آخر الاخبار

لجنة الأراضي بمأرب: عمليات البيع والشراء في الاراضي والمنازل المؤقتة في مخيمات النزوح غير صحيحة وغير قانونية كونها املاك خاصة مليشيا الحوثي تمنع مرور المواطنين من طريق مارب الجوبة - البيضاء بعد أيام من إعلانهم فتحها من جانبهم .. تركيا تعلن منح اليمن مقاعد في الدراسات العلمية والشرعية .. لقاء يمني تركي على هامش القمة التشاورية لعلماء العالم الإسلامي بإسطنبول وزير المالية السعودي: حركة التجارة الدولية عبر البحر الأحمر تضررت ونجحنا في سياسات الاستمرارية واستدامة الاقتصاد قطر تكشف عن استثمارات كبيرة مع السعودية في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتعلن عن اعتماد 9 مليار ريال كتائب القسام تعلن تمكنها من قتل 12 جندياً إسرائيلياً في عملية ''مركبة'' حكومة جديدة في الكويت وتوجيهات لأمير البلاد بريطانيا تواجه الحوثيين بإمكانيات جديدة قادرة على ضربهم في البر سفيرة فرنسا تتحدث عن الطريق الذي اختاره الحوثيين وتوجه دعوة على وقع احتجاجات غاضبة.. الرئيس العليمي يغادر عدن ويعد المواطنين بـ ''حل عاجل''

اتخذت من الساحات الشعبية والمنتديات العامة مسرحا لتقديم إبداعات أعضائها التي لا تخلو من الإسقاطات والقفشات السياسية الساخرة

الجمعة 02 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس - ـ صادق عبدو – المستقبل
عدد القراءات 7023

برزت في اليمن خلال الأشهر الستة الأخيرة ظواهر اجتماعية وسياسية غير مسبوقة من قبل. مثل ظهور جمعية أسمت نفسها "جمعية العراطيط الثقافية" التي اشتقت اسمها من مصطلح مقابل لصفة "التعري البائس" وهو مصطلح شائع في مديريات وقرى منطقة الحجرية في ريف مدينة تعز جنوب اليمن.

"عراطيط اليمن" وان اتخذت من الساحات الشعبية والمنتديات العامة مسرحا لتقديم إبداعات أعضائها من الشعر والقصة القصيرة والمونولوغ الفكاهي الذي لا يخلو من الإسقاطات والقفشات السياسية الساخرة، إلا أنها لم تكن الجمعية الوحيدة التي تتبني نمطا أقرب إلى "الكوميديا السوداء" منه إلى التعبير عن إبداعات لا تلقى الحد الأدنى من الاهتمام والرعاية الرسمية، إذ سجل المشهد الاجتماعي اليمني خلال الأشهر الأخيرة ظهورا لافتا لتفاعلات مجتمعية مماثلة من أبرزها جمعيتا "شباب بلا عمل" و"الأكاديميون المهمشون" وكلتاهما حديثتا النشأة تواكب ظهورهما مع تصاعد مد الاحتجاجات الشعبية على تردي الأوضاع المعيشية والزيادات الطارئة في الأسعار في عددٍ من المدن اليمنية ومنها مدينة الضالع التي شهدت أكثر من غيرها أخيرا أحداث عنف لا تزال بعض تداعياتها مستمرة حتى اليوم.

الظهور اللافت لجمعيات وكيانات نقابية ذات طابع معارض واكبه إشهار جمعيات ومنظمات مماثلة، لكنها أكثر ميلا الى تبني خطاب حزب "المؤتمر الشعبي العام" الحاكم في تناقض يندرج بالغالب في إطار الظاهرة السياسية الأحدث في اليمن والمتمثلة في سعي طرفي المعادلة السياسية في البلاد إلى الاستحواذ على مساحات إضافية من الملعب الخلفي المخصص لمنظمات المجتمع المدني وتحويل الأخيرة إلى مجرد واجهات ومنابر مجيرة بتوجهات كل طرف.

ففي حين تبنت جمعية "شباب بلا عمل" التي أعلنت في مدينة الضالع، إحدى أبرز مناطق نفوذ المعارضة وخاصة الحزب الاشتراكي اليمني خطابا معارضا يندد بالسياسات الاقتصادية لحكومة الحزب الحاكم وتفاقم مشكلة البطالة كانعكاس للإخفاق الحكومي، وهو ذات الخطاب الذي تبنته جمعية مماثلة أطلقت على نفسها إسماً مشابها يدعى "عاطلون بلا عمل"، وتم اعلانها أخيرا في مدينة عمران المتاخمة للعاصمة صنعاء والتي يتمتع فيها الحزب الحاكم بنفوذ وشعبية واسعة، إلا أن خطابها الموجه تركز على انتقاد تأخر الحكومة في تنفيذ التعهدات التي تضمنها البرنامج الانتخابي للرئيس علي عبد الله صالح الذي حاز بموجبه ثقة الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أجريت في 20 كانون الاول (ديسمبر) العام المنصرم.

ويقول فهد يحيى الأرحبي رئيس اللجنة التحضيرية للمنظمة إن إنشاء المنظمة جاء متزامناً مع تأخر البرنامج الانتخابي للرئيس صالح والذي تعهد فيه توظيف العاطلين عن العمل والاهتمام بجانب الشباب وتبني قضاياهم وتحقيقها على أرض الواقع.

في المقابل، اتخذت جمعية "معا ضد البطالة" التي أعلنت في العاصمة صنعاء شعارا أكثر تفاؤلا وتوجهات مغايرة أكثر ميلا لتبني خطاب حكومة حزب المؤتمر الحاكم وخاصة ما يتعلق بتوجهاتها المعلنة لتحفيز التحاق الشباب من خريجي المدارس الثانوية بالمعاهد الفنية والمهنية المتخصصة كوسيلة للحد من البطالة، وهو ما يشير إليه أيمن عبدالرحمن السلامي، رئيس الجمعية بالقول ان "جمعيتنا غير حزبية وهي ناشطة في مجال التوعية بأهمية التعليم الفني والمهني كوسيلة للحد من معدلات البطالة"، مضيفا "لسنا حزبيين، لكننا متحمسون لدعوة الحكومة الى تحفيز التحاق خريجي الثانوية بالمعاهد الفنية والمهنية أو ممارسة أنشطة تجارية واستثمارية صغيرة".

واعتبر مراقبون الحراك النقابي اللافت في أوساط النخب الشعبية كخريجي الجامعات والعاطلين عن العمل والمثقفين والأدباء الشباب الذين اتخذوا المسارح والساحات الشعبية المفتوحة متنفساً للتعبير عن نمط غير مسبوق من الاحتجاج الساخر تطورا ايجابيا في مستوى الوعي الاجتماعي إزاء ممارسة حقوق التعبير والاحتجاج السلمي والمؤثر، إلا انه لم يخل في تقييمات البعض الآخر من التكريس السياسي لمثل هذه التفاعلات الاجتماعية النوعية.

وقالت الناشطة النقابية اليمنية افتكار عبد العزيز اليوسفي إن "بعض الجمعيات والمنظمات التي أنشئت ككيان للتعبير الساخر عن حالة من الاحتجاج والرفض لبعض مفردات الواقع المعيشي والاجتماعي كانت عفوية، بمعنى أنها ليست مرتبطة بتوجيه حزبي، لكن هناك في المقابل كيانات نقابية من ذات النمط أعلنت بإيعاز من أحزاب المعارضة والحزب الحاكم ولأغراض نقل المواجهات السياسية إلى مستوى منظمات المجتمع المدني الأكثر تأثيرا وارتباطا من الأحزاب بالشارع العام.