الآباء يشجعون صغارهم على القيادة ... القاطرات الأكثر فتكاً في اليمن والفتيات أقل تسبباً في الحوادث

الإثنين 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - علي سالم -الحياة
عدد القراءات 7699

أشارت حادثة «التخميسة» التي وقعت اخيراً في صنعاء وأدت الى وفاة شاب وجرح أربعة بإصابات بليغة قد تتسبب لهم في الاعاقة الدائمة، الى بروز ظاهرة جديدة لم تكن معروفة في سجل الحوادث المتعلقة بالمركبات في اليمن. وبدا أن استعراض بعض الشباب قيادة السيارات في ما بات يعرف بالتخميسة ليس سوى محاكاة لظاهرة تنتشر في بلدان أخرى وتعرف أيضاً باسم التفحيط.

والأرجح أن تسمية التخميسة جاءت من تقاسم السيجارة الواحدة بين اكثر من شخص وهي عادة منتشرة في صنعاء. وتتمثل حركة التخميسة بقيام بعض الشبان والمراهقين بحركات دورانية في استعراض لمهارات القيادة. وهي تشي بمدى تأثير أفلام الأكشن عليهم, وتحديداً منهم أولئك المنتمون الى فئات اجتماعية حديثة الثراء. وكان بعض الشباب المولع بالافلام الهندي أطلق اسم خمسات على احد نجومها إثر ظهوره في احد الافلام ينفث دخان السيجارة على شكل دوائر قبل أن يشرع في مقاتلة الاشرار. 

غير أن الواضح أن التخميسة لا تضيف جديداً في مأسوية سجل حوادث السير في اليمن. وتظهر تقارير شرطة المرور تزايداً في أعداد حوادث السير وضحاياها بمتوسط يصل احياناً في الاسبوع الواحد الى 50 حالة وفاة على مستوى المحافظات اليمنية وضعف هذا العدد إصابات بعضها ينتج تشوهات جسمانية.

وغالباً ما تتزايد حوادث السير خلال الاعياد الدينية. إذ تؤدي المناسبة الى ارتفاع حركة المسافرين ما بين المدن والقرى وهو أمر يدفع بعض سائقي الخطوط الطويلة خصوصاً سائقي سيارات «بيجو»، النوع الأكثر انتشاراً بين سيارات الاجرة العاملة بين المدن، الى العمل في شكل متواصل، فبينهم من يبقى يومين من دون نوم مستعيناً في ذلك بمنشط القات.

ويتذكر محمد طه وهو أحد ثلاثة نجوا من حادث انقلاب سيارة بيجو على طريق صنعاء - تعز، قريبه خالد الذي كان بجانبه على المقعد وقضى مع ستة ركاب آخرين بينهم السائق. وقال طه (30 سنة) إن سرعة سيارة البيجو التي كانت تسير ليلاً لم تكن كبيرة كما لم تكن هناك سيارات على الخط المعاكس. ورجح أن يكون السائق نعس خلف المقود ما أدى الى انحراف السيارة وتهاويها في جرف قبل أن تنقلب رأساً على عقب.

وأفظع حوادث السير تلك التي تتسبب فيها القاطرات (مركبات النقل الكبيرة) ويظهر بعض الصور المنشورة سيارات صغيرة اصطدمت مع قاطرات وقد تحولت الى شبه عجينة من الحديد مضرجة بأشلاء الضحايا ودمائهم. وثمة حوادث سير تودي بأفراد الأسرة جميعاً. وما زالت طبيعة التضاريس الجبلية في اليمن فضلاً عن سوء وضع الطرق وقلة وسائل الإرشاد والسلامة، من اسباب الحوادث وكارثيتها. فيما دأبت تقارير الشرطة تعد «الاهمال والسرعة وعكس الخط والتجاوز الخطر وانفجار الاطارات من اهم اسباب هذه الحوادث».

ويرى رضوان (24 سنة) ان تقارير حوادث السير هي «المسألة الوحيدة تقريباً التي تتعاطى فيها الجهات الرسمية بشفافية»، مشيراً الى ايجابيتها في التوعية المرورية.

وبحسب تقارير الشرطة، فإن الإناث أقل مخالفة لقواعد المرور وارتكاباً للحوادث. في حين يشجع بعض الآباء ابناءهم الذكور على قيادة السيارة قبل السن القانونية أو الحصول على رخصة. وأضحت قيادة الصغار موضوعاً اثيراً لدى رسامي الكاريكاتور في عدد من الصحف المحلية.

ولا تقتصر حوادث السير على الطرق الطويلة بل تمتد الى داخل المدن نفسها. ولطالما نصب سكان بعض الاحياء والحارات مطبات على شوارع رئيسية وفرعية سعياً الى كبح سرعات بعض المركبات التي غالباً ما يكون ضحاياها من الاطفال خصوصاً في تلك الأماكن التي توجد فيها مدارس.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن