آخر الاخبار

بالفيديو .. حركة النهضة التونسية تبعث تحديا جديدا.. وتوقظ تخوفات

الأحد 22 مايو 2016 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 3453

أشاد الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، بما اعتبره تطورا شهدته حركة النهضة بقيادة راشد الغنوشي، وقال إن الحركة ساهمت طيلة الفترة الماضية في إنجاح المسار الذي حمى تونس من "الانزلاق نحو المجهول"

شاهد الفيديو هنـــــــــــــــــا

ودعا السبسي، في كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح مؤتمر حركة النهضة العاشر الجمعة؛ الحركة لترجمة هذا "التطور" في لوائحها التي سيصادق عليها المؤتمر.

يذكر أن حركة النهضة تعقد بداية من الجمعة حتى الأحد، مؤتمرها العاشر في تاريخها والثاني بعد الثورة التونسية.

اثارت مسألة تحول حركة النهضة التونسية من حزب إسلامي إلى حركة مدنية، ردود أفعال متباينة في الأوساط السياسية بالعالم العربي بين مبارك للخطوة باعتبارها قفزة نوعية في تاريخ الممارسة السياسية وبين من يرى فيها انحرافا وتشويها لمسار الأحزاب الإسلامية "المنضوية تحت لواء الإخوان المسلمين" منذ أن أسس لها منظر التنظيم في العالم حسن البنا، متحججين "الإخوان" بأن هذا الأخير لطالما رفض انتقال عمل الإسلاميين من الممارسة السياسية باستعمال الدين إلى مجرد أحزاب فكرها إسلامي ومنصهرة في المظهر الديمقراطي واقعا.

ويرى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أن هذا التحول والتنظيم الجديد للحركة له رهاناته التي تتطلب "مسايرة الظروف والمرحلة في سبيل خدمة الوطن والمجتمع التونسي" على حد قوله.

ويعتقد المتحدث أنه حان الوقت لإخراج المساجد من الصراع الحزبي الإيديولوجي حتى تكون "جامعة لا مفرقة"، والنأي بالدين عن المعارك السياسية قصد خلق طبقة من العلماء تشهد للإسلام الوسطي وتدحض التطرف.

وفي حين باركت العديد من الدول التي ترى في تمدين الحكم وضرورة الانتقال الديمقراطي والتوافق السياسي بين الأحزاب من أجل بناء مؤسسات قوية والحفاظ على أمن واستقرار البلدان ضرورة، وهي ذات البلدان التي تعتمد في تشكيل حكوماتها على التشارك والمساهمة من أجل خلق التنوع والثروة في البرامج والأفكار، خرجت أحزاب إسلامية وغير إسلامية على الخط، منتقدة المسار الذي تسعى حركة النهضة للسير عليه في قادم أيامها وتحدياتها، وأغلب الدول التي خرجت منها أصوات معارضة لهذا النموذج التونسي هي تلك التي تعاني توترات سواء سياسية أو مذهبية، وهو ما ربطه محللون سياسيون في تونس حسب تصريحات سابقة بـ"مخاوف" هؤلاء من أن تعيد خرجة النهضة رسم خارطة جديدة في مسار العمل الحزبي الإسلامي داخل الأوطان العربية.

من جهته قال رئيس مجلس الشورى "أعلى سلطة تقريرية" في حركة النهضة فتحي العيادي، والنائب عن الحركة في البرلمان "نريد أن نتطور مع بلادنا، وجزء من هذا التطور هو أن نتخصص في الشأن السياسي" قبل أن يبرز نقطة مهمة وهي أن العمل المجتمعي والفعل الدعوي لا بد أن يتحرر إلى حد ما من الضغط السياسي الحزبي".

وشدد عبد الحميد الجلاصي نائب رئيس حركة النهضة على أنه في "زمن الدكتاتورية"، كان "المقاومون" المنتمون للنهضة يمارسون السياسة في كل المجالات مثل الدفاع عن حقوق الإنسان والنقابات والكشافة، لكن بعد الثورة "لم تعد هناك ضرورة للتخفي أو القيام بالسياسة بشكل سري".

وأوضح حمزة المؤدب الباحث السياسي في مركز كارنيغي للشرق الأوسط "بعد هذا المؤتمر، لن تكون هناك حركة النهضة التي بنيت في السابق على نموذج إخواني"، حيث يعتقد جازما أنه سيكون هناك حزب النهضة، "الذي يريد أن يكون مدنيا وديموقراطيا مع الحفاظ على المرجعية الإسلامية"، وإذا ربطنا تصريحه هذا بما سلف من حالة سخط الإخوان المسلمين خاصة الموجودين في مصر نفهم أن موقفهم راجع إلى استشعارهم الخطر المحدق بقدرة بقاء حال التنظيم في العالم العربي والإسلامي على ما هو عليه، ما جعلهم يرون في نموذج التونسيين تهديدا لفكر جماعة الإخوان ونضاله السياسي.