طوفان مدريدي في إسطنبول وكوبنهاغن يعرقل يوفنتوس

الأربعاء 18 سبتمبر-أيلول 2013 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 2596

استهلّ ريال مدريد الإسباني طموحه القاري المتجدّد بتحقيق فوز مقنع وعريض على مستضيفه غلطة سراي التركي استقرّ على نتيجة (6-1)، في حين سقط يوفنتوس في فخّ التعادل (1-1) أمام اف.سي كوبنهاغن الدنماركي، اليوم الثلاثاء ضمن الجولة الافتتاحية لدوري المجموعات في مسابقة دوري أبطال أوروبا.

وفي قمّة ملعب "تورك تيليكوم" حالياً أو "علي سامي ين" سابقاً، دوّن أهداف ريال مدريد كلّ من إيسكو سواريز (33)، كريم بنزيمة (54 و81)، وكريستيانو رونالدو (63 و66 و90+1)، في حين حمل الهدف الشرفي لأصحاب الأرض توقيع أوموت بولوت (84).

وفي أعقاب النتائج المسجّلة، تصدّر ريال ترتيب المجموعة الثانية بـ3 نقاط، في حين حلّ يوفنتوس الإيطالي ثانياً بنقطة واحدة، وهو نفس رصيد اف.سي كوبنهاغن الدنماركي، صاحب المركز الثالث وتذيّل غلطة سراي التركي المجموعة برصيد خالٍ من أية نقطة.

بداية تركية


استهلّت المباراة بسيناريو معاكس للتوقّعات، لأنّ ما كان منتظراً هو مدّة من التحفّظ لصاحب الأرض مهابة لاسم الكبير المدريدي غير أنّ ما حصل هو العكس تماماً، حيث بدأ غلطة سراي ضاغطاً منذ البداية، وقدّم تهديداً أوّلاً من تسديدة قويّة طار لها "القدّيس" إيكر كاسياس، الذي خاض أوّل مباراة رسمية له هذا الموسم، وأبعدها ببراعة (3).

"القدّيس" غير المحظوظ ...


في خضمّ الضغط الذي كان يسلّطه أبناء اسطنبول على وصيف بطل الليغا، لم يكن أشدّ المتابعين تشاؤماً يتوقّع سيناريو خروج كاسياس للإصابة، وهو ما حصل عقب مشاركة على تحصيل الكرة غير متعمّدة من زميله سيرجيو راموس، ليغادر كاسياس بعد 15 دقيقة فقط عن دخوله.

هذا السيناريو حفّز معنويات أصحاب الدار وضاعفوا من ضغطهم بغية التهديف مبكّراً وإدخال البلبلة على كتيبة الملوك، بيد أنّ أبناء أنشيلوتي هم من تولّوا زمام المبادرة ونجحوا في توجيه أوّل إنذار فعلي لمرمى الحارس الأوروغوياني فيرناندو موسليرا عبر تسديدة للأرجنتيني أنخل دي ماريا ذهبت فوق العارضة بقليل (20).

غلطة يهيمن وريال بخبرته "يلسع"


استأنف غلطة سراي ضغطه وحاول تطبيق حصار على منافسه في مناطقه الخلفية مع عدم بروز كريستيانو رونالدو باختراقاته السريعة، وحالة الشلل التي ظهر بها رأس الحربة كريم بنزيمة، الذي يعاني من أزمة ثقة منذ فترة ليست بالقصيرة.

ضغوط زملاء الإيفواري ديدييه دروغبا كادت تؤتي أُكلها بعد نصف ساعة من اللعب إثر ركنية نفّذها صانع الألعاب الهولندي ويسلي سنايدر تلقّاها البرازيلي فيليبي ميلو على مستوى نقطة الجزاء برأسية دقيقة، ولكنّ البديل دييغو لوبيز قدّم صدّة إعجازية على طريقة المميّز الإنكليزي غوردون بانكس، ليؤكّد مجدّداً أنّه لا يقلّ قيمة عن "قداسة" كاسياس في عرين "الميرنغي".

عقب صدّته الرائعة، لم يتأخّر زملاء لوبيز في تقديم الشكر له على طريقتهم، ومباشرة وإثر انفراد أنيق من متوسط الميدان الأنيق والوافد حديثاً من صفوف ملقة، إيسكو سواريز، سدّد بعدها الأخير كرة أرضية مخادعة غالط بها موسليرا (33).

الهدف المدريدي الافتتاحي، الذي كان عكس سير المباراة، أصاب لاعبي المدرّب فاتح تيريم بحالة من الإحباط، حيث عجزوا عن ردّ الفعل حتى أعلن الحكم نهاية الشوط الأوّل.

"الملوك" بحلّة مغايرة


استهلّ فاتح تيريم النصف الثاني من حواره مع كبير الكرة الإسبانية بتغيير، حيث دخل الهولندي ذو الأصول المغربية نور الدين أمرابط بديلاً عن ديديه دروغبا، وجاءت أولى ثمار التغيير عبر عرضية متقنة لأمرابط ارتقى لها بوراك يلماز وسدّدها برأسه ولكنّ كرته جاورت المرمى بقليل (47).

بعد فرصة يلماز استلم ريال زمام المبادرة الهجومية والسيطرة على أجواء اللقاء، وقدّم وجهاً مغايراً عن ما ظهر عليه في الشوط الأول، وسرعان ما أثبت ذلك من خلال تضعيف النتيجة عبر هدف ثانٍ حمل توقيع مهاجمه الفرنسي كريم بنزيمة الصائم عن التهديف منذ فترة (54).

ولم يتأخّر "الدون" البرتغالي رونالدو للإعلان عن نفسه في المواجهة، وبعد 9 دقائق من هدف بنزيمة أضاف كريستيانو الهدف الثالث، الذي كان بمثابة المرور إلى إيقاع مغاير لما كانت عليه المباراة في مستهلّها.

المرور إلى السرعة القصوى


سيناريو الثلاثية المبكّرة و"السهولة" التي أصبحت عليها المباراة دفعت بالمدرّب الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى إقحام نجمه الويلزي غاريث بيل في أول مباراة رسمية يخوضها بقميص "لوس بلانكوس" على الصعيد الأوروبي، وكان ذلك مكان إيسكو سواريز صاحب الهدف الأوّل (64).

 

دخول بيل زاد من حماسة الهجوم المدريدي وألهب تعطّشه لزيارة الشباك التركية، وكان له ما أراد عبر هدفين آخرين، حيث عاد رونالدو ليوقّع على الهدف الرابع (66)، في حين تكفّل بنزيمة باستعادة ثقته التهديفية كاملة بإحرازه الهدف الخامس (81).

حمل الشوط الثاني مستجدّات لم يستوعبها أبناء الأناضول، وهو ما برهن عليه مردودهم المتواضع في هذا الشوط، الذي تمكّنوا في أواخره من تدوين هدف الشرف الوحيد بقدم أوموت بولوت (84)، الذي دخل بديلاً لبوراك يلماز (78).

وأبى النجم البرتغالي إلاّ الخروج من اللقاء نجماً فوق الجميع بعدما وقّع على السداسية وثالث أهدافه الشخصية في موعد اسطنبول، بلوحة فنية جميلة تلاعب فيها كما شاء بمحوري الدفاع الكاميروني داني نونكو وأوريليان شيدجو، قبل أن يسدّد يسارية قوية بعيدة عن متناول الحارس موسليرا (90+1).

بالرغم من كثير الكلام الذي تمّ تداوله عن صعوبة المواجهة التركية في افتتاحية دوري الأبطال على أرض ساخنة كحال ملعب "علي سامي ين" إلاّ أنّ الكتيبة المدريدية أثبتت أنّ الخبرة والتمرّس بمثل هذه المواعيد لا يعترف بملعب صعب المراس ، وتعتبر هذه السداسية برهاناً على قيمة العمل الذي يقوم به أنشيلوتي الذي حقّق بالمناسبة رقماً قياسياً شخصياً في سجلاّت دوري الأبطال، يتمثل في كونه أول مدرب يشرف على حظوظ 6 أندية في المسابقة، علماً بأنّه قد سبق لكل من الإسباني رفائيل بنيتيز والهولندي رونالد كومان والإيطالي كلاوديو رانييري قيادة 5 أندية مختلفة.

يوفنتوس يتعثّر في كوبنهاغن


وفي المواجهة الثانية لحساب ذات المجموعة، عجز بطل الـ"كالتشيو" يوفنتوس عن العودة بالنقاط الكاملة من ميدان مضيفه اف سي كوبنهاغن الدنماركي بتعادله الإيجابي معه بهدف لمثله.

وعلى ملعب "باركن"، تأخّر الـ"بيانكونيري" بهدف من توقيع نيكولاي يورغنسن (14)، قبل أن يعود فابيو كوالياريللا لتوقيع هدف التعديل (54)، في مواجهة ضغط فيها أبناء أنطونيو كونتي كثيراً لكن دون النجاح في ترويض هيجان أصحاب الأرض الذين قدّموا مباراة بطولية على المستوى الدفاعي.

ويعدّ هذا التعادل عثرة للـ"سيدة العجوز"، المطالبة بتعديل الأوتار وضبط الأمور في الواعيد القادمة كي تضمن التأهل مبكّراً وتتجاوز السيناريوهات المعقّدة للمراحل الأخيرة، كما حصل معها في الموسم الماضي.