أربعة أسباب تجعل الذهب أفضل استثمار لك في 2018

الخميس 03 مايو 2018 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 2928

 

  

بعد مرور الشهر الأول من العام الجاري ازداد المعدن الأصفر بريقًا؛ وذلك بعد أن حقق أكبر زيادة سنوية له منذ 2010 خلال العام الماضي؛ فقد ارتفعت أسعار الذهب في يناير (كانون الثاني) الماضي للشهر الثالث على التوالي، وزادت 3.1% منذ بداية الشهر، وهو أفضل أداء شهري منذ أغسطس (آب) الماضي، وهذا بعد نهاية قوية لعام عام 2017؛ حصد خلالها الذهب مكاسب نسبتها 13%، وهو ما يدل على انتعاشة قوية للذهب، فهل سيستمر هذا الانتعاش خلال 2018؟ وهل يمكن اعتبار الذهب الاستثمار الأفضل خلال الأشهر القادمة؟

يرى محللون بخدمة «جي. إف. إم. إس» التابعة لـ«تومسون رويترز» أن الذهب قد يتجاوز 1500 دولار للأوقية (الأونصة) هذا العام للمرة الأولى منذ انهياره في 2013؛ إذ سيعزز جاذبيته باعتباره ملاذًا آمنًا من المخاطر، سواء الاقتصادية أو السياسية، وقالت، سيدا ليتوش، المحللة لدى الخدمة: «ستشكل الأجواء الجيو-سياسية وأسواق الأسهم، التي تواجه مخاطر متنامية لتصحيح حاد، محركات رئيسة لصعود الذهب».

هذه المعطيات تشير إلى أن الذهب سيواصل الاتجاه نحو الارتفاع، وخلال السطور القادمة سنناقش الأسباب التي ستعزز صعود الذهب، وتجعله ربما الخيار الاستثمار الأفضل خلال هذا العام.

مؤشر سعر الذهب – ماركت ووتش

1- الدولار.. الذهب أكثر المستفيدين من ضعف العملة الأمريكية

يعد سعر صرف الدولار الأمريكي من أهم محددات سعر الذهب العالمي، إذ إن هناك علاقة عكسية بين قيمة الدولار والذهب، بمعنى أن الزيادة في سعر الذهب غالبًا ما تكون انعكاسًا لانخفاض قيمة الدولار، والعكس، وتنشأ هذه العلاقة في الأساس من أن الذهب أحد أهم أدوات التحوط ضد مخاطر تغيرات معدل الصرف للعملات بشكل عام، حيث يلجأ المستثمرون والمتعاملون في سوق الصرف لشراء الذهب لتغطية المخاطر الناتجة من التذبذب في أسعار العملات.

Embed from Getty Images

تحقيق سعر الذهب لأكبر زيادة سنوية له منذ 2010، جاءت بعد تراجع كبير في قيمة الدولار الأمريكي، والذي سجل أكبر هبوط سنوي منذ 2003 خلال العام الماضي، وذلك بفعل الشكوك بشأن استمرارية انتعاش نمو الاقتصاد الأمريكي، إذ أنهى العام على خسارة قدرها 9.5%. العملة الأمريكية انخفضت أمام كلٍّ من اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني والدولار الكندي والكرونة السويدية والفرنك السويسري، وهذه العملات هي مكونات مؤشر الدولار.

وبشكل عام يعتقد كثيرون من المتعاملين في الأسواق أن الدولار لابد أن ينخفض يومًا، بل قد ينهار، لكن متى؟ لا أحد يعرف، إلا أن الجميع يعرف أن الذهب هو أصل التحوط الأساسي ضد تراجع قيمة الدولار، لذلك عندما يعتقد المستثمرون أن قيمة الدولار تميل نحو الانخفاض؛ فالذهب هو الحل دائمًا.

2- الأسهم.. تقلبات شديدة بأسواق المال تعزز مكانة الذهب

بالرغم من أن البعض يرى أنه لا توجد علاقة ثابتة بين الذهب وأسعار الأسهم، إلا أن التقلبات الشديدة في الأسهم وانخفاض عوائد الاستثمار في أغلب القطاعات في ظل هبوط الدولار، تعتبر في نظر العديد من المحللين من أهم دوافع صعود الذهب؛ وذلك لأن الخيارات أمام المستثمرين ربما ستكون محدودة وسط هذه التقلبات، لذا سيكون الذهب الملاذ الآمن للكثير من المستثمرين الذين لا يرغبون في المخاطرة.

في الثاني من فبراير (شباط) الجاري هبطت المؤشرات الثلاثة الرئيسة للأسهم الأمريكية، إذ تكبد المؤشر داو جونز الصناعي أكبر خسارة من حيث النسبة المئوية منذ يونيو (حزيران) 2016، متراجعًا بنحو 2.54%، بينما هبط المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأوسع نطاقًا 2.12%، وتراجع المؤشر ناسداك المجمع 1.96%، وبهذه النتائج يكون الأسبوع الذي انتهى في الثاني من فبراير الجاري، هو أسوأ أسبوع لداو جونز وستاندرد آند بورز منذ يناير (كانون الثاني) 2016، وأسوأ أسبوع لناسداك منذ فبراير (شباط) 2016.

3- البنوك المركزية.. وتيرة شراء الذهب تسجل مستويات غير مسبوقة

الذهب هو أهم وأكثر المعادن النفيسة انتشارًا، واقتناء الذهب رغبة دائمة لدى الأفراد والدول – متمثلة في البنوك المركزية – كما أنه الجزء الأهم من الاحتياطات لدى الدول، ونظرًا للقيمة المادية والمعنوية التي يتمتع المعدن الأصفر بها سرعان ما تحتمي البنوك المركزية به في حال وجود مخاطر اقتصادية أو سياسية، وهذا بالتحديد ما تفعله البنوك المركزية حول العالم في الآونة الأخيرة، فلا تزال البنوك المركزية المشتري الصافي الأكبر من الذهب في العالم.

وكان تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي، كشف العام الماضي عن ارتفاع الطلب العالمي على الاستثمار في الذهب بنسبة 70% على أساس سنوي خلال 2016، وهو أعلى مستوى له في أربع سنوات، إذ أوضح أن الطلب على الاستثمار في المعدن النفيس قفز إلى 1561.1 طنًا متريًا خلال عام 2016 من 918.7 طنًا متريًا في 201

وكانت وتيرة شراء البنوك المركزية للذهب خلال العام الماضي سريعة جدًا مقارنة بالأعوام الماضية، فعلى سبيل المثال، زادت روسيا خلال 2017 ما بجعبتها من الذهب بنحو 223 طنًا، بزيادة نسبتها 17.7%، ومنذ يونيو (حزيران) 2015، أضافت إلى احتياطاتها الدولية 558 طنًا، وهذا المعدل قياسي، إذ قال البنك المركزي الروسي مؤخرًا: «إن إجمالي ما يملكه من المعدن النفيس وصل إلى 1838.211 طن بنهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي».

4- المخاطر العالمية.. الخوف ينعش حظوظ الذهب

الذهب هو الملاذ الآمن القديم الحديث؛ إذ يحتل المعدن الأصفر مكانة كبيرة في الاقتصاد العالمي؛ فهو المعيار الأمثل لتحديد غنى الأفراد والشعوب، وكان السبب الرئيس في العديد من الحروب، ودائمًا ما يرتبط اللجوء للذهب بالخوف، فمثلًا ارتفع سعر أونصة الذهب نحو 100 دولار منذ تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، نتيجة التخوف من التأثيرات السلبية لهذا الانسحاب.

وفي ظل حصول الأزمات السياسية والاجتماعية مثل الحروب وغيرها، يكون اللجوء فوريًّا للذهب، لذلك دائمًا ما يصعد عند وجود أي توترات سياسة عالمية، ومع تراجع ثقة الشعوب والمستثمرين في استقرار الأوضاع المشتعلة عالميًا، يزداد الخوف ومعه يلجأ الجميع إلى الذهب، ومشكلة هذا الخوف في الوقت الحالي أنه لا يرتكز في منطقة واحدة من العالم، بل إن جميع أنحاء العالم تقريبًا تشهد مجموعة من القلاقل المتفاوتة، فقد نشهد تصويت جديد لخروج دول أخرى من الاتحاد الأوروبي، كما أن السياسية الأمريكية الجديدة ما زالت تثير مخاوف الكثيرين، ناهيك عن الاشتعال المستمر للأوضاع في الشرق الأوسط.

ومؤخرًا، سلط تقرير المخاطر العالمية الضوء على عدد من التهديدات الكبرى في عام 2018، ومن بينها المخاطر البيئية بسبب أحوال الطقس ودرجات الحرارة غير المعتادة والتفاوت الاقتصادي والهجمات الإلكترونية، بالإضافة إلى تزايد المخاوف السياسية التي تجعل العالم أقرب للصراع النووي من أي وقت مضى منذ عقود.