كيف مارس المهاجمون أعمال القتل والإحراق بالأمن السياسي في عدن؟

الخميس 24 يونيو-حزيران 2010 الساعة 05 مساءً / مأرب برس- بالتزامن مع صحيفة الأمناء:
عدد القراءات 14829

احتلت حادثة الهجوم المسلح على مبنى الأمن السياسي بمحافظة عدن صدارة نشرات الأخبار في القنوات العربية الفضائية وحتى الدولية، وقبل ذلك كانت الحادثة, صبيحة وقوعها, مثار أحاديث المواطنين في الشارع اليمني وخاصة في مدينة عدن واندهاشهم واستغرابهم بل وعدم تصديقهم أن يكون هذا المبنى الذي عرف بشدة حصانته ويقظة حراسه وجاهزية رقابته منذ أمد بعيد، كان مسرحًا لذلك الهجوم وبمختلف الأسلحة.. وهو المكان الذي كان من المستحيل أن تشير بإصبعك نحوه في زمن من الأزمان.

ونفذت الأجهزة الأمنية بمحافظة عدن مداهمات مباغتة, أسفرت عن اعتقال العقل المدبر للعملية, وتم ضبط مليونين وثلاثمائة ألف ريال وصواعق وبذلات عسكرية استخدمت في الهجوم على مبنى الأمن السياسي, وقد تمت عملية المداهمة بعد العثور على سيارة (كراسيدا) موديل 1990 رقم(5106/3) لون أبيض التي استخدمت في الهجوم والتي عثر عليها في حي السلام بخورمكسر وعلى آثارها طلقتا رصاص إحداهما في الزجاج والأخرى في الجنب. وحصلت "الأمناء" على نسخة من عقد شراء السيارة, الذي حرر قبل الهجوم بيوم. علمًا بأن منفذ العملية سبق أن حذر إحدى القتيلات التي تعمل في الأمن السياسي وهي جارته قائلًا لها : (عليك بعدم العمل في الأمن السياسي) وعندما شاهدها في مبنى الأمن السياسي قام بقتلها بعدة طلقات مميتة.

 وكان صباح السبت صباحًا داميًا راح ضحيته 13 من منتسبي الأمن السياسي منهم طفل قادته الأقدار لمرافقة والده في ذلك اليوم المشئوم.

وبحسب معلومات حصلت عليها "الأمناء" وتنشر لأول مرة حول العملية العسكرية للهجوم، فأن المهاجمين بعد اشتباكهم مع حراسة البوابة الأولى الخارجية والذي وصف بالسريع والمباغت واصلوا هجومهم- وعددهم ثلاثة أفراد يرتدون البزة العسكرية- بالاشتباك مع بعض حراسة البوابة الثانية التي كان بعض أفرادها خارج الخدمة.. وبعد أن تأكد للمهاجمين أن جميع حراسات البوابتين لقوا مصرعهم، انطلقوا إلى مواصلة أعمال القتل في ساحة المبنى وداخل مكاتبه وأول من سقط من العاملين شخص يدعى (عواد رامي) أثناء مروره بالساحة الداخلية للمبنى.

وتشير معلومات إلى أن اثنين من المهاجمين قصدا بعد ذلك سكرتارية مدير الأمن السياسي وقتلا عدنان وفاطمة, أما شروق فقد أصيبت برجليها لأنها كانت خلف باب مكتب المدير وثالث المهاجمين مارس أعمال الإحراق داخل المكتب.. وأثناء خروجهم من مكتب الأمن السياسي شاهد المهاجمون الثلاثة رجل أمن يدعى (عاصم) يحاول النفاذ بجلده من المجزرة، فتبعه واحد منهم وقتله.. وفي الوقت نفسه كانت عاملة تهم بالخروج من أحد المكاتب وشاهدت مقتل (عاصم) على أيديهم فأصابها الخوف والهلع فاستنجدت بأحد المهاجمين لإخراجها إلى البوابة لكنه بادرها بالسؤال :أنتِ تعملي هنا أنتِ موظفة بالأمن؟ فلما أجابت "نعم" لم يتردد بتصويب نيران بندقيته إلى مختلف أجزاء جسمها، في الرأس والقلب والبطن، وتضرج جسدها بالدماء داخل المكتب و في خارجه.

وتؤكد مصادر أخرى أن موظفين أمنيين منتسبين لهذا الجهاز الأمني سارعوا بالهروب من داخل المبنى والبعض الآخر أغلقوا المكاتب على أنفسهم بإحكام فور سماعهم زخات الرصاص الكثيفة والقنابل وقذائف الـ آر.بي.جي إلى أن زال الخطر المحيط، فيما عدد آخر كانوا يتناولون إفطارهم في البوفيه، تمكنوا من الخروج من المبنى مع زخات الرصاص الأولى.

إلى ذلك تشير معلومات إلى أن بعض الناجين من الحادثة كانت وجهتهم نحو مؤسسة الموانئ، شاهدوا مهاجمين مرتدين بزات خفر السواحل ويطلقون قذائف الـ آر.بي.جي نحو مبنى الأمن السياسي..كما تعرض مسئول عسكري في القاعدة البحرية للإصابة أثناء مروره أمام مبنى الأمن السياسي متوجهًا إلى عمله.

وينشر موقع "مأرب برس", وصحيفة "الأمناء", أسماء القتلى والجرحى في الحادثة, وهم:

عقيد عبدالله محمد عقلان الباشا (45 عامًا), عقيد قاسم محمد مخدة (60 عامًا), مختار صالح شائع (17 عامًا) , علي عبدالله عاصم (45 عامًا), محمد صالح عوض (45عامًا), ذكرى البريكي (30 عامًا), فاطمة محمد ثابت (20عامًا), شروق .. (20 عامًا) , عدنان .. (40 عامًا), عبدالواحد .. (60عامًا), عبير دغنشار(20 عامًا), فاطمة فتيني (50عامًا), عواد رامي(20 عامًا).

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن