قال مسؤول إقليمي صومالي امس ان قراصنة صوماليين اختطفوا سفينة مصرية إضافة الى يخت فرنسي يقل شخصين الى قاعدتهم الساحلية النائية، ليصل عدد السفن المختطفة حاليا الى 10، وأكثر من 30 خلال العام الجاري. وفيما أكد القاهرة انها تتابع الامر عن كثب، توعدت باريس بتدخل القوات الفرنسية الموجودة في خليج عدن وجيبوتي.

ويعسكر المسلحون الصوماليون الذين يطالبون بفديات مالية ضخمة، تصل الى ملايين الدولارات، في منطقة أيل وهي موقع سابق للصيد يفتقر للقانون، ويعد الان قاعدة للعصابات المسؤولة عن الزيادة الكبيرة في عمليات القرصنة. وقال حسن موسى الور وزير المعادن في اقليم «بونت لاند» الموجود حاليا في ايل، لرويترز «القراصنة يبحرون الى ايل مع يخت فرنسي وسفينة أخرى مصرية اختطفوها» الليلة قبل الماضية. ولم يكن لديه تفاصيل كثيرة عن السفينة المصرية لكنه قال انه يزور المنطقة للتحقق من تقارير ان سفينة أخرى مختطفة وهي سفينة بضائع صب ايرانية تحمل سلاحا على متنها. وقال «نحن الان مع الشيوخ المحليين وما زلنا نحقق في الامر». ويطالب القراصنة الصوماليون الان بفدية تزيد على تسعة ملايين دولار لاطلاق سراح ناقلتين ماليزيتين وناقلة تديرها شركة يابانية وزورق نيجيري تحتجزها بالقرب من ايل.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنها تتابع عن كثب الأنباء التي ترددت بشأن اختطاف سفينة مصرية قبالة السواحل الصومالية. وأعلن السفير أحمد رزق مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج أنه تأكد من اختطاف سفينة مصرية قبالة السواحل الصومالية، وذلك بعد اتصالات أجراها مع السفير المصري في كينيا ساهر حمزة. وقال رزق «السفير ساهر حمزة أجرى اتصالات مع الجهات المعنية في الصومال التي أفادت بأن السفينة تم اختطافها فى منطقة آيل القريبة من «بونت لاند» وهي منطقة غير مستقرة وتشهد العديد من عمليات القرصنة للسفن». وأشار رزق إلى أن السلطات المصرية تتابع من خلال سفارتها في كينيا اتصالاتها للتعرف على اسم السفينة وطاقمها وحمولتها، مؤكدا أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن اختطاف السفينة.

وفي باريس قال مصدر عسكري امس ان القوات الفرنسية الموجودة في خليج عدن وجيبوتي مستعدة لمهمة محتملة اثر خطف مركب شراعي على متنه فرنسيان، من قبل قراصنة قبالة الصومال. وقال القبطان كريستوف برازوك المتحدث باسم قيادة اركان الجيش الفرنسي ان «الامكانات العسكرية الفرنسية مستعدة في المنطقة في جيبوتي حيث توجد قاعدة عسكرية مهمة جدا وفي البحر في خليج عدن من خلال الفرقاطة كوربي التي تتحرك في اطار (عملية) «تي اف 150» المهمة البحرية ضمن العملية الدولية لمكافحة الارهاب (الحرية الدائمة). واضاف الضابط الفرنسي ان مختلف هذه الامكانات «على استعداد للقيام بالمهام التي يتم تكليفها بها» مشيرا الى انه «لم يتم تفعيل خطة قرصان البحر». واشار من جهة اخرى الى «اننا لسنا حاليا ضمن سياق» التدخل العسكري للقوات الفرنسية مثلما حدث في ابريل (نيسان) اثناء احتجاز يخت فرنسي فاخر في المنطقة ذاتها.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان قرار مجلس الامن الدولي الصادر في يونيو (حزيران) يعطي فرنسا الحق في الملاحقة الخاطفين في المياه الصومالية لكن يتعين عليها دراسة أفضل السبل لانقاذ الرهينتين.

وتعرض المسؤولون المحليون في اقليم «بونت لاند» لانتقادات لفشلهم في الحمل على القراصنة ومزوري النقود وعصابات الخطف في الاقليم. لكن مسؤولي الأقليم يقولون إن الفدى الكبيرة التي تدفع لأصحاب السفن تلهب الفساد وتزيد من حالات القرصة البحرية التي أصبح من الصعب عليهم احتواؤها. وخطفت العصابات المدججة بالسلاح عشرات السفن هذا العام مما جعل الممرات الملاحية قبالة الصومال من أخطر الممرات في العالم.

* الشرق الإوسط