الرئيس:القاعدة وفتنة صعدة والتحديات الاقتصادية وأحداث المحافظات الجنوبية أبرز التحديات الوطنية

الخميس 26 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 الساعة 10 مساءً / صنعاء-مأرب برس:
عدد القراءات 12059

كشف رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح عن قيامه بتوجيه دعوة خلال الفترة القليلة القادمة إلى إجراء حوار وطني جاد ومسئول بين كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني حول كافة القضايا التي تهم الوطن وبما يحقق اصطفافاً وطنياً واسعاً إزائها". مجددا في ذات الوقت دعوته لكل القوى السياسية في السلطة والمعارضة إلى الحوار باعتباره الوسيلة المثلى التي تحققت بها الوحدة اليمنية المقترنة بالديمقراطية، وباعتبارها أعظم انجاز في تاريخ الشعب اليمني.

ونوه في خطابه- مساء الليلة الخميس بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك والذكرى الـ(42) لعيد الاستقلال الـ30 من نوفمبر:"إلى أن من أبرز التحديات الرئيسية التي تواجه الوطن في الوقت الراهن ما أسماها بـ"أحداث فتنة التمرد والتخريب في محافظة صعدة والأعمال الخارجة على القانون في بعض مديريات المحافظات الجنوبية والخطر الإرهابي الذي يمثله تنظيم القاعدة والتحديات الاقتصادية وغيرها من القضايا التي قال أنها تهم الوطن".

وجدد الرئيس دعوته لكافة القوى السياسية والحزبية في السلطة والمعارضة للحوار، وإلى كل من قال انهم يتقاسمون معهم في السلطة مسئولية بناء الوطن والنهوض به إلى مناقشة كافة القضايا الوطنية بالحوار المنفتح بعيداً عن العنف أو محاولة فرض الإملاءات أو الإشتراطات.

مؤكداً أن كل القضايا قابلة للنقاش والتحاور ما عدا المساس بالنظام الجمهوري والوحدة الوطنية التي لا تقبل النقاش أو المساومة عليهما وهو ما يوجب على جميع القوى السياسية أن تكون على نفس المستوى من الحرص والوفاء لهذه الثوابت واستعداداً للتضحية في سبيلها.

وقال :"لقد أكدنا مراراً على التمسك بالحوار الذي قال أنه :"سيظل يمثل أسلوباً حضارياً ووسيلة بناءة للتفاهم وحل الخلافات". منوها في نفس الوقت إلى رفض الاشتراطات والاملاءآت المسبقة في الحوار،واصفا تلك الأساليب بتحويل الحوار من وسيلة للتفاهم والتوافق إلى وسيلة لفرض مواقف وقناعات مسبقة على الآخرين تتنافى مع مفهوم الحوار وغاياته الهادفة إلى التوافق حول قواسم وطنية مشتركة لا خلاف عليها".

وأشار إلى ان الحوار :"كان وسيظل دوماً خيارنا الأمثل الذي التزمنا به وحققنا من خلاله الوحدة التي قال أنهاأعظم انجاز في تاريخ شعبنا لاقترانها أيضا "بالديمقراطية التعددية".

وتابع حديثه:"أثبت شعبنا العظيم في كل مراحل نضاله وفي كل محنة يتعرض لها الوطن انه قادر على مواجهة التحديات والتغلب عليها والتميّيز الواضح بين من يعملون من اجل الوطن وبين من يحاولون خذلانه من أجل نصرة أعدائه والمتربصين"، وأضاف:" ولكن هيهات للمتآمرين أن ينجحوا في تحقيق أهدافهم أو إعاقة مسيرة شعبنا على دروب البناء والتقدم".

وقال رئيس الجمهورية :"نؤكد لشعبنا أننا لن ندخر جهداً في سبيل التمسك بهذا الخيار الهام واعتبار كل القضايا قابلة للتحاور والنقاش وبحيث يكون الحوار تحت قبة مجلس الشورى وتحت سقف الدستور والثوابت الوطنية الجمهورية والوحدة والديمقراطية.".

 مشيدا بمشهد اجتماع المسلمين في أداء شعائر الحج والموقف بالموقف الإيماني المهيب في عرفات الله

واصفا ذلك المشهد بالحافل بالمعاني والدلالات العظيمة على مبادئ التآخي والوحدة والمساواة بين بني البشر الذي يمثل مقصداً هاماً من مقاصد الشريعة السمحاء.

 مشيرا إلى ان ذلك المشهد الايماني الذي يأتي مصداقا لقول الحبيب المصطفى (لافرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى) يكشف عن مدى جهل تلك العناصر التي وصفها بـ"الإرهابية العنصرية العميلة الخارجة على النظام والقانون في محافظة صعدة" والتي قال انها تعطي لنفسها حق إدعاء الأفضلية على باقي البشر وتمارس الدجل والشعوذة متدثرة بالدين البريئ منها ومن اجل خداع البسطاء والأطفال وجرهم إلى ارتكاب أبشع المحرمات، المتعلقة بسفك الدم المسلم وانتهاك الإعراض والأموال دون وازع من دين أو خلق بدعوى ان الله قد أختصها بالحكم والأفضلية على بقية البشر دون غيرهم".

وقال الرئيس:" أن تلك الدعوة المتعلقة بأفضلية تلك العناصر وأولويتهم بالحكم من غيرهم دعوى ما انزل الله بها من سلطان، مشبها إياها بدعوة إبليس الذي رفض الانصياع لأمر الخالق عز وجل وخرج من رحمته عندما أبى السجود لآدم وقال مستكبراً ( أنا خير منه).

وقال:" لذلك فان هذه الفئة الضالة والمصابة بداء إبليس قد سخرت نفسها لخدمة أجندات خارجية مشبوهة وسلكت مسالك الشيطان وتجرأت على إرتكاب المحرمات التي من أعظمها قتل النفس المحرمة وتدمير المدارس والمستشفيات والطرق والمنشآت العامة والخاصة وعاثت في الأرض فساداً واهمةً بأنها بهذه الأفعال الإجرامية سوف تحقق أوهام من يقفون وراءها أو وهم العودة بشعبنا اليمني عشرات السنين إلى الوراء"-حسب نص خطابه.

واصفا إياها بالعيش خارج نطاق الزمان والمكان، معتبرا ان العصر قد تجاوز ماوصفها بـ"تلك الأفكار الكهنوتية المتخلفة"، وأضاف:"الأمم الآن تقوم باختيار حكامها من خلال الديمقراطية وبإرادتها الحرة التي تعبر عنها في صناديق الاقتراع على قاعدة الأكفأ والأصلح وتحقيق مصالح الشعب".

معبرا الرئيس عن اعتزازه بذلك الموقف الوطني المشرف الذي قال:" أن أبناء شعبنا العظيم الذين هبوا من كافة محافظات ومناطق الوطن قد سجلوه وعبر قوافل الدعم الشعبي التي لم تنقطع ليجسدوا اصطفافهم وتلاحمهم الرائع وتآزرهم مع إخوانهم النازحين، بسبب الفتنة، وكذا مع أخوانهم وأبنائهم المقاتلين في القوات المسلحة والأمن الذين قال أنهم يقدمون أغلى التضحيات ويسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء دفاعاً عن الوطن وآمنه واستقراره ومكاسبه وإنجازاته"..

مثمنا في ذات الوقت مواقف الدول الشقيقة والصديقة التي قال أنها:" أكدت دعمها ووقوفها إلى جانب اليمن وأمنه واستقراره ووحدته انطلاقاً من إدراكها بان ذلك يمثل عنصراً هاماً وأساسياً لخدمة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة".

معتبرا الاحتفال بهاتين المناسبتين الدينية والوطنية(عيد الأضحى وعيد الاستقلال) تفرض علينا جميعاً في الوطن التآخي والمحبة وتعميق وشائج الألفة والتراحم والتسامح والسمو فوق مغريات الدنيا الزائلة ومحاربة كافة ما أسماها بـ"العلل والأمراض الاجتماعية الدخيلة على مجتمعنا اليمني والوفاء لقيم وأهداف ومبادئ ثورتنا الخالدة الـ 26 من سبتمبر والـ 14 من أكتوبر وتضحيات شهدائنا الأبرار".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن