هـولندا والأوروجواي..أماني باستعادة الأمجاد الغابرة

الإثنين 05 يوليو-تموز 2010 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 3864

يمني المنتخبان الاوروجوياني والهولندي النفس باستعادة امجادهما الغابرة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم عندما يلتقيان اليوم على ملعب "غرين بوينت" في كايب تاون في الدور نصف النهائي للنسخة التاسعة عشرة في جنوب افريقيا.

تدافع الاوروغواي عن سمعتها والقارة الامريكية الجنوبية كونها الممثل الوحيد لها في دور الاربعة بعد خروج المرشحين الكبيرين البرازيل والارجنتين من الدور ربع النهائي، الاولى على يد هولندا بالتحديد 1-2، والثانية على يد المانيا (صفر-4).

وتأمل الاوروجواي في مواصلة تألقها بقيادة مدربها اوسكار تاباريز الذي ايقظ العملاق الازرق من سباته العميق واعاده ليلعب دوره بين الكبار في مشاركته الحادية عشرة في النهائيات واستعادة ذكريات الامجاد الغابرة عندما توج باللقب عامي 1930 و1950 ووصل الى نصف نهائي 1954 و1970.

وسيكون تاباريز على موعد تاريخي غدا كونه سيخوض المباراة العاشرة على رأس منتخب الاوروجواي في نهائيات كأس العالم لانه قاد "لا سيليستي" الى الدور الثاني عام 1990، وسيحطم "ال مايسترو" الرقم القياسي المحلي المسجل باسم خوان لوبيز الذي قاد الاوروجواي الى اللقب عام 1950 ثم الى الدور نصف النهائي عام 1954.

اما هولندا فتسعى الى بلوغ النهائي الثالث في تاريخها بعد عامي 1974 و1978 عندما سقطت امام المنتخبين المضيفين المانيا والارجنتين على التوالي.

وهي المواجهة الثانية بين الطرفين في نهائيات كأس العالم بعد تلك التي جمعتهما في الدور الاول عام 1974 عندما خرج المنتخب البرتقالي فائزا بهدفين سجلهما جوني ريب، في طريقه الى المباراة النهائية.

والتقى المنتخبان وديا عام 1980 وفازت الاوروجواي بالنتيجة ذاتها.

وحقق المنتخبان نتائج رائعة في النسخة الحالية خصوصا المنتخب الهولندي الذي حقق حتى الان 5 انتصارات متتالية اخرها كان مدويا على حساب البرازيل حاملة الرقم القياسي في عدد الالقاب والتي كانت مرشحة بقوة الى اللقب السادس.

من جهتها، قدمت الاوروجواي عروضا رائعة بدأتها بتعادل سلبي مع فرنسا بطلة العالم 1998، تليته 3 انتصارات متتالية على جنوب افريقيا المضيفة 3-صفر والمكسيك 1-صفر وكوريا الجنوبية 2-1 قبل انتزاع بطاقة ربع النهائي من غانا بركلات الترجيح 4-2 اثر انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 1-1.

ويصعب ترجيح هذا المنتخب او ذلك غدا، بيد ان الافضلية للهولنديين نسبيا خصوصا وانهم سيلعبون بتشكيلتهم الكاملة بقيادة صانع العابهم وهدافهم حتى الان ويسلي سنايدر واريين روبن وروبن فان بيرسي ورافايل فان در فارت، فيما سيفتقد المنتخب الاوروجوياني خدمات ركيزتين اساسيتين بسبب الايقاف هما مدافع بورتو البرتغالي خورخي فوسيلي ومهاجم اياكس امستردام الهولندي لويس سواريز الذي طرد في الثانية الاخيرة من الوقت بدل الضائع للشوط الاضافي الثاني امام غانا عندما تصدى بيده لكرة رأسية لدومينيك اديياه حيث احتسبت ركلة جزاء اهدرها اسامواه جيان وضيع فرصة قيادة منتخب بلاده الى دور الاربعة للمرة الاولى في تاريخه.

كما ان الشك يحوم حول مشاركة القائد دييجو لوغانو ولاعب الوسط نيكولاس لوديرو بسبب الاصابة.

  مقاتلون مازالوا احياء..!

بيد ان مدرب هولندا بيرت فان مارفييك قلل من اهمية غياب فوسيلي وسواريز مشيرا الى انه ذلك لن يؤثر على الاوروجواي كثيرا لان هولندا تفتقد بدورها لاعبين اساسيين بسبب الايقاف هما المدافعان جريجوري فان در فييل ونايجل دي يونغ.

واكد فان مارفييك ان منتخب بلاده لن يستخف بنظيره الاوروجوياني، مؤكدا على لاعبيه بان يكونوا جاهزين لمعركة صعبة ضد المنتخب الاوروجوياني.

واضاف "لقد قاتلوا (الاوروجويانيون) وخرجوا على قيد الحياة. كما حالنا، هم يستحقون مكانهم في الدور نصف النهائي ولا يجب الاستخفاف بهم على الاطلاق".

ويملك المنتخب الهولندي الاسلحة اللازمة لتخطي عقبة ممثلي امريكا الجنوبية والاحصائيات تدل على ذلك لان المنتخب البرتقالي حافظ على سجله الخالي من الهزائم للمباراة الرابعة والعشرين على التوالي (رقم قياسي محلي)، بدأها بالفوز على مقدونيا في 10 سبتمبر 2008، علما بان هزيمته الاخيرة تعود الى 6 سبتمبر 2008 عندما خسر امام استراليا 1-2، وقد حقق رجال فان مارفييك 19 فوزا في هذه السلسلة مقابل 5 تعادلات.

ويسعى الهولنديون، بالواقعية التي يعتمدها فان مارفييك، الى محو صورة الفريق الخارق في الادوار الاولى والعادي في المباريات الاقصائية، من خلال التخلي عن اسلوب اللعب الشامل الذي لطالما تميزت به الكرة الهولندية في السبعينات عبر منتخبها الوطني الذي بلغ نهائي 1974 و1978، او ناديهم الشهير اياكس امستردام الذي اعتلى عرش الكرة الاوروبية ثلاث سنوات متتالية (1971 و1972 و1973) بقيادة الطائر يوهان كرويف وروبي ريزنبرينك ورود كرول وأري هان وغيرهم.

وكانت هولندا الساعية الى محو خيبة امل مشاركتها في مونديال 2006 ومواجهتها الدموية مع البرتغال واخفاق كأس اوروبا 2008 عندما خرجت من الدور الثاني، وتحديدا مدربها الشهير الراحل رينوس ميكلز صاحب الفضل في تعريف العالم على اسلوب الكرة الشاملة، المبنية على قيام كل اللاعبين بالهجوم عندما تكون الكرة في حوزتهم، والدفاع عندما تكون الكرة في حوزة الخصم، لكن هذه الخطة لم تنجح في منح البلاد المنخفضة اللقب العالمي حيث سقط على اعتاب المباراة النهائية.

انجاز غير متصور..!

اما مدرب الاوروغواي تاباريز فقال "نحن الان بين المنتخبات الأربعة الأفضل في هذه النهائيات. انه انجاز لم نكن أبدا نتصور حدوثه قبل وصولنا الى جنوب افريقيا".

واضاف "لاعبو الاوروجواي متحدين جدا. لا أعرف إلى أي مدى نستطيع الذهاب في البطولة. هولندا تملك بعض اللاعبين الكبار، ولكن لا يمكن الاستخفاف بالمجموعة التي نملكها".

وختم "اذا كان هناك بصيص من الأمل يجب علينا ان نتعلق به، بالتأكيد لن نستسلم لليأس قبل أن نلعب هذه المباراة. سيكون من الصعب جدا الفوز على هولندا ولكن ذلك لن يكون مستحيلا".

من جانب اخر خطفت اوروجواي الاضواء بعدما بدأت التخطيط لتجاوز عقبة منتخبات اوروبية في قبل نهائي كأس العالم لكرة القدم والفوز باللقب للمرة الأولى منذ عام 1950.

المنتخبات الاربعة المتأهلة لدور النصف النهائي بدأت العمل على الفور وخاضت التدريبات وعالجت الاصابات بين صفوفها ودرست الخطط املا في الوصول للمجد بكأس العالم.

ومع خروج أبرز قوتين في امريكا الجنوبية بعد هزيمة البرازيل والارجنتين المرشحتين للقب قبل انطلاق البطولة اندفع مئات الصحفيين نحو أحد فنادق جوهانسبرج للتحدث مع لاعبي اوروجواي الذين بدا عليهم الشعور بالقلق بسبب كل هذا الصخب عقب المران.