قالت الإذاعة العبرية: إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تبذل مجهودات كبيرة للحيلولة دون اتساع ظاهرة التنصل من الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي بطريق الإحتيال بل وتضع خططاً وبرامج لهذا الغرض، وتعمل لدى الفتيان في المدارس الثانوية لإقناعهم بضرورة الخدمة في الجيش وجدواها.

يأتي ذلك في وقت قال فيه الجيش الإسرائيلي: إن نسبة الشبان اليهود الذين لا يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش هذه السنة وصلت إلى مستوى 25% ما يزيد نقطة عن مستوى العام الماضي 2006 م .

وفي هذا السياق لفت مسئولون عسكريون إسرائيليون إلى أن مشكلات عديدة في الجيش الإسرائيلي مرشحة للتفاقم في المستقبل بسبب تراجع معدل الولادة في دولة الكيان وانحسار حركة الهجرة اليهودية ولا سيما من الجمهوريات السوفياتية السابقة علما أن الشبان يشكلون نسبة مرتفعة من المهاجرين اليهود.

إلى ذلك ، ندد وزير الحرب الصهيوني، أيهود باراك، أمس الثلاثاء "31-7-2007" في تصريحات نقلتها الإذاعة العبرية بتزايد عدد الشبان الإسرائيليين الذين لا يؤدون خدمة العلم معتبراً أن هذا يعرض امن "إسرائيل" للخطر. 

وكانت وسائل إعلام صهيونية كشفت، قبل نحو أسبوع، أن رئيس القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي ، الجنرال " إليعزر شتيرن " ، بصدد وضع خطة يراقب بموجبها مديرو المدارس الثانوية في اسرائيل طلاب مدارسهم، واحدا واحدا، ويقدمون فيهم تقارير تبيّن إمكانات كل واحد منهم وإذا ما كان يخادع من أجل التهرب من الخدمة، حيث سيقوم المديرون بإبداء رأيهم في كل طالب قبل التحاقه بالجيش ..

وسبق أن نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية تفاصيل مثيرة عن أعداد الجنود الإسرائيليين الذين يتم تسريحهم أو إعفاؤهم من الخدمة العسكرية لأسباب مختلفة أبرزها الأسباب النفسية،مشيرة إلى أن نحو 43 في المائة من إجمالي السكان الرجال في اسرائيل - في سن الخدمة- تساقطوا لأسباب مختلفة.

وقالت يديعوت:إن أكثر من 20 بالمائة من الرجال في سن التجنيد لم يتجندوا على الإطلاق، ونحو 23 بالمائة تساقطوا في سياق الخدمة الإلزامية والخدمة الاحتياطية، ونقلت عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله :" إن الجنود ينهارون تحت وطأة العبء الميداني في مواجهة كتائب المقاومة الفلسطينية المسلحة.. ويرى الجندي الصهيوني أنه صار صيداً سهلاً و ممكناً لرجال المقاومة الفلسطينية ..

وقال الضابط الصهيوني : "يوجد بالتأكيد ارتفاع كبير في عدد الجنود الذين لا يتمكنون من إنهاء خدمتهم العسكرية في أعقاب وضع نفسي عسير يعيشونه، فالشباب يتلقون تسريحاً بموجب البند النفسي في أعقاب مشاكل متراكمة في سياق خدمتهم .

وأضاف هذا الضابط : أن وضع جزء من الشباب اليهودي بات عسيراً لدرجة أنه لا يمكن إبقاؤهم في الخدمة العسكرية في الوحدات المختلفة فهناك وحدات يكون النشاط المكثف فيها صعباً على بعض الجنود، وإذا لم يلاحظ الضباط مشاكل الجنود فان الوضع يتدهور .

وتقول التقارير الصهيونية :إن العبء الثقيل في الوحدات الميدانية بالمناطق الفلسطينية يدفع الجنود الإسرائيليين نحو التساقط منها من خلال البند النفسي، وحتى في سياق الخدمة الاحتياطية هناك العديد من الجنود الذين بدأوا في سياق الأشهر الأخيرة يتسرحون بموجب البند النفسي عقب مخاوف وضغوط من المنازل والوضع الميداني القاسي ، سيما بعد الهزيمة الجسدية والنفسية التي تلقاها الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الأخيرة .. وكما أثبت الواقع فإن تهرّب الجنود الصهاينة من الخدمة العسكرية يتصاعد كلما ازدادت المقاومة الفلسطينية والعربية ، وتزايدت معها الخسائر البشرية في صفوف جيش الاحتلال الصهيوني .