سلطة الحزب الحاكم تسعي إلي تفريخ المسيرات والاعتصامات بعد نجاحها في استنساخ الأحزاب والمنظمات

الأربعاء 05 سبتمبر-أيلول 2007 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس - خالد الحمادي
عدد القراءات 3464

تسعي الحكومة اليمنية إلي (تفريخ) المسيرات والاعتصامات في الشوارع لمجابهة المسيرات والاعتصامات التي تدعو إليها الأحزاب المعارضة والمنظمات الجماهيرية ومنظمات المجتمع، ومحاولة إفشالها والتغطية علي قضاياها المطلبية من السلطة.

وتعمّدت السلطة في الآونة الأخيرة إلي إفشال المسيرات الجماهيرية بإخراج مسيرة (أمنية) للشوارع بلباس مدني في ذات المكان الذي غالبا ما يتم فيه تنفيذ اعتصام أو مسيرة سلمية للمعارضة أو لمنظمات المجتمع المدني.

وأخرجت السلطة أمس مسيرة للتنديد بحمل السلاح في ميدان التحرير بقلب العاصمة صنعاء في ذات المكان الذي قامت فيه نقابات المعلمين بإخراج مسيرة ضخمة للتنديد بالفساد الحكومي ومطالبة الحكومة بتحسين رواتبهم والوفاء بوعودها المتكررة لهم بزيادة أجور المعلمين لدرجة تضمن لهم العيش الكريم.

وفي الوقت الذي كانت الحكومة تقوم بإخراج (مسيرة) ضرار، علي حد تعبير الوسط السياسي اليمني، موازية لمسيرة المعارضة، كانت العملية تقود أحيانا إلي نتيجة مؤسفة بين متظاهري الطرفين، كما حصل في اعتصام الصحافيين قبل بضعة أسابيع أمام مقر الحكومة، حيث وقع اشتباك بين متظاهري الطرفين أصيب فيه العديد من الصحافيين.

يضاف إلي ذلك أن الساحة الواقعة أمام مقر الحكومة التي يواصل الصحافيون اعتصامهم فيها أسبوعيا وأسموها (ساحة الحرية)، لمطالبتهم بتحرير الإعلام من قيود الحكومة، كثيرا ما كانت السلطة تسبقهم إلي نفس المكان بإرسال (متظاهرين) بزي مدني، بدون قضايا مطلبية واضحة.

وتقوم السلطة في كل مرة يتم الإعلان فيها عن عزم المعارضة إخراج مسيرة أو مظاهرة، بإخراج مسيرة بالقرب منها، لتشتيت الأضواء ومحاولة سحب البساط الإعلامي الخارجي منها، حتي يخف الضغط الإعلامي علي السلطة من أي مظاهرة.

وقد قامت الحكومة خلال الفترة الماضية بـ(تفريخ) مسيرات لمتقاعدين، مناهضة لمسيرات المتقاعدين المعارضين، و(استنساخ) كذلك جمعية لمتقاعدين موالين للسلطة، كما كانت قد استنسخت منظمات جماهيرية ونقابات مهنية موالية لها، تناهض المنظمات والنقابات المعارضة لتوجهات السلطة، إضافة إلي ما كانت قد قامت به خلال السنوات الماضية من استنساخ أو من تفتيت لأحزاب سياسية واستنساخ لصحفها، ولقياداتها بطريقة هزلية.

وذكرت المصادر أن السلطة نجحت خلال العقد الماضي في تقسيم الحزب الناصري إلي ثلاثة أحزاب، وحزب البعث إلي حزبين وحزب اتحاد القوي الشعبية إلي قسمين، وصحيفته إلي صحيفتين بذات الاسم، كما قامت بتشتيت نقابة المعلمين إلي أربع نقابات ونقابة الأطباء إلي أكثر من نقابة وكذلك منظمات الطلاب والشباب وغيرها.

ويري مراقبون أن الساحة اليمنية تحوّلت بوسيلة (النسخ) و(التفريخ) السياسي إلي مسرح كبير للمسرحيات السياسية الهزلية، تلعب فيها السلطة دور البطل والمخرج فيما انحصرت أحزاب المعارضة والمنظمات الجماهيرية والنقابات في الكواليس أو لعب دور الكورس، علي الرغم من أن الحراك السياسي القوي في البلاد يعطي صورة إيجابية خارجيا لمستوي الانفتاح السياسي في البلاد، ومستوي تقبّل السلطة لذلك، غير أن السلطة تتجه حاليا نحو تضييق الهامش الديمقراطي باستمرار ويضيق صدرها باضطراد من أي قضية مطلبية مؤثرة وتحظي بقبول الجماهير .

وأوضحوا أن إخراج السلطة لمسيرات مناهضة يأتي في إطار عجزها لاحتواء القضايا المطلبية الملحّة للشارع اليمني، كما أنها تأتي ضمن محاولاتها اليائسة لسحب البساط من تحت أقدام متظاهري المعارضة أو المتعاطفين معهم، الذين يطمحون إلي الحصول علي أشياء مطلبية جماهيرية، كتخفيض الأسعار، والمطالبة بزيادة الرواتب أو المطالبة بتسوية الأوضاع الوظيفية، كمطالب المتقاعدين العسكريين الذين تحركت قضيتهم بشكل واسع في البلاد خلال الشهور الماضية واضطرت السلطة إلي تلبية الكثير من مطالبهم، فيما قامت بقمع العديد من قياداتهم المؤثرة وإحالة بعضهم إلي السجون تمهيدا لإحالتهم إلي المحكمة العسكرية، وفقا لبعض المصادر.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن