وسط تشاؤم نتنياهو إزاء أفاق السلام بالمنطقة..ملك الأردن يستقبل خالد مشعل بعد 12 عاماً من القطيعة

الأحد 29 يناير-كانون الثاني 2012 الساعة 10 مساءً / مأرب برس – رويترز:
عدد القراءات 3505

قام زعيم حركة حماس خالد مشعل يوم الاحد بأول زيارة رسمية الى الاردن منذ طرده من المملكة قبل اكثر من عشر سنوات واجرى محادثات مع العاهل الاردني الملك عبد الله.

ورافق مشعل في الزيارة ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني. وكانت الزيارة مقررة قبل الانتفاضة التي اندلعت في سوريا حيث يوجد المقر الرئيسي لحركة حماس خارج قطاع غزة.

ونفت حماس والاردن امكانية نقل الحركة لمقرها من دمشق التي يوجد بها العديد من قادة الحركة بالاردن بعد طردهم منه عام 1999. واضطر بعض من نشطاء حماس وعائلاتهم الى الرحيل عن سوريا بسبب الاضطرابات هناك.

وقال عزت الرشق القيادي البارز في حماس ان المحادثات بشأن الزيارة سبقت الاحداث في سوريا ولا علاقة لها بها. وقال مسؤولون في حماس ومسؤولون اردنيون ان ايا من الجانبين لم يناقش فكرة اعادة فتح مقر الحركة في الاردن.

وتقول مصادر دبلوماسية ومخابراتية ان مشعل (55 عاما) الذي يتخذ من دمشق مقرا له منذ عام 2001 قد غادر هذا المقر فعليا حيث كان يتمتع بأمان نسبي بعد محاولة اسرائيلية فاشلة لاغتياله في التسعينات.

واشار الاردن الى استعداده لاستضافة أسر نشطاء حماس الموجودين في سوريا واغلبهم يحملون الجنسية الاردنية لكنه لن يسمح بممارسة أنشطة سياسية على ارضه.

ويقول محللون واسلاميون ان الزيارة اكتسبت اهمية في ضوء الاضطرابات التي تشهدها المنطقة والتي حقق فيها الاسلاميون مكاسب كبيرة بعد ثورات "الربيع العربي" خاصة في تونس ومصر.

وقال مشعل انه يأمل ان يعقب لقاءه مع الملك عبد الله مرحلة جديدة من العلاقات القوية. وقال ان حماس تهتم بامن الاردن واستقراره.

وسيطرت حركة حماس على قطاع غزة عام 2007 بعد التغلب على قوات السلطة الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأبعد مشعل -الذي يحمل الجنسية الاردنية- الى قطر بعد الحملة الامنية التي شنتها قوات الامن عام 1999 على الحركة وسط اتهامات بأنها اضرت المصالح الوطنية الاردنية.

واثارت الحملة الامنية استياء عدد من الاردنيين ذوي الاصل الفلسطيني الذين يمثلون اغلبية السكان والذين اعتبروها سابقة خطيرة في المملكة التي يعارض كثير من مواطنيها الاردنيين تزايد الدور السياسي للفلسطينيين.

واثارت خطوات رئيس الوزراء الاردني عون الخصاونة لادخال اسلاميين في صفوف حكومته حفيظة المؤسسة الامنية والسياسية القوية في الاردن التي تعتبر أن عودة حماس ستمثل دعما للاسلاميين.

وتصدر الاسلاميون الذين يمثلون المعارضة السياسية الرئيسية في الاردن الاحتجاجات المطالبة باصلاحات سياسية واسعة.

وقال زكي بني ارشيد رئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل الاسلامي وهي الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن ان هناك قوى لا تسعدها زيارة مشعل ويعتقدون انها تمثل خسارة لهم.

نتنياهو متشائم من فرض السلام بالمنطقة

ومن جانبه قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاحد ان تصورات السلام مع الفلسطينيين تبدو ضعيفة بعد وصول المحادثات الاستكشافية التي كانت تهدف الى استئناف مفاوضات السلام الى طريق مسدود.

وقال نتنياهو لحكومته في تصريحات علنية "وفقا للوضع الان ووفقا لما حدث خلال الايام القليلة المنصرمة -عندما رفض الفلسطينيون حتى مناقشة الاحتياجات الامنية لاسرائيل معنا- فان المؤشرات ليست جيدة."

وذكر مسؤولون فلسطينيون الاسبوع الماضي أن العرض الشفهي لمفاوض اسرائيلي في اجتماع يوم الاربعاء بشأن الحدود والترتيبات الامنية للدولة الفلسطينية المستقبلية لم يكن مبشرا حيث قدم تصورا لارض من الكانتونات محاطة بأسوار مع الحفاظ على معظم المستوطنات الاسرائيلية.

وقال نتنياهو انه ما زال يأمل أن "يعودوا (الفلسطينيون) الى رشدهم ويستأنفوا المحادثات حتى نمضي قدما صوب مفاوضات حقيقية."

وأجرى مفاوضون اسرائيليون وفلسطينيون خمس جولات من المحادثات الاستشكافية في الاردن ضمن مساع لوسطاء دوليين تهدف الى احياء المفاوضات التي علقت عام 2010 بسبب خلاف حول البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.

وقال مصدر فلسطيني انه ليس من المقرر عقد المزيد من الاجتماعات. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه يريد استشارة جامعة الدول العربية فيما يتعلق بالخطوة المقبلة.

وقال مسؤول اسرائيلي ان موقف اسرائيل من تسوية قضية الارض في الضفة الغربية المحتلة يتضمن مبدأ "أن يبقى معظم الاسرائيليين تحت السيادة الاسرائيلية وأن يبقى معظم الفلسطينيين تحت السيادة الفلسطينية."

وأشار الى أن نتنياهو أقر في كلمة أمام الكونجرس الامريكي في مايو ايار بأنه ليس كل المستوطنات اليهودية "ستكون في جانبنا من الحدود" بعد اقامة دولة فلسطينية مستقبلية.

ويريد الفلسطينيون اقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة تكون عاصمتها القدس الشرقية. ويقولون ان المستوطنات الاسرائيلية قد تحرمهم من دولة متصلة الاراضي ذات مقومات للبقاء