آخر الاخبار

السلطات المحلية بمحافظة مأرب تمهل أصحاب محطات الغاز غير القانونية 72 ساعة للإغلاق الطوعي اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات الثانوية العامة للعام 2023-2024 قناة الحرة الأمريكية تكشف تزويرا وفبركة قامت بها المليشيات الحوثية استهدفت الرئيس بوتن بمقطع فيديو .. حقيقة علاقات موسكو مع صنعاء احذر منها فورا .. أطعمة تجعلك أكبر سنًا وتسرع الشيخوخة رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص لرئيس بوتن الجهود الروسية لاحتواء التداعيات المدمرة على الاوضاع المعيشية والسلم والامن الدوليين السعودية : رئاسة الحرمين الشريفين جاهزة لاستقبال الحجاج الاتحاد الآسيوي يدعم مقترح فلسطيني بإيقاف إسرائيل دوليا صحيفة أمريكية تكشف أغرب حالات التجسس الصينية على أسرار عسكرية أميركية الزنداني : هجمات الحوثيين لا تضر سوى باليمن واليمنيين وأشقائهم العرب نجم الإتحاد السعودي يغادر النادي نهاية هذا الموسم

فورين بوليسي : الشباب عرضة لخطر التجنيد من قبل القاعدة والحركات التي تدعو للانفصال.

السبت 05 مايو 2012 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 3979
 
  

المصدر: مجلة فورين بوليسي

بقلم : فرانسيسكو مارتن رايو

ترجمة : مهدي الحسني

للإطلاع على الحلقة الأولى أنقر هنا

ان عجز الولايات المتحدة عن دعم الحركة الشبابية يعني ان اولئك الشباب من الرجال و النساء الذين تمكنوا بجدارة من الاطاحة بصالح و مازالوا مستمرين في الدعوة الى المؤسسات الديمقراطية، انهم فشلوا بشكل كبير في حجز مكانهم في عملية تشكيل الحكومة الجديدة ، او ان مخاوفهم المشروعة لم تؤخذ على محمل الجد.

و نتيجة لذلك القى دعاة الديمقراطية (الحركة الشبابية) في اليمن باللوم على الولايات المتحدة لفشلها في الوفاء بما جاء في خطابها البليغ، و اصيبوا بخيبة امل قد تجعلهم عرضة لخطر الاستقطاب (التجنيد) من قبل القوى المنظمة المناهضة للنظام الحالي، و اعني هنا الجماعات المتطرفة مثل القاعدة في شبه الجزيرة العربية و الحركات التي تدعو للانفصال. من وجهة نظرهم، فان التغييرات الحقيقية في اليمن جاءت فقط من خلال العنف (انشاء منطقة خاصة بالحوثيين تتمتع بحكم شبه ذاتي، و انتشار حكم الشريعة في مدن عدة جنوبي اليمن بواسطة خلال انصار الشريعة).

في هذه الاثناء، استمرت الولايات المتحدة على الدوام في ايصال رسالة مفادها انها مهتمة بدعم الحكومة اليمنية اكثر من عملية تعزيز الديمقراطية في اليمن. فايرستاين (السفير الامريكي في اليمن) انتقد بدوره مسيرة الشباب دعاة الديمقراطية (مسيرة الحياة) التي انطلقت من تعز متجهة الى صنعاء، و وصفها ب "الاستفزازية"، و ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد عشية عيد الميلاد 2011. بعد ذلك بوقت قصير، قامت قوات الحكومة اليمنية بقتل 13 من المتظاهرين اليمنيين. لهذا من الصعب ان نلوم الكثير (من اليمنيين) على اعتقادهم ان السفير منح الضوء الاخضر لصالح باستهداف المدنيين. بعض اليمنيين الذين غضبوا من تصريحاته، قاموا بانشاء صفحة مناهضة لفايرستاين على الفيس بوك، و طالبوا بطرده من البلاد. لم يتنصل فايرستاين من تصريحاته، و لم ترد السفارة الامريكية على طلبات بالتعليق على الامر.

و من خلال فشلها بالالتزام بالمبادئ الديمقراطية التي تبنوها، فان الولايات المتحدة تكون بذلك قد تخلت عن نساء اليمن الاكثر شجاعة و عرضة للخطر. و لولا الدعم الشجاع و النابض بالحياة الذي قدمته المراة في جميع انحاء البلاد، حيث انضم الالاف النساء الى المتظاهرين في المدن الرئيسية، لكان الرئيس صالح لا يزال في السلطة. في بلد شهدت تاكل الحقوق الشخصية للمراة خلال العقود الماضية، جاء الربيع العربي في اليمن ليمنحها صوتا و منبرا للمطالبة بحقوقها كبشر. و بدلا من احتضان اروع مثال للتغيير الحقيقي في الشرق الاوسط، اختارت الولايات المتحدة تجاهلن و التحلل من مسؤوليتها في تقديم الدعم اللواتي هن في امس الحاجة له، و الحكم عليهن بحياة القمع في كنف القاعدة في شبه الجزيرة العربية في الجنوب او السلفيين المدعومين من السعودية في الشمال.

و في المقابل، بدعمها لحركة الشباب، فان الولايات المتحدة ستظهر حسن النية امام جمهور الناخبين، و بالتالي تسهل الامر امام الحكومة المنتخبة بطريقة ديمقراطية، لمهاجمة عناصر القاعدة الاجانب في اليمن بشكل علني. و بدلا من السكوت على برنامج الطائرات بدون طيار المروج له بشكل جيد، و الذي سمح للجهاديين في اليمن بالتلاعب في الحديث و الاعلان عن اعداد اكبر من الضحايا المدنيين (طريقة التذكير، استراتيجية ناجحة استخدمتها جماعة طالبان باكستان لتشويه سمعة الولايات المتحدة)، بامكان واشنطن ان تتفاوض بشكل علني حول مدى التدخل العسكري الامريكي في الاراضي اليمنية. هناك بالطبع بعض المخاطر المترتبة على السياسة التي تعتمد على رفض اليمنيين للتدخل الاجنبي في مجتمعاتهم، لكن تلك السياسة هي التي ستبني شراكة طويلة المدى بين البلدين.

عملية الانتقال الديمقراطي الحقيقية و الفوضوية و التي قد تترك فراغ اكبر في السلطة، قد تعمل في الحقيقة على تعقيد علاقة وكالة الاستخبارات الامريكية (سي اي ايه) بالاستخبارات اليمنية، الشريك الذي تعتمد عليه في عملية جمع المعلومات لمحاربة معاقل القاعدة في شبه الجزيرة العربية. و مع ذلك فان احدث توسيع لصلاحيات وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) يقلل من اهمية دورها.

كيف بامكان المحللين الامريكيين (الذين يحللون المعلومات الاستخباراتية) ان يميزوا بين القبائل اليمنية التي تخطط لاستهداف الحكومة المركزية، و عناصر القاعدة الذين يقومون بتكديس الاسلحة؟ ( تذكر ان الاطار الجديد يسمح لوكالة الاستخبارات المركزية باستهداف اشخاص دون الحاجة الى معرفة هوياتهم).

كيف تستطيع الولايات المتحدة حماية نفسها من الوقوف مع احد الاطراف في حرب اهلية بينما تعتمد على الحكومة المركزية في تلقي معلوماتها الاستخباراتية الخاصة بالاستهداف؟

يبدو ان الولايات المتحدة لم تتعلم شيئا من الهزيمة التي منيت بها مؤخرا، عندما قامت وحدات من الحرس الجمهوري تم تدريبها على يد الامريكان بالتواطئ في قتل المدنيين في تعز (مهندس سياسة مكافحة الارهاب في الادارة الامريكية و مسؤول محطة الاستخبارات المركزية في الرياض سابقا، جون برينان، اعترف بان الاضطرابات السياسية في اليمن ادت الى قيام وحدات تم تدريبها من قبل الولايات المتحدة بالتركيز على استغلال موقعها لاغراض سياسية داخلية بدلا من القيام بواجبهم ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية).

و للتخفيف من التداعيات المحتملة، على الولايات المتحدة ان تقوم بتطوير استراتيجية اوسع في اليمن، لا تشمل عنصر المستوى العالي لمكافحة الارهاب فقط، بل تاخذ في الاعتبار اهداف الدبلوماسية و التنمية. لسوء الحظ، فقد قام برينان بالاستعانة بمصادر خارجية، السعودية، فيما يتعلق بالدبلوماسية و جهود التنمية. تبدو انها فكرة ليست سيئة في نهاية الامر، فالسعودية قامت خلال العقود القليلة الماضية بتطوير شبكة محسوبية مع القبائل في مختلف انحاء البلاد، و هي ملتزمة كالولايات المتحدة بمحاربة القاعدة في الجزيرة العربية (التنظيم المعروف باستهداف افراد العائلة المالكة في السعودية). لكن هذه بالضبط هي نقطة الجدال الشائكة التي غذت نمو فرع القاعدة المحلي و جعلت اليمنيين اكثر تطرفا. ان لدى الولايات المتحدة عدد من الاهداف طويلة المدى في اليمن، لكنه تم احباطها جميعا نظرا للتدخل السعودي هناك.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن