أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل دعوة (حماس) لمؤتمرٍ وطنيٍ شامل يضمّ كل مكونات المجتمع الفلسطيني، للخروج بخطة إنقاذ وطني موحدة، وقال أن الوقت مناسبٌ لطيّ صفحة الماضي، ونسيان ما مضى، وفتح صفحةٍ جديدةٍ، لأن الظروف توجب الوحدة ولا تبرر الفرقة.

وأكد في لقاءٍ جمعه مساء اليوم الأربعاء 9 ديسمبر 2009م بصنعاء بأبناء الجالية الفلسطينية وممثلي الفصائل في اليمن على أنه من دون تلبية كافة مطالب المقاومة المشروطة لن تتم صفقة التبادل مع العدو الصهيوني.

وانتقد سياسة الإدارة الأمريكية التي وصفها بالأكثر مرونة من سابقتها، وقال أن خطاب اوباما المعسول فشل في أول اختبارٍ أمام حكومة العدو بتجميد المستوطنات.

واستغرب موقف الولايات المتحدة التي تخاف على مصالحها لدى اليهود ولا تراعي مصالحها الكبيرة لدى العرب والمسلمين، فتحسب حساباً لنحو6 مليون يهودي ولا تقيم وزناً ولا حساباً لنحو 350 مليون عربي، ومن ورائهم أكثر من مليار ونصف المليار مسلم.

وسخر من ترحيب البعض بإقامة دولةٍ على أجزاء مقسمةٍ من الأرض المحتلة، وقال أن طبيعة الديموجرافيا والسيطرة الصهيونية والتهويد الجغرافي والتاريخي لمعالم القدس والضفة تحول دون إقامة دولة أصلاً.

وأشار إلى أن الاحتلال فرض واقعاً لا يمكن تغييره إلا بالمقاومة التي هي عزّ فلسطين وكل الأمة، وضرب بقطاع غزة مثالاً على نجاح السلاح في تحرير الأرض، داعياً في نفس السياق كافة الفصائل وعلى رأسها (فتح) للاتفاق على مبدأ المقاومة أساساً للتحرير، لأن التاريخ لم يسجل حالةً واحدة لقوة احتلال خرجت منتصرة.

لافتاً الانتباه إلى أن الزعيم الراحل ياسر عرفات سلك طريق المفاوضات، وحينما أدرك خطأ ذهابه إلى أوسلو، رفض المضي قدماً في المفاوضات وتقديم المزيد من التنازلات، فأدّى به الأمر إلى أن يحاصر ثمّ يقتل مسموماً.

وتعجّب مشعل من تفاخر البعض من استتباب الأمن في الضفة التي يديرها أمن العدو بإشرافٍ من الجنرال الأمريكي دايتون-حد قوله-، واعتبارهم ذلك تغيراً إيجابياً في ثقافة العنف عند الشارع الفلسطيني.

وختم حديثه لأبناء المقيمين في اليمن ومن خلالهم إلى الكل بالقول "إن شعبنا الفلسطيني الأصيل لا يمكن أن يقبل بالتوطين لأنه لا يقبل بديلاً عن وطنه"، شاكراً اليمن وقيادته وشعبه على كافة أشكال الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية.

وكان خالد مشعل وصل إلى صنعاء الاثنين الماضي والتقى رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح وعدد من كبار المسؤولين.