سيول وفيضانات مدمرة وانهيارات أرضية تضرب حضرموت ارتفاع أسعار النفط بعد إعادة فرض عقوبات أميركية على فنزويلا حادثة هي الأولى من نوعها وتفوق الخيال.. امرأة اصطحبت جثة عمها للحصول على قرض وزير الخارجية الإيراني يكشف تفاصيل مراسلات طهران وواشنطن قبل وبعد الهجوم الاحتلال الصهيوني يكشف عدد القتلى والمصابين في صفوف قواته منذ بدء حرب غزة كيفية تحويل محادثات واتس آب الرقم القديم إلى الرقم الجديد دون فقدان البيانات موعد مباراة مان سيتى ضد ريال مدريد فى ربع نهائى دورى أبطال أوروبا وظيفة راتبها 100 ألف دولار والعمل من المنزل.. ما هي المليشيات تكشف حقيقة سحب عملتها المعدنية الجديدة فئة 100 ريال واشنطن تعلن تنفيذ ضربات استباقية ضد الحوثيين
لم تمضِ سوى ساعات، على دعوة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، لتوحيد الجهود العسكرية في مدينة تعز جنوبي البلاد، وتوجيه السلاح نحو مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، حتى انفجرت مجدداً الاشتباكات في المدينة، بين فصائل عسكرية محسوبة على قوات الشرعية، الأمر الذي يساهم بتوسيع أزمات المدينة الأكثر تأثراً بالحرب في اليمن، منذ سنوات.
وأكدت مصادر محلية متعددة في تعز، لـ"العربي الجديد" أمس الأحد، أن الاشتباكات تجددت بأسلحة مختلفة بين قوات من "اللواء 22 مشاة ميكا"، وأخرى تابعة إلى كتائب القيادي السلفي، عادل فارع، والمعروفة باسم "كتائب أبي العباس"، والتي تنضوي في إطار "اللواء 35 مدرع". وكانت "كتائب أبي العباس" اتهمت "اللواء 22 مشاة" بمهاجمة مواقعها في منطقتي الجحملية والمجلية جنوب مدينة تعز، وسط أنباء عن سقوط العديد من القتلى والجرحى خلال المواجهات. وجاء التصعيد، الذي خلف حالة من الرعب لدى سكان المدينة، الذين يعيشون في ظروف أمنية صعبة، بسبب الأضرار الكبيرة التي طاولت تعز بسبب الحرب، على الرغم من جهود كبيرة، بُذلت على أرفع المستويات لاحتواء التوتر، من خلال اجتماع، ضم هادي مع محافظ تعز، أمين محمود، السبت الماضي، وتناول الوضع المتوتر في المدينة، وأطلق خلاله هادي دعوة إلى توحيد الجهود و"تجاوز التباينات"، التي تؤخر "الحسم" العسكري في المدينة.
وتتألف "كتائب أبي العباس"، التي انضوت ضمن "اللواء 35 مدرع"، من مقاتلين سلفيين، حملوا السلاح، خلال المعركة مع الحوثيين في تعز، إلى جانب قائد الجبهة الشرقية في المدينة، عادل فارع، وهو الذي أدرجت وزارة الخزانة الأميركية اسمه، في قائمة العقوبات ضد المتهمين بدعم مجموعات مرتبطة بتنظيم "القاعدة" في تعز، أواخر العام الماضي. ويرتبط فارع بعلاقة قوية مع الإمارات، التي تتصدر واجهة نفوذ التحالف في المناطق الجنوبية لليمن. ويعتبر خصومه القوات التابعة له مجموعات خارجة عن القانون، كما توجه له اتهامات بإيواء عناصر تتُهم بأنها مسؤولة عن أعمال "إرهابية" في المدينة. في المقابل، يتصدر المحسوبون على حزب "الإصلاح"، الخصومة مع "كتائب أبي العباس"، التي تتهم المسلحين المرتبطين بالحزب، بالتصعيد ضد مواقعهم في المدينة. ففي وقتٍ متأخر من مساء السبت، أصدر عادر فارع بياناً اتهم فيه قوات "اللواء 22 ميكا" بقصف مواقع القوات التابعة له. وقال "نعلن تأييدنا المطلق لجهود الدولة في محاربة الجماعات الإرهابية والتكفيرية والخارجة عن النظام والقانون". وأضاف "نؤكد أننا جزء لا يتجزأ من الجيش الوطني، نتبع اللواء 35 مدرع، وملتزمون بقرارات الدولة والحكومة الشرعية وقيادة الجيش الوطني، وملتزمون بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية"، في محاولة لدحض الاتهامات التي تربطه بالمجموعات الخارجة عن القانون.
من جانبها، دعت قيادة محور تعز، وهي القيادة الرسمية لقوات الجيش الموالية للشرعية، في بيان، سبق بساعات التصعيد في المدنية، "كافة الوحدات وألوية الجيش الوطني في محور تعز ومكونات المقاومة الشعبية بمختلف فصائلها وتكويناتها توحيد صفوفها والالتفاف خلف الجيش الوطني وقيادة المحافظة، وتجاوز أي تباينات، والتفكير بالمستقبل واعتبار تحرير تعز الهدف الأسمى والأهم في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ تعز واليمن". وكشفت عن اعتماد الرئيس اليمني، موازنة مالية، لخطة استكمال "تحرير تعز" من الحوثيين، إلا أنه من الواضح أن التوتر الداخلي، بات أقوى من هذه الدعوات. الجدير بالذكر أن التصعيد في تعز جاء بعد نحو أسبوع على إقرار تشكيل ثلاث لجان تتولى الإشراف والإعداد والتحضير لـ"استكمال تحرير المحافظة". وتشمل اللجنة الإشرافية، برئاسة وكيل المحافظة لشؤون الدفاع والأمن، اللواء عبد الكريم الصبري، واللجنة العسكرية برئاسة قائد محور تعز، اللواء خالد فاضل، وتضم في عضويتها العديد من قادة الألوية، بالإضافة إلى لجنة الإسناد الشعبي، ويرأسها وكيل أول المحافظة، عارف جامل، وهو قيادي في حزب المؤتمر الموالي للشرعية. ويعد الصراع بين فصائل داخل الشرعية في تعز أحدث حلقات الصراع، في المدينة التي طحنتها الحرب بين قوات الشرعية والحوثيين منذ أكثر من ثلاث سنوات، إذ لا يزال الحوثيون يسيطرون على عدد من مداخل المدينة ومناطقها الريفية، فيما تسيطر قوات الشرعية على المدينة وجزء من ريفها، في ظل ما يعتبره البعض، خذلاناً من قبل التحالف، في مسألة التوجه الحاسم لدعم قوات الشرعية في المدينة، لاستكمال انتزاع السيطرة عليها من الحوثيين، وبما من شأنه أن يخفف المأساة الإنسانية والمعاناة التي يواجهها السكان، بسبب الحرب والوضع الأمني المتردي في المحافظة اليمنية الأكبر من حيث عدد السكان.