آخر الاخبار

تعرف على تفاصيل أحدث فضيحة حوثية أشعلت موجات عاصفة من السخرية - وثيقة لمساعدة ذويهم في حل أسئلة الامتحانات..  الحوثي ينشر 43 ألف من عناصره لانجاح مهام الغش في أكثر من 4 آلاف مركز امتحاني الأطباء يكشفون عن علامة خطيرة وواضحة تشير لسرطان القولون! الأمم المتحدة تفجر خبرا مقلقا : غزة تحتاج 16 سنة لإعادة بناء منزلها المهدمة شركة يسرائيل تفقد ثقة اليهود: رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب تبكي المسافرين وتثير هلعهم عاجل: المنخفض الجوي يصل الإمارات.. أمطار غزيرة توقف المدارس ومؤسسات الدولة والاجهزة ذات العلاقة ترفع مستوى التأهب وجاهزية صحيفة عبرية تتحدث عن زعيم جديد لإسرائيل وتقول أن نتنياهو أصبح ''خادم سيده'' مسئول صيني يكشف عن تطور جديد في علاقة بلاده مع اليمن.. تسهيلات لمنح تأشيرات زيارة لليمنيين وافتتاح كلية لتعليم اللغة الصينية أبرز ما خرجت به اجتماعات خبراء النقد الدولي مع الجانب الحكومي اليمني وفاة شخص وفقدان آخر في سيول جارفة بالسعودية

تحليل: ما أهمية التعامل مع أجساد الموتى بعد وقوع الكوارث؟

الأحد 04 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 الساعة 08 مساءً / مأرب برس ــ ايرين
عدد القراءات 6064

يقول الخبراء أن إدارة أجساد الموتى يشكل عنصراً رئيسياً في الاستجابة للكوارث، إذ يمكن أن يكون للطريقة التي يتم فيها التعامل مع جثث الموتى أثر عميق وتأثير طويل الأجل على الراحة النفسية للناجين والمجتمعات.

وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال موريس تيدبال بينز، مستشار الطب الشرعي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف أن "التعامل السليم مع أجساد الموتى هو مكون جوهري من مكونات الاستجابة للكوارث لا يقل أهمية عن عمليات الانقاذ ورعاية الناجين وتقديم الخدمات الأساسية لهم".

وقد ينتج عن الكوارث الطبيعية الواسعة النطاق عشرات الآلاف من القتلى مما قد يشكل ضغطاً على الأنظمة المحلية، في الوقت الذي قد يسبب فيه غياب التخطيط اللازم للتعامل مع الأعداد الكبيرة من القتلى إلى سوء إدارة أجساد الموتى.

ففي أعقاب زلزال عام 2010 في هايتي الذي أودى بحياة أكثر من 200,000 شخص، أدى غياب التنسيق إلى تكوم الجثث خارج المشارح والمستشفيات في حين تم دفن آلاف الأشخاص المجهولين في مقابر جماعية.

وهناك العديد من المفاهيم الخاطئة بشأن التعامل مع أجساد الموتى أبرزها الاعتقاد الشائع بأن الجثث الناجمة عن كارثة تنشر المرض.

وطبقاً للمبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية لا يوجد دليل على أن الجثث تتسبب في نشر الأوبئة لأن ضحايا الكوارث الطبيعية عادة ما يموتون من الصدمة أو الغرق أو الحريق- وليس من الأمراض المعدية مثل الكوليرا والتيفوئيد والملاريا والطاعون.

وتبقى أمراض معينة مثل السل والتهاب الكبد "ب" و "ج" وأمراض الإسهال في الجسد الميت لمدة تصل إلى يومين. وقد يبقى فيروس نقص المناعة البشري في الجسد لمدة تصل إلى ستة أيام. ولكن المبادئ التوجيهية تشير إلى أن خطر انتقال هذه الامراض عن طريق الجثث يبقى طفيفاً.

وقال كواديو كوفي إيسودوري، الباحث في الأمراض المعدية وإدارة مخاطر الصحة العامة في حالات الكوارث في معهد الأمم المتحدة الدولي للصحة العالمية في كولا لامبور، أنه "لا يوجد دليل على أن الأجساد الميتة تشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة عن طريق نشر الأمراض" موضحاً أن أي مصدر لانتقال الأمراض موجود فقط بين الناجين من الكوارث.

ويقول الخبراء أنه بالرغم من أن هناك خطر محتمل للإصابة بالإسهال من مياه الشرب الملوثة بالبراز الموجود في الأجساد الميتة، إلا أن التطهير العادي لمياه الشرب يعد كافياً لمنع الأمراض التي تنقلها المياه.

 

مع ذلك، قال إيسودوري أن الوفاة نتيجة الأمراض المعدية مثل الكوليرا والتيفوس والطاعون قد تمثل خطراً صحياً يستلزم التخلص السليم من الجثث. وأضاف أنه "ينبغي اتخاذ احتياطيات معينة عند التخلص من الجثث فوراً بعد الوفاة وخاصة في سياق تفشي الأمراض المعدية".

وتوصي المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية باستخدام محلول الكلور في عملية التطهير بدلاً من مسحوق الجير الذي يستخدم عادة ولكنه ذو تأثير محدود على مسببات الأمراض.

التوعية والتدريب

كما توجد حاجة إلى رفع الوعي بين المجتمعات بشأن مخاطر العدوى الناتجة عن ممارسات مثل تغسيل وتكفين الميت (فرض واجب على المسلمين) وأيضاً التجمعات الكبيرة أثناء الجنازات.

وطبقاً للمبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية، فإن تمكين وتدريب المجتمعات المحلية يعتبر جزءاً كبيراً من التعامل مع الجثث نظراً لأن السكان المحليين هم أول من يصلون للمساعدة في إنقاذ الناس.

ويعتبر الجانب النفسي غاية في الأهمية أيضاً. فالتعامل السليم والكريم مع أجساد الموتى يمكن أن يساعد على تخفيف صدمة فقدان الأحباء. كما يجب أن يكون استرجاع الجثث السريع أمراً ذا أولوية، فهو يساعد على تحديد هوية الجثث ويقلل من توتر الناجين. أما التحدي الآخر فهو منظر ورائحة الأجساد الميتة اللذان يشكلان مصدر ازعاج للناجين في الكثير من الأحيان.

ويعد التدريب الملائم لفرق استعادة الأجساد عنصراً مهماً لتخفيف التوتر بين أعضاء الفريق.

ويرى المركز الآسيوي للتأهب للكوارث أن هذا هو مفتاح الحل لمعالجة الصدمات النفسية الناجمة عن فقدان الأحباء ومشاهدة الوفاة على نطاق واسع.

وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في وقت سابق، قالت ليني جونز أخصائية الطب النفسي للأطفال في الهيئة الطبية الدولية أنه "ينبغي إعطاء الأولوية لمساعدة الناس على إعادة إنشاء الشبكات الاجتماعية لتجنب العزلة وإعطاء الفرصة المناسبة للحداد".

الدين والعادات

وطبقاً للمبادئ التوجيهية للمركز الآسيوي للتأهب للكوارث فإنه يمكن للقيادات الدينية والمجتمعية أن تلعب دوراً كبيراً في مساعدة الأقارب على الفهم الأفضل وقبول استعادة وإدارة الأجساد الميتة.

 

كما ينبغي تشجيع المجتمعات المحلية على إجراء المراسم التقليدية وطقوس الحداد وإقامة الفعاليات الدينية والثقافية التي يمارسونها عادة.

وقالت جونز لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بعد زلزال هايتي أنه "إذا لم يتم تكريم الأموات- بعدم الدفن اللائق أو إقامة مراسم الحداد- فهذا يحرم الناس من قبول خسارتهم".

التخلص من الأجساد

ووفقاً لمعايير اسفير لأفضل الممارسات، ينبغي التخلص من الجثث بأساليب كريمة وملائمة ثقافياً بناءً على الممارسات الجيدة للصحة العامة. فعمليات الحرق السريع واستخدام الجرافات لجمع الأجساد الميتة أو عدم وجود مكان لدفن الجثث يمكن أن يسبب الكثير من التوتر.

وتتطلب معايير اسفير أن تكون المقابر على بعد 30 متراً على الأقل من مصادر المياه الجوفية المستخدمة في مياه الشرب بحيث يكون الجزء السفلي من أي قبر أعلى بمسافة 1.5 متر على الأقل من منسوب المياه الجوفية. ولا يجب أن تدخل المياه السطحية من المقابر إلى المناطق المأهولة بالسكان.

وتنصح اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتجنب حرق الأجساد المجهولة لعدم وجود فوائد صحية لهذه الممارسة، بل تفضل الدفن في حالات الطوارئ إلا إذا كان هناك أسباب دينية أو ثقافية لتبني مسار آخر.

فضلاً عن ذلك، فإن حرق الجثث يمكن أن يدمر الدليل اللازم لتحديد هوية الجثث في المستقبل. كما أنه يتطلب كميات كبيرة من الوقود التي يمكن أن ينتج عنها تلوث بالدخان ويمكن أن يتسبب في مشكلات لوجستية لفرق الاستعادة الذين سيضطرون إلى التعامل مع أعداد كبيرة من الجثث.