آخر الاخبار

حزب التجمع اليمني للإصلاح وسياسته الذكية في اليمن

الجمعة 05 ديسمبر-كانون الأول 2014 الساعة 06 مساءً / مأرب برس – عبد الخالق قاسم:
عدد القراءات 3498

عمل حزب التجمع اليمني للإصلاح ومنذ أن تأسس على إرساء مبدأ التفاهم والتصالح مع خصومه، واتضح ذلك بعد حرب 94 حيث كان خصمه اللدود هو الحزب الاشتراكي يوم كان حليفه الأساسي حزب المؤتمر ورئيسه على عبد الله صالح، سعى حزب الإصلاح بعد أن فك الترابط بينه وبين حزب المؤتمر الحاكم إلى عدم الوقوف وحده في مجابهة السلطة فعمل على الدخول في تحالفات مع بعض الأحزاب ومن ضمنها عدوه اللدود الحزب الاشتراكي.

وتم الدخول معه ومع أحزاب أخرى في تحالف اسمه "اللقاء المشترك" واستطاع الحزب ذو التوجه الإسلامي بحنكة قيادته أن يكون هو المسيطر على هذا التحالف، في الوقت نفسه استطاع أن يأمن نفسه من أي رد فعل تجاهه من قبل بعض الأحزاب، وفي ربيع 2011م، وبعد المشاركة الفاعلة من قبل الحزب في إقصاء الرئيس على عبد الله صالح من الحكم سعى لتوسيع هذا التحالف فتحالف مع العسكر ممثلا باللواء على محسن الأحمر واستطاع أن يضم لصفه مجموعة من القبائل.

بعدها وبعد أن اجتاح الربيع العربي ثورات مضادة وزج بقيادة الإخوان في مصر بالسجون، وشكلت تحالفات ضد الإسلاميين في أغلب دول الربيع وغيرها، عمل إعلام الخصم على شيطنة هذا الحزب وجعلته هو المتسبب الأول في انهيار اليمن، وتحالف صالح مع الحوثيين لإقصائه من الحياة العامة نكاية بما حصل في مصر، في الوقت نفسه عمل الرئيس عبد ربه منصور هادي ووزير دفاعه محمد ناصر أحمد على إقصائه بتعاون خارجي، رغم أن الحزب كان السبب الرئيسي في بقاء الرئيس عبد ربه كل هذه الفترة في الحكم مقارنة بالإرهاصات التي واجهها.

أدرك الحزب الذي كان مقررا أن يخوض حربا شاملة مع الحوثيين ويدافع عن مكتسبات الدولة، أدرك حجم المؤامرة عليه وتبخرت قواه في ساعات، رغم الجاهزية التي كان يتمتع بها أفراده، وأفشل خططا كانت معدة مسبقا، وجهزت بمليارات الدولارات، استطاع الحزب أن يجنب البلد أولا ويلات الحرب الأهلية، ثانيا استطاع أن يفلت من أعدائه الذين خططوا ودبروا له المكايد.

بعد تبخر الحزب ورفضه الدخول المباشر في المعركة لقي انتقادات حادة من أنصاره قبل أن يعرفوا فيما بعد أن قرار الحزب بعدم خوض المعركة كان موفقا، وبعد إفشاله كل المخططات يسعى الحزب إلى إعادة بيته الذي كان سيمزق وينتهي من جهة، ومن جهة أخرى مداراة الخصم ومحاولة كف شره بقدر ما يمكن تجنبه.

فسعى إلى إرسال وفد إلى جماعة الحوثي للتفاهم والتصالح معهم، رغم الاعتداءات المتكررة من قبل جماعة الحوثي تجاه الحزب وأنصاره وقيادته، هذا التفاهم لاقى انتقادات حادة من قبل أفراده أنصاره وأنا متأكد وكلي يقين أنهم سيعرفون أن القرار موفق كما كان من قبل، من جهة أخرى، هناك أنباء تتوالى عن أن الحزب يسعى إلى التصالح مع صالح وحزبه، بحذر مما يعنى أن هذا الحزب استطاع أن يجاري الجميع بدءًا من أعدائه وانتهاءً بحلفائه.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن