" بسام أبو شريف " يكشف أسرار اغتيال الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني بالسم الذي يوقف إنتاج كريات الدم الحمراء

الأحد 05 أغسطس-آب 2007 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس - فلسطين - رنده عود الطيب - خاص
عدد القراءات 4439

اتهم "بسام أبو شريف " المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، دولة الاحتلال الصهيوني بقتل الرئيس الخالد ياسرعرفات عن طريق السم الذي ادخل إلى جسده ليوقف إنتاج كريات الدم الحمراء بذات الطريقة التي قتلت بها إسرائيل الدكتور وديع حداد عام 1978 أحد قادة الجبهة الشعبية في ألمانيا الشرقية ..

وقال " أبو شريف " في مؤتمر صحافي عقده أمس السبت "4/8" في مدينة رام الله : إن الرئيس الفرنسي السابق " جاك شيراك " يعلم تماماً كيف قتل الرئيس ياسر عرفات وأنه أخفى ذلك عن عمد تحت عنوان الحفاظ على المصلحة الفلسطينية.

 وأكد أبو شريف أن أطباء الرئيس الراحل الثلاثة الذين كانوا يتولون الإشراف على صحة عرفات يعرفون أيضا كيف قُتل ونوع السم الذي استخدم معه.

ورفض مستشار الرئيس الراحل إعطاء تفاصيل أخرى عن وفاة عرفات قائلاً: "التفاصيل لها وقتها", مشيراً إلى أن التفاصيل قد تفيد مستقبلاً في إلقاء القبض على الجاني, وقال: "ليس من الواجب والحكمة أن انبه الجاني" ..

وأكد أبو شريف أنه كان لفترة طويلة ليس المستشار المقرب من ياسر عرفات بل كان يعيش معه ويسافر معه.. وقال :" كنت أري فيه القائد والأب والأخ والعملاق ذو الرؤية الثاقبة الذي يستطيع أن يضع كل خطوة في مكانها ويعلم أي مؤامرة تحاك ضدنا ويعلم كيف نواجهها".

وقال أبو شريف: "عندما كتبت له الرسالة أي قبل عام وأكثر كنت علي يقين مائة في المائة مما أكتب له أي أنهم سيحاولون تسميمه وقتله.. فشلوا في الانتصار عليه بطائراتهم ودبابتهم وأسلحتهم حاولوا قتله بطرق أخري وقتله بالسم".

وأضاف " كتبت له ذلك لأنني متأكد وبقيت أنبهه ونبهت أطبائه أكثر من مرة ليتنبئوا لكرات الدم الحمراء لان طبيعة السم الذي استخدمته إسرائيل مع وديع حداد كان هدفه القضاء علي قدرة الجسد لإنتاج كريات الدم الحمراء هذا عادة ما يفعله الزئبق".

وتوفي الرئيس الفلسطيني الخالد ياسر عرفات عن عمر يناهز الـ 75 عاماً، يوم الخميس الموافق 28 رمضان 1425 هجري، الموافق 11 نوفمبر 2004 ، في مستشفى " بيرسي" العسكري الفرنسي الذي نقل إليه في 29 أكتوبر للعلاج فيه ولفظ انفاسه الأخيرة فيه، وانتقلت السلطة بعد وفاته إلى محمود عباس. 

حماس تكشف وثيقتين تثبتان اغتيال عرفات بالسم

وسبق أن كشفت مصادر إعلامية مقربة من حركة حماس النقاب عن وثيقتين تثبتان قيام (بسام أبو شريف) المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بتحذير الرئيس الراحل (عرفات) من مخطط لقتله بالسم خلال فترة الحصار في مقر المقاطعة في مدينة رام الله في الضفة الغربية.

وبحسب الوثيقتين: (نصح أبو شريف عرفات في واحدة من الوثيقتين بعدم تسليم الأموال لأي أحد، مؤكداً له أنه يتم التآمر عليه داخلياً).

وحسب الوثيقة الأولى ، وهي بمثابة رسالة بعث بها أبو شريف ل (عرفات) في الخامس من حزيران - يونيو ،2002م ورد فيها: أرجو أن تحذر من الأكل والماء ولا تشرب إلا من زجاجة تفتحها أنت بيدك، ولا تأكل هذه الأيام، إلا من معلبات مغلقة تفتحها أنت، ويشتريها الخلّص وصالحة زمنياً، مبدياً في الوقت ذاته استعداده أن تقوم (مها) زوجتي يومياً بإعداد الطعام. وأضافت الوثيقة: لدي معلومات من جهات أنهم سيحاولون تسميمك، كذلك أرجوك مرة أخرى كما سبق أن ذكرت لك أن تضمن الأموال وأن تسحب أي صلاحية لأي شخص خاصة خالد (في إشارة إلى المستشار الاقتصادي السابق للرئيس عرفات خالد إسلام) من التصرف بالأموال لأن القرار الصهيوني هو محاصرتك مالياً، وما أكتبه له مبررات مستندة لمعلومات.

وزاد أبو شريف في الوثيقة: الأمر خطير، لأن هناك مؤامرة تحاك ضدك عنوانها رفع يدك عن المال تحت حجة عدم تصرفك لشراء السلاح وتمويل الإرهاب، ورفع يدك عن الأمن ليتحكموا هم فيه.. وقال أبو شريف: أرجو أن تبقي في ذهنك ما قلته لك قبل حصارك، وهذا كلام من مصادر موثوقة جداً في واشنطن.

وفي الوثيقة الثانية وهي عبارة عن رسالة أخرى مؤرخة في اليوم الثاني من الرسالة الأولى، أي بتاريخ 6 حزيران - يونيو 2002م، قال أبو شريف: سبق أن علمتني في العام 1968 أن المال والعسكر هما أساس القوة والقدرة، لذلك يحاول (رئيس وزراء الاحتلال السابق ارييل شارون) بوسائل متعددة محاصرتك في المال كما هو في العسكر.

وأضاف أبو شريف في الوثيقة الثانية: أكرر ما نصحتك به مرتين: إنهم يتآمرون عليك سيدي صدقني ولا بد من ضمان عدم تصرفهم بالمال اضمن سلطتك أنت على المال ولا تسلم أمورك لأي أحد خاصة الذي سبق أن ذكرته لك خالد إسلام فعلاقاته حسب مصادر ورطته.

وسبق أن كشف كتاب صدر في إسرائيل، قبل عدة شهور في محلق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن ضلوع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي" الموساد" باغتيال وديع حداد، من قادة الجبهة الشعبية، ضمن عمليات التصفية والاغتيالات، التي نفذها بحق قادة وسياسيين فلسطينيين في أوروبا وأماكن أخرى في سنوات السبعينيات والثمانينيات.

وأشار الصحفي الإسرائيلي " أهارون كلاين " ، مؤلف كتاب "حساب مفتوح"، إلى أن" وديع حداد - 48 عاماً" ، الذي استشهد في الثلاثين من آذار-مارس 1978، وقع ضحية أول عملية قتل بيولوجية نفذها "الموساد الإسرائيلي"، عبر دس السم له بواسطة عميل، في رزم من الشوكولاتة البلجيكية.