بسبب موقف ترامب وهاريس من غزة.. الناخب المسلم أمام خيارين ''كلاهما مُر''

الثلاثاء 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2024 الساعة 04 مساءً / مأرب برس- غرفة الأخبار
عدد القراءات 1026

قال أمين عام المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية (USCMO) أسامة جمال إن الجالية المسلمة "تمر حاليا بمرحلة صعبة من اتخاذ القرار" في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة بسبب موقف المرشحين الأساسيين دونالد ترامب وكامالا هاريس من الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة منذ أكثر من عام.

وفي حديث للأناضول، ذكر جمال أن الناخبين المسلمين سيصوتون وفقا لتوجهات المرشحِين تجاه الإبادة الجماعية بغزة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي في الولايات المتحدة.

وقال جمال إن الانتخابات تتزامن مع توقيت خاص بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

وأضاف: "الأمريكيون المسلمون يشعرون بخيبة أمل كبيرة من الإدارة الحالية. لم تعبأ إدارة بايدن على الإطلاق بدعوات ومطالب الجالية الأمريكية المسلمة لفعل شيء حيال الإبادة الجماعية في غزة".

وأعرب جمال عن اعتقاد الجالية المسلمة بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن لديه "السلطة لتحقيق وقف إطلاق النار" في غزة.

وعبر عن قلق الأمريكيين المسلمين بشأن الإدارة الأمريكية الراهنة، "فهي لم تحرز تقدما يذكر في إرسال المساعدات الإنسانية (إلى غزة)، في حين أنها لم تكف عن إرسال الدعم العسكري لإسرائيل".

وذكر أن كل ذلك أثار غضب الأمريكيين المسلمين بشدة ضد إدارة بايدن، وأن نائبة بايدن ومرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة كامالا هاريس كان لها أيضا نصيب في هذه المسؤولية.

ومنذ بدء إبادة غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تقدم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن (ديمقراطي) لإسرائيل دعما عسكريا ومخابراتيا وسياسيا لم تكن الحرب لتستمر من دونه.

ويؤكد كل من هاريس وترامب دعمهما لتل أبيب، وإن أطلقا بوتيرة متباينة تصريحات دعائية رمادية عن إنهاء الحرب، لمغازلة ناخبين بينهم الأمريكيون من أصول عربية وإسلامية.

وفي ظل منافسة محتدمة مع ترامب على جذب أصوات الناخبين، أعلنت هاريس في أكثر من مناسبة أنه آن الأوان لإنهاء الحرب في غزة.

وأسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 145 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وأوضح جمال أنه بالنظر إلى السياسات المعادية للمسلمين وخطاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فإن الناخبين المسلمين في الولايات المتحدة يمرون حاليا بمرحلة صعبة من اتخاذ القرار.

وقال: "التصويت للمرشح الثالث (جيل ستاين من حزب الخضر) سيكون بالتأكيد مجرد تصويت احتجاجي، وليس انتخابات كما نعرف. لن يحدث أي فرق، لأنه لا توجد فرصة لوصول المرشح الثالث إلى البيت الأبيض".

أصوات المسلمين مؤثرة في انتخابات 2024

وأكد جمال أن أصوات المسلمين، التي تعادل من 1 إلى 1.5 بالمئة في الولايات المتحدة، مهمة للغاية في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان.

وذكَّر بأن الأصوات في هذه الولاية عام 2020 ساعدت بايدن على الفوز بالرئاسة بفارق ضئيل ضد ترامب.

وأشار إلى انقسام أصوات الناخبين المسلمين لرغبتهم في التصويت لطرف ثالث هذه المرة كرد فعل على موقف الديمقراطيين والجمهوريين بشأن قضية غزة.

وقال "هذا ما يواجهه المجتمع المسلم اليوم. إنه وضع صعب للغاية. كل ما نحتاجه الآن هو وقف حقيقي لإطلاق النار في غزة." .

وأضاف: "أعتقد أن الجالية المسلمة سيكون لها تأثير كبير في انتخابات 2024. فهي ستؤدي إلى فوز أحد المرشحين وخسارة الآخر. وهذا أمر مؤكد".

وأردف: "ستكون أصوات المسلمين في الولايات المتأرجحة هذا العام هي المؤثرة في نتيجة الانتخابات ولكن لا نعرف حتى الآن إذا كان ذلك في صالحهم أم لا، ولكننا بالتأكيد نؤثر على الانتخابات في الولايات المتأرجحة".

وفي الولايات المتأرجحة، لم يحصل دونالد ترامب الجمهوري إلا على 10.074 صوتا أكثر من منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، وفي عام 2020، حصل بايدن على فارق 154 ألفا و188 صوتا على منافسه ترامب.

وقف الإبادة بغزة يوحِّد الجالية المسلمة

من جانبه، قال إدوارد أحمد ميتشل، نائب مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، وهو أكبر منظمة للحقوق المدنية الإسلامية في الولايات المتحدة، إن آراء المسلمين الأمريكيين "مختلفة" بشأن انتخابات 2024.

وقال ميتشل إنه وفقا لأحدث استطلاع أجراه "كير"، فإن 29 بالمئة من المسلمين الأمريكيين يفكرون في التصويت لهاريس، و29 بالمئة لمرشحة الحزب الثالث جيل ستاين، و11 بالمئة لترامب، في حين أن أغلبية 31 بالمئة لم تقرر بعد.

وأشار إلى استياء الناخبين المسلمين من موقف المرشحَين الرئيسيَين ترامب وهاريس من الإبادة الجماعية في غزة.

وقال: "الشيء الوحيد الذي يوحد الجالية المسلمة هو أهمية وقف الإبادة الجماعية في غزة".

وأضاف: "القضية الرئيسية بالنسبة لمعظم المسلمين الأمريكيين هي جرائم الحرب المروعة التي نراها في غزة".

وأردف: "ربما هذا هو السبب وراء الأداء الجيد لمرشح الحزب الثالث مقارنة بالسنوات السابقة".

وأشار إلى أن أحد مخاوف "كير" هو أن المسلمين الأمريكيين لا يريدون المشاركة في الانتخابات لأنهم يعتقدون أن النظام فاسد، وأن تصويتهم لن يغير شيئا.

ولفت إلى تشجيع "كير" المسلمين على التصويت وممارسة حقهم، فمن خلال التصويت، يؤثرون على ما تفعله الحكومة الأمريكية بأموال دافعي الضرائب.

تصويت المسلمين الأمريكيين مهم

وأشار ميتشل إلى أن هناك ما يقرب من 2.5 مليون ناخب مسلم في الولايات المتحدة.

ولفت إلى أن قسما كبيرا منهم يتركزون في الولايات التي تسمى "الولايات المتأرجحة" مثل ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا، والتي ستحدد مصير الانتخابات.

وذكر أن "أصوات المسلمين ستؤثر في نتائج الولايات المتأرجحة، مع توقع أن يكون للجالية المسلمة الأمريكية تأثير في الولايات المتحدة".

وذكَّر أن الناخبين المسلمين الأمريكيين كان لهم مشاركة عالية جدا في الانتخابات الرئاسية الثلاثة الماضية.

وأعرب عن قلقه من أن هذه المشاركة قد تنخفض في انتخابات 2024، مع وجود مؤشرات على ذلك.

نظام الانتخابات الأمريكية

وفي نظام الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تطبق قاعدة مفادها أن "الفائز يحصل على كل شيء"، وبالتالي فإن أي مرشح يفوز بأكبر عدد من الأصوات في ولاية يحصل على جميع مندوبي تلك الولاية.

وبما أن المرشح يجب أن يحصل على 270 مندوبا، وهو ما يزيد عن نصف عدد مندوبي انتخابات الرئاسة البالغ 538، فإن مصير السباق يحدده الناخبون الذين لم يحسموا أمرهم في الولايات التي يطلق عليها "المتأرجحة" ويترددون بين الحزبين الرئيسيين، الجمهوري والديمقراطي في كل انتخابات.

ووفقا للأرقام المحدثة، يوجد في أريزونا 11 مندوبا، ونيفادا 6، وويسكونسن 10، وميشيغان 15، وبنسلفانيا 19، ونورث كارولينا 16، وجورجيا 16، وهي الولايات المتأرجحة.

وفي النظام الانتخابي الأمريكي، هناك مرشحون أصبحوا رؤساء لأنهم فازوا في ولايات حاسمة واكتسبوا مندوبين، على الرغم من حصولهم على عدد أقل من الأصوات في المجموع في جميع أنحاء البلاد.

وأحدث مثال على ذلك هو أنه في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بحصوله على 304 مندوبين في الولايات المتأرجحة، على الرغم من حصوله على 2.8 مليون صوت أقل في المجموع من منافسته هيلاري كلينتون.