شاليت " منذ حزيران الماضي .

تقول "أم جميل" والدة الأسيرة الفلسطينية " دعاء الجيوسي" وهي تكفكف دموعها " لـ مأرب برس ": لقد سرق الاحتلال الصهيوني فرحة ابني الوحيدة بالتخرج واستلام شهادتها الجامعية في علم الاجتماع من جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس الفلسطينية ، شمال الضفة الغربية .

وبينما تسترجع الأم المكلومة ذكريات مراحل حياة ابنتها الوحيدة "دعاء" ابنة مدينة طولكرم الفلسطينية ،

تقول : لم يتجاوز عمرها لحظة اعتقالها الــ (21عاماً), اعتقلتها قوة عسكرية إسرائيلية كبيرة مكونة من آليات وناقلات جند وجيبات عسكرية يوم الجمعة (7-6-2002), وحكم عليها بالسجن ثلاث مؤبدات إضافة إلى ثلاثين عاماً ( أي ما يعادل 105 سنوات ) ، وهو أعلى حكم تحكم به أسيرة فلسطينية .

وتقول الوالدة "أم جميل":" كان من المفترض أن تحصل ابنتي " دعاء" على شهادتها الجامعية من الجامعة بعد شهرين لحظة اعتقالها, حيث أنها كانت من المتفوقات منذ أيام المدرسة, وكانت تنال كل عام شهادة تقدير, إضافة إلى أنها تجيد الشعر والخطابة وتلقيه كأنها شاعرة مخضرمة .

ولا تستطيع "أم جميل" نسيان لحظة اعتقال ابنتها الوحيدة، قائلة : "عند الساعة الثانية فجراً، سمعنا طرقات همجية على باب المنزل، فخرجنا جميعاً, وفتح والدها الباب ليصطدم بقوة كبيرة من الجنود يحاصروننا ويوجهون إلى كل واحد منا أسئلة لا معنى لها ؛ وعندما حان دور " دعاء " طلبوا منها أن تأتي معهم , فاعترضنا جميعا على هذا الإجراء وتساءلنا عن السبب ، ليقولوا لنا نريد استجوابها ، وفي حالة عدم ثبوت شيء عليها سوف نعيدها , ولم يسمحوا لها بتغيير ملابسها فأخذوها بملابس النوم دون مراعاة لأدنى مشاعر الإنسانية والحياء .

وأوضحت والدة الأسيرة "الجيوسي" أن إبنتها القابعة في سجن تلموند لصهيوني تعيش وزميلاتها الأسيرات في ظروف إنسانية صعبة للغاية، خاصة في ظل الأحوال الجوية السيئة، مشيرة إلى أن ابنتها أبلغتها خلال زيارتها الأخيرة لها بوجود نقص حاد في الأغطية وأجهزة التدفئة في غرف السجن، وان الأسيرات يعانين من البرد القارس والعديد من الأمراض كالأنفلونزا والزكام وضيق التنفس وغيرها من الأمراض.

وأضافت الوالدة "أم جميل " أن الآمال جميعها كانت معقودة على دعاء عندما تتخرج من الجامعة وتعمل في وظيفة جيدة تعيل بها أسرتها الصغيرة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء الحصار والإغلاق , خاصة وان والدها عاطل عن العمل وأخاها مصاب برصاص الاحتلال جراء محاولة اغتيال ولا يقوى على العمل بسبب الإصابة البالغة.

وتقول والدة الأسير الفلسطينية : إنها تعد الأيام والساعات والدقائق وتتلهف عند سماع أخبار عن صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة على أمل أن يُفرج عن " دعاء " كي تتمكن من احتضانها كما لو كانت طفلة صغيرة .

ويوم أمس الثلاثاء (9/1/2007) كشف ناطق رسمي باسم آسرو الجندي الإسرائيلي في غزة أن الجندي الأسير " جلعاد شاليت " منذ حزيران يونيو الماضي بخير وبصحة جيدة ولم يمس بأي سوء, ويعامل ضمن القواعد الإسلامية في التعامل مع الأسرى, وأنه لم يتعرض للتنكيل او التعذيب مثلما يفعل جيش الاحتلال بالأسرى الفلسطينيين .

وأكد الناطق الرسمي باسم قيادة لجان المقاومة الشعبية "أبو مجاهد" أن إسرائيل أعاقت تنفيذ صفقة للإفراج عن الجندي شاليت بناء على عرض مصري, وصفه "أبو مجاهد" بأنه مقارب لمطالب الفصائل الآسرة للجندي من حيث عدد الأسرى المفرج عنهم ونوعيتهم.

وحول عدد الأسرى الذي من الممكن أن تقبل به الفصائل كسقف أدنى للقبول بالصفقة قال "أبو مجاهد":" إن مطالبنا العادلة والإنسانية في إطلاق سراح 1000 أسير فلسطيني وعربي , بالإضافة إلى (130 أسيرة فلسطينية ،وأكثر من 350 طفل أسير ) , مؤكدا أن الاحتلال سيرضخ في النهاية لمطالبنا لأن أسلوب المماطلة لن يرجع الجندي الأسير شاليت إلى أهله حتى لو دامت المماطلة الصهيونية عدة سنوات .