بعد اعتقالها كاشغري.. العفو الدولية تنتقد ماليزيا وتدعوها لعدم تسليمه للسعودية

السبت 11 فبراير-شباط 2012 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 11445
 
 

دعت منظمة العفو الدولية السلطات الماليزية اليوم السبت إلى إطلاق سراح الكاتب السعوديحمزة كاشغري وعدم تسليمه إلى بلاده عنوة حيث يواجه خطر الإعدام بتهمة الردة بسبب كتاباته حول النبي محمد، وفقا لفرانس برس.

وقالت حسيبة حجي صحراوي نائب رئيس المنظمة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، أن "حمزة كاشغري يواجه خطر وشيكا بإعادته عنوة إلى السعودية حيث من الممكن إعدامه إذا حكم على تصريحاته أنها ترقى إلى الردة".

وأضافت أن "منظمة العفو الدولية تعتبر كشغري من سجناء الرأي لاعتقاله في ماليزيا بسبب حرية التعبير عن آرائه بشكل سلمي، وتدعو إلى الافراج عنه فورا ومن دون شروط".

وقد اعتبرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء السعودية الذي يرأسها مفتي المملكة عبدالعزيز آل الشيخ أن كاشغري "كافر" و"مرتد" يجب محاكمته.

وأكدت العفو الدولية أن رجال أمن اوقفوا كاشغري بينما كان يغادر مطار كوالالمبور صباح الخميس الماضي متوجها الى نيوزيلندا، وذلك بعد يومين من وصوله الى ماليزيا، ودعت إلى الكشف عن مكانه والسماح للمحامين بالتحدث إليه.

وأشارت إلى أن السلطات لم توجه الى كاشغري اي تهمة حتى الآن.

ولم توقع ماليزيا والسعودية معاهدة رسمية لتبادل الموقوفين. إلا أن مسؤولا في وزارة الداخلية الماليزية رفض الكشف عن هويته أعلن أنه سيتم تسليم كاشغري بموجب اتفاقات أمنية ثنائية أخرى بين البلدين.

وقد غادر كاشغري (23 عاما) السعودية في السادس من الشهر الحالي وسط تهديدات بالموت أطلقها رجال دين عقب تعليقاته في موقعه الشخصي على تويتر.

وأكدت منظمة العفو أن السلطات في ماليزيا تقمع حرية التعبير بواسطة عقوبات بالسجن وغرامات مالية لكنها لا تنفذ الاعدام بسبب حرية التعبير سلميا.

واعتبرت أنه "إذا قامت السلطات الماليزية بتسليم كاشغري الى السعودية، فأنها ستكون متواطئة في حال تعرضه لانتهاكات".

انتقادات للانتربول

وقالت منظمة "المحاكمات العادلة" البريطانية، إن السلطات الماليزية أشارت إلى اعتقال كاشغري بالمطار بموجب طلب من الانتربول استجابة لقرار سعودي، ونقلت عن مديرها التنفيذي، جاغو روسل، قوله: "لا يجب على الانتربول ملاحقة الكاشغري بصرف النظر عن مدى عدم حكمة التعلقيات التي أدلى بها."

وأضاف روسل: "إذا كان الانتربول قد أصدر مذكرة حمراء (بحق كاشغري) فهذا سيكون خرقاً جدياً لهذه المؤسسة الدولية التي يفترض بها توفير الحماية لحقوق الإنسان الرئيسية، بما في ذلك حرية التعبير، وإبقاء نفسها بعيدة عن تدخلات القضايا السياسية والدينية."

ودعت المنظمة البريطانية الانتربول إلى التزام مهمته والنأي بنفسه عن قضية كاشغري التي قالت إنها لها "طبيعة دينية واضحة."

من جانبها، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن على السلطات الماليزية الامتناع عن تسليم كاشغري للسعودية، خاصة وأنه يواجه "حكماً شبه مؤكد بالإعدام،" بعد اتهامه بالكفر.

ونقل بيان للمنظمة عن كريستوف ويلكي، كبير الباحثين بشؤون الشرق الأوسط، قوله: "لقد أدلى رجاء الدين في السعودية بموقفهم واعتبروا أن كاشغري كافر ويجب معاقبته.. على الحكومة الماليزية عدم المشاركة في إيصال كاشغري إلى مصيره المحتوم عبر إعادته للسعودية."

وبحسب البيان، فقد قال محمد نور، محامي الدفاع عن كاشغري بماليزيا، إن موكله كان بطريقه إلى دولة أخرى عندما حطت طائرته بمطار كوالالامبور، مضيفاً أنه لم يتمكن بعد من مقابلته، كما شكك بقانونية توقيفه باعتبار أن ماليزيا لا تطبق قوانين "الردة" ولا تربطها اتفاقية لتسليم المطلوبين مع السعودية.

وكانت السلطات الماليزية قد أعلنت الخميس، أنها اعتقلت كاشغري الذي تلاحقه حكومة بلاده بسبب ما تعتبره إساءة إلى "الذات الإلهية،" والرسول محمد.

ونسبت وكالة الأنباء الماليزية إلى مصدر في الشرطة الدولية "الإنتربول" قوله إنه "تمّ القبض على حمزة كاشغري فور وصوله إلى مطار كوالالمبور الدولي من قبل الشرطة الماليزية بعد هروبه من بلاده." وذكرت الوكالة إنه "يجري حالياً التنسيق مع الحكومة الماليزية لتسليمه للسلطات السعودية."

وكان كاشغري قد كتب تعليقات على صفحته الشخصية في تويتر، تناول فيها ذكرى مولد النبي محمد، موجها كلامه إليه بالقول: "في يوم مولدك لن أنحني لك، لن أقبل يدك، سأصافحك مصافحة الند للند وأبتسم لك كما تبتسم لي، وأتحدث معك كصديق فحسب وليس أكثر."

وسرعان ما انهالت الردود على ما كتبه كاشغري، واتسع نطاق القضية بشكل واسع، ما دفع الصحفي السعودي إلى التراجع وتوضيح رأيه، فقام بإخفاء "تغريداته" القديمة وكتب قائلاً: "والله لم أكتب ما كتبت إلا بدافع الحب للنبي الأكرم، ولكنني أخطأت وأتمنى أن يغفر الله خطأي وأن يسامحني كل من شعر بالإساءة."

ولكن توضيحات كاشغري لم توقف الجدل حول ما أدلى به، فتعرضت صفحته لحملة واسعة من الانتقادات الشاجبة له، كما جرى نشر عنوان منزله، مع دعوات للاقتصاص منه إلى جانب الإعلان عن قيام قراصنة الانترنت باختراق بياناته مع التهديد بنشرها.