ندوة مأرب برس في وسائل الإعلام

الإثنين 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 الساعة 06 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 4142

حظيت الندوة العلمية الأولى التي أقامها موقع " مأرب برس " الإخباري يوم الأربعاء 7نوفمبر 2007م تحت عنوان الإرهاب وآثاره على المجتمع بتغطية إعلامية متميزة سواء المرئية او المقروءة او المسموعة.

ونحن هنا نضع للقارئ ما ورد في الصحف او المواقع عبر شبكة الانترنت ، ونعتذر لتلك الصحف وكذلك القنوت التي لم نتمكن من الحصول على تناولاتها.

الجزيرة نت:

عبده عائش-مأرب

عقدت بمدينة مأرب شرقي اليمن ندوة عن الإرهاب بمشاركة مسؤولين حكوميين ومشائخ قبليين وحزبيين ومتخصصين.

وخلال الندوة التي نظمها موقع مأرب برس التي كان من أبرز حضورها أشهر شيوخ السلفية أبو الحسن المأربي ومدير المعهد الديمقراطي الأميركي بصنعاء بيتر ديمتروف, قال محافظ المحافظة عارف الزوكا إن اليمن ذاق "ويلات الإرهاب" قبل الآخرين خاصة مأرب التي شهدت عددا من العمليات استهدفت سياحا أجانب ومنشآت نفطية.

وأضاف الزوكا أن من يقومون بالأعمال "الإرهابية" يحاولون الإساءة لسمعة أبناء مأرب, داعيا العلماء والسياسيين والأكاديميين والأحزاب والمنظمات المدنية والمشائخ الوقوف صفا في مكافحتها.

أما ديمتروف فركز خلال حديثه على مخاطر الإرهاب وكيفية مواجهته, مؤكدا تأثيره طويل المدى على الأمن والاستقرار والتنمية.

وتعهد بالعمل مع عدد من الشركاء الدوليين والمانحين لإحداث نهضة تنموية وديمقراطية بمدينة مأرب.

وخلال نفس الندوة قال الأكاديمي اليمني د. بكيل علي الولص إن الولايات المتحدة وظفت أحداث سبتمبر/أيلول 2001 لصالحها من جانبين, الأول داخليا عبر إحياء الروح الوطنية وإعادة صياغة الهوية وإذكاء روح البطولة وتأصيل الانتماء وإجراء مراجعة شاملة لبرامجها وقوانينها الظاهرة.

أما خارجيا فأشار الوصل إلى أنها أوجدت المبرر لشن الحروب على الدول والشعوب خاصة الإسلامية.

من جانبه رأى رئيس المنظمة اليمنية للتنمية والسلم الأهلي مفرح بحيبح أن ظلم القوي للضعيف هو أشد أنواع الإرهاب خاصة عندما يصدر من دول كبرى ضد أخرى, معتبرا في الوقت ذاته أن الفقر وغياب العدل بالمجتمع وراء ما الإرهاب.

أسباب مختلفة

كما أرجع رئيس فرع حزب الإصلاح بمأرب مبخوت بن عبود وجود الإرهاب إلى "استبداد الأنظمة الحاكمة وغياب العدالة الدولية" موضحا أن "المواطن العربي تحكمه أنظمة دكتاتورية قفزت إلى كرسي الحكم بالقوة العسكرية أو الوراثة أو الديمقراطية المزيفة".

أما أبو الحسن المأربي فقد ركز على إدانة أفعال وأفعال تنظيم القاعدة, معيبا عليهم ما وصفه بفهمهم المشوه لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "ولو أدى ذلك إلى مفاسد أكبر, ولو لم يتحقق هذا إلا بالقتل والتفجير".

المتخصص في شؤون الإرهاب عبد الإله حيدر شائع أشار إلى أنه لم يصدر حتى الآن أي تعريف دولي محدد للإرهاب.

وأضاف شائع أنه مع ذلك فإن "جميع الدول تتفق على محاربته ليس وفقا للإطار القانوني له أو التعريف الخاص بكل بلد وإنما وفق دول الاحتلال مثل بريطانيا والولايات المتحدة التي تحتل أفغانستان والعراق, وتمثل الشريان الذي يمد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين بالحياة".

خبر الندوة في موقع نيوز يمن الإخباري:

رشاد الشرعبي, مأرب,:

ابو الحسن يتألق إعتدالاً إسلامياً ويحصد عناق الفرقاء وإلتفاتاً أميركياً غير مسبوق

في ندوة الإرهاب بمأرب .. الجميع يرفضه ويختلف في مبرراته والإصلاح والمؤتمر يتقاذفان التهم

جنباً الى جنب, تصدر مدير المعهد الديمقراطي الإميركي بصنعاء, وأحد أشهر علماء التيار السلفي في اليمن (ابو الحسن المأربي), منصة القاعة في أحد فنادق مدينة مأرب, التي احتضنت ندوة مكافحة الإرهاب وأثره على المجتمع, وتحدثا معاً عن ظاهرة الإرهاب وخطورتها وأضرارها وأهمية مواجهتها, الأول من منطلق شرعي إسلامي, والآخر وفق الرؤية الدولية التي تقودها بلاده في حربها ضد الإرهاب.

بدا مدير معهد الـ NDI (بيتر ديمتروف) مهتما,ً في الندوة التي نظمها موقع مأرب برس الإلكتروني, الى حد كبير للإطلاع على إشارات العالم السلفي الذي صار إسمه (ابو الحسن السليماني) أثناء عرض الأخير لورقته المقدمة والتي تناولت (الجانب الشرعي وفساد النظرية الإيديولوجية للعنف), ماأجبره على الإنحراف بكرسيه قليلاً بإتجاه ابو الحسن فيما أذنه تلتقط من مترجمة المعهد التعبيرات باللغة الإنجليزية لتلك الإشارات والحركات التي حظيت بنصيب الأسد من إهتمامه فاقت ماحظيت به كلمات الآخرين بمافيهم محافظ مأرب (عارف الزوكا).

أستمرت أذن بيتر في إلتقاط التعابير فيما لم يتوقف رأسه عن الإهتزاز والإيماء بالموافقة والتعجب والتأييد لمايقال, من هذا العلامة الذي يرأس جمعية التقوى ويقوم بإدارة دار الحديث بمأرب, التي عرف بها منذ قدومه قبل 25 عاماً من بلده مصر, ويبدو بهيئته اليمنية الشبيهة بالهيئة التي يبدو عليها الكثيرين من علماء السنة في اليمن مع إصرار واضح على التمنطق بالخنجر اليمني (الجنبية), متحدثاً باللغة العربية الفصحى مع لكنة مأربية واضحة في أحاديثه غير الرسمية, ومتجرداً من أي صلة باللهجة المصرية.

ابو الحسن الذي دون اسمه في ذيل ورقته على النحو (ابو الحسن مصطفى إسماعيل السليماني) هو ذاته الذي بدأت اسمع عنه لأول مرة أثناء ملاحقة القوات اليمنية في مأرب بحثاً عن الأهدل والحارثي المطلوبين أميركياً في مطلع الألفية الثالثة, لم ينس قبل ان يودع المنصة ان يقدم لـ(بيتر) هدية نسخة من كتاب أصدره بعنوان (فتنة التفجيرات والإغتيالات: الأسباب, والآثار, والعلاج) بعد ان عرضه على القاعة مؤكداً انه قد طبع قبل 4 سنوات وصدرت منه حتى الآن 3 طبعات "ونفع الله به الكثيرين", إلا ان أمر آخر يلفت إنتباه المتفحص للوضع, حيث علاقته الحميمة بكافة ألوان الطيف السياسي في مأرب أحزاب سلطة ومعارضة ومسئولين ومشائخ ووجهاء ونشطاء والتي تبدو بوضوح من خلال الأحضان التي تتلاقفه وتتمنع ان تتحاضن فيما بينها.

تبارى معدو اوراق العمل في عرض بضائعهم على الحاضرين عقب مباراة مشابهة للكلمات التقليدية لراعي الحفل وداعمه ومنظميه, إلا ان مباريات أخرى قد تصل حد العراك - لو صدقت توجهات اصحابها- بدت هي الأخرى, دفعت رئيس فرع المؤتمر الشعبي (عبدالواحد القبلي) الى اتهام المعارضة بإيواء المطلوبين في قضايا الإرهاب "يلجأون الى اوكار محسوبة على المعارضة", كرد فعل على حديث رئيس فرع الإصلاح (مبخوت بن عبود) عن عراقيل كادت ان تمنع انعقاد الندوة في مأرب "ممن يفترض فيهم مواجهة الإرهاب", في إشارة الى سلطات رسمية مستشهداً بـ"وضع خطوط حمراء" امام إسم الأستاذ في العلوم السياسية بجامعة صنعاء (الدكتور عبدالله الفقيه) الذي كان قد طرح اسمه لتقديم ورقة عمل في الندوة, مؤكداً بحزم انه "حيثما وجد الإستبداد يجد الإرهاب بيئة خصبة له".

إجراءات أمنية مشددة تفرضها الأجهزة الأمنية على إمتداد النقاط العسكرية التي تبدأ من ضواحي العاصمة الى الفندق, وتتجاوز الـ15 نقطة, إحداها في مفرق الجوف أبى ضابطها إلا ان يمنع الباص الذي يقل الصحفيين من المرور إلا عقب تلقيه توجيهات تأخرت لأكثر من نصف ساعة, في حين كان المحافظ عارف الزوكا الذي توافق مع مدير أمن المحافظة (محمد منصور الغدراء) في نفي أي صلة لمأرب وأبنائها بحوادث التفجيرات التي وقعت فيها والصورة السيئة المقدمة عنها كمأوى وحصن وحضن للإرهابيين من تنظيم القاعدة, مؤكداً وجود شواذ لايمثلون المحافظة وان معظم ابناء المحافظة افراداً وقبائل يقفون ويتعاونون مع الدولة في حربها ضد الإرهاب والقاعدة.

وأشار الزوكا الى آخر تفجير أمس الأول والذي طال أنبوب نفط, مؤكداً بثقة "نحن في الدولة سنواصل التصدي بالقوة ولن ترهبنا التفجيرات, سنقف في هذا الخندق ولن نتراجع ولن نهتز", بعد ان لفت الى ان "دماء السياح الأسبان الذين طالتهم يد الغدر والخيانة لم تجف بعد", منوهاً الى ان هذا "لايمت بصلة لديننا الإسلامي ومعتقداتنا وقيم واعرف قبائل وابناء مأرب", فيما قال مدير الأمن ان مايحدث من ممارسات أو عمليات لاتمثل ابناء المحافظة, وأضاف "وبالعكس لمسنا كثيراً من التعاون وان ابناء مأرب بمختلف شرائحهم يدينون هذه الأعمال".

الدور المناط بأبي الحسن كان محلاً لدعوة المحافظ للعلماء وكل من يرتادون المنابر بأن يكون خطابنا موحد "الإرهاب خطر محدق بنا وبمصالحنا ومصالح هذه المحافظة", وهو ما ألتقطه مدير المعهد الإميركي بالإشارة الى ان للإرهاب أثر بعيد المدى يتمثل في "تأخير التنمية, وتقويض المجتمع المدني, وخلق حالة من الخبط العشواء الذي لايمكن للتنمية ان تحقق أي تقدم", مشيراً الى انه "من السهل مواجهة مخاطر الإرهاب على مستوى قريب كتعزيز القوى الأمنية لتفادي أعمال الإرهاب", إلا انه من الصعب مواجهة الآثار على المدى العيد, مؤكداً الوفاء بإلتزام المعهد تجاه "هذه المحافظة الطيبة, وسنعمل على دمج خلاصة دعمنا في خططنا المستقبلية".

وأشار ديمتروف الى ان المعهد سيؤكد لشركائه الدوليين والمانحين ان ابناء مأرب قد ناقشوا كافة الأمور لمواجهة ظاهرة الإرهاب, وأختتم بالقول "أؤكد إلتزامنا بالعمل معكم حتى تكون مأرب واحة للسلام والأمن في المستقبل".

ابو الحسن الذي تألق إعتدالاً ووسطية وهو يؤصل دينياً لإسلام التسامح والخير والمحبة وتقبل الآخر وحرمة المساس بمن منحه ولي الأمر الفيزا أو التأشيرة, أكد انه طالما وان الإرهاب أضحى مشكلة عالمية واقليمية ومحلية, "لابد ان يعالج كل منا قسطه من الإرهاب", ملفتاً الى أن "المدرسة عليها واجبها, والجامع, والعلماء, والأسرة, ووسائل الإعلام, والدولة", ولم يكن أمامه ليختم سوى التأكيد على أن "آخر العلاج الكي, والذي لاينفع معه العلاج الفكري, قد ينفع معه السجن والضرب", ليستدرك "البعض خرجوا من السجون وقد أزدادوا غلواً", في إشارة الى أهمية العلاج الفكري والحوار.

الصحفي (عبدالإله حيدر شائع) قدم بحثاً للتعريف بـ(الإرهاب ودوافعه السياسية) أشار فيما يتعلق بالدوافع المحلية يمنياً للإرهاب, الى ان الدوافع السياسية للقاعدة في اليمن "وفق منظومتهم الفكرية وادبياتهم الثقافية", كهدف عام "تحقيق العدالة والحرية للناس بحكم اسلامي صرف لايخضع لأي من الهيمنات والقوى الدولية, بل جميع الدول تخضع لهيمنة الإسلام فقط", في حين ان للقاعدة هدف خاص باليمن يتمثل في تحويلها "الى خلفية إمداد, ومحطة تدريب وانطلاق, لتغذية جبهات القتال التي تديرها الجماعات الجهادية في العالم", ملفتاً الى انها تعمل "على طرد كل من لايدين بالإسلام من جزيرة العرب تنفيذا لحديث نبوي", منوهاً الى ان تنظيم القاعدة يرى ان اليمن تحولت الى ارضية إمداد خلفية في حرب الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الإميركية لعملياتها المختلفة في العالم حصوصاً العراق والجزيرة العربية والقرن الإفريقي".

ويخلص شائع الى ان مارافق الحرب العالمية التي تقودها اميركا ضد الارهاب من إعتقالات وتشريد وملاحقات, دون اهتمام بتعريف الارهاب وبعد ان وضعت تلك الدول لنفسها خطة عمل ميدانية ليس لها تغطية تعريفية او قانونية, أصبحت سلوكيات الدول تجاه الافراد والجماعات تفسر معنى الارهاب وتحدد مفهومه, وبناءاً عليه تقوم بماربته بشتى الوسائل, واضاف "وهذا من الأسباب السياسية التي تسهل للإرهاب أن يصبح حركة عالمية يتنامى كل يوم ويفتتح مياديناً وفروعاً جديدة".

الخبر كما نُشر بالانجليزية في صحف (في جلف نيوز الإماراتية ويمن اوبزرفر)

التنمية ضد الإرهاب- كتب: ناصر الربيعي

احتضنت محافظة مأرب اليمنية مؤخرا ندوة حول أسباب ودوافع " الإرهاب "  بهدف المساهمة    في إيجاد حلول تزيل نظرة البعض إلى هذه المنطقة كـ " مأوى لمن يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة"، وجرها إلى التنمية.

من حضرها من مسئولين حكوميين وسياسيين ومشايخ قبليين ورجال دين بارزين كانوا جميعا مهتمين بالحديث عن الإرهاب وإدانته غير أنهم اختلفوا في أسبابه ودوافعه بالتالي في طرق المعالجة وتخليص المجتمع منه.

وبدا واضحا أن الحل هو التنمية الشاملة، غير أن الاجتماعي والسياسي والديني والاقتصادي شكل خليط الأسباب والدوافع وراء لماذا يلجأ المطلوبون امنيا بتهم الإرهاب إلى منطقة مأرب وقبائلها.

الطبيعة الطبوغرافية للمنطقة بصحاريها الواسعة وجبالها الشاهقة ذكرت ضمن الأسباب التي تجعل الملاحقين يلجئون إلى أماكن تضعف فيها سلطة الدولة.

وقيم القبيلة، بنواياها الحسنة والبعيدة عن تأثير العولمة, التي تجبر رجال القبائل على نصرة من يطلب منهم الحماية بصرف النظر عن من هو وماذا فعل. ووفق هذه القيم لا يوجد فرق أن كان طالب النصرة والمأوى مطلوب من شخص أو قبيلة أو من جهة شرعية كالدولة.

ومما يدعم هذا التفسير أن كثيرا من مشايخ القبائل الذين تحدثت إليهم على هامش الندوة كانوا حريصين على القول: "إن معظم المطلوبين بتهم الإرهاب ويعتقد أنهم يختبئون هنا في مأرب ليسوا من أبناء مأرب."

إذا المطلوبون والفارون، ومعظمهم بالفعل ينتمون إلى مناطق أخرى غير مأرب حسب الإحصائيات الأمنية، يفضلون اللجوء إلى هذه المنطقة، لأنهم لا يجدون الحماية والأمان في مناطقهم. 

قال احد المهتمين المحليين: " القبائل هنا طيبون جدا وعاطفيون إلى درجة كبيرة، يصدقون ببساطة أن من يأتي إليهم و يطلب الحماية هو مظلوم ويجب نصرته وحمايته، خاصة إن كان متديناً، فهم يتأثرون بالخطاب الديني كثيرا."

"الفقر والأمية والشعور بالتهميش والسياسات الخاطئة في توزيع الموارد أيضا من أسباب التعاطف مع هؤلاء الفارين،" قال الرجل الذي فضل عدم ذكر اسمه.

ثلاث تخصصات فقط تمثل كل النشاط التعليمي الجامعي وهي علوم وآداب وتربيه لحوالي ألفين طالب، منهم 350 طالبة ، معظمهن من ريف هذه المحافظة التي يقدر عدد سكانها بحوالي 500 ألف نسمة.

ولم يشكك احد أن الإسلام يحرم قطيعا التفجيرات والتخريب وقتل الأبرياء وينظر إلى المرتكبين كمجرمين يجب معاقبتهم وتخليص المجتمع منهم.

فبالعودة قليلا إلى عمليات انتحارية سابقة كانت في اليمن أو خارجها، تجد أن المنفذين شباب سذج مغرر بهم لا مرجعية لهم إلا من يتلقون منه التعليمات .

يقول الشيخ أبو الحسن السليماني ، احد ابرز زعماء السلفية في اليمن: " إنهم يبدؤون بتكفير الحاكم ثم يتدرجون في التكفير اصغر فاصغر حتى يصير المجتمع عندهم بأكمله كافرا، ومن خالفهم استحلوا دمه."

 "شباب عبئوا تعبئة فاسدة وأوغلت صدورهم ضد مجتمعاتهم وفهموا أن الجنة تنتظرهم وان الحور العين تنتظرهم أن يتفجروا بالحزام الناسف أو سيارة مفخخة ، وإذا فعلوا ذلك ما بينهم وبين الجنة إلا أن يلفظوا الأنفاس."

الشيخ أبو الحسن ، ذو الأصل المصري ،يدير مدرسة سلفية في ضواحي مدينة مأرب منذ سنين بدعم من فاعلي خير من داخل اليمن وخارجه، ويحظى باحترام المسئولين الحكوميين وزعماء القبائل. 

ويعد حضور هذا الشيخ ومشاركته في فعاليات سياسية وديمقراطية شيئا غير مألوف من رموز سلفيه أخرى في اليمن تفضل العزلة والانكفاء على الذات.

" ولمن نترك الساحة إذن إن نحن انعزلنا ؟" ، قال لي الشيخ الذي كان محل اهتمام المصورين والصحفيين، وهو بكامل هندامه التقليدي المهيب ، ( بثوب وجنبيه وعمامة ورديف ) ، وخاصة عندما كان يجلس جنبا إلى جنب مع السيد بيتر ديمتروف رئيس المعهد الديمقراطي الأمريكي الذي مول الاجتماع, الذي نظمه موقع مآرب برس .

محافظ مأرب عارف الزوكا الذي رعى الاجتماع وأشاد بمواقف أبو الحسن المضادة للإرهاب قال: "إن الإرهاب لا وطن له ولا دين ". 

"استبداد الحكام العرب وغياب العدالة الدولية"، ذكرت أيضا ضمن الأسباب السياسية للإرهاب في الندوة التي لم تخلو من المناكفات السياسية وخصوصا بين ممثلي الحزبين الكبيرين : المؤتمر الشعبي الحاكم وحزب الإصلاح الإسلامي المعارض في محافظة مأرب المقسمة إلى ثلاث دوائر انتخابية ، فاز الحزب الحاكم بدائرة واحدة فقط. 

الخبر في صحيفة ( الغد ):

السلفيون والأميركيون جنبا إلى جنب على المنصة ..في ندوة "الإرهاب وأثره على المجتمع " في مأرب

زوايا مختلفة لرؤى متعددة حول "ظاهرة الإرهاب وأثرها على المجتمع" استطاع موقع "مأرب برس" الإخباري أن يجمع بينها في حوار مفتوح تحت سقف واحد وعلى طاولة مشتركة، في الندوة التي احتضنتها مدينة مأرب الأربعاء الماضي، وكانت أبرزها الرؤية الأميركية، التي مثلها خلال الندوة مدير المعهد الديمقراطي الأميركي بيتر ديمتروف، بالإضافة إلى الرؤية الشرعية التي مثلها أحد أبرز علماء السلفية في اليمن "أبو الحسن المأربي" من خلال ورقته التي فند فيها فساد النظرية الأيدلوجية للعنف والإرهاب، وحظيت باهتمام مدير المعهد الديمقراطي الذي ركز في حديثه على عملية التأثير والتأثر بين الإرهاب والاستقرار والتنمية، مؤكداً استعداده مع عدد من الشركاء الدوليين لإحداث نهضة تنموية في مأرب، التي تعتبر من أكثر المحافظات التي اكتوت بنار الإرهاب..

الجانب الرسمي كان حاضراً في الندوة من خلال الحضور اللافت للقيادات الرسمية والمحلية في المحافظة، ومن خلال محافظ المحافظة عارف الزوكا، الذي دعا جميع المشاركين في الندوة من علماء دين وسياسيين وأكاديميين ومشائخ للوقوف صفاً واحداً للتصدي للإرهاب، الذي أضر بالعملية التنموية في المحافظة أضراراً بالغة..

وفيما تحدث الباحث عبد الإله حيدر عن دوافع الإرهاب السياسية، وتلاه الدكتور بكيل الولصي بالحديث عن نظرة المجتمع للإرهاب، فند الباحث سعيد اليوسفي أثر ظاهرة الإرهاب على الاقتصاد الوطني والحركة السياحية في مأرب واليمن عموماً، وسرد عدداً من الأرقام التي تؤكد انخفاض مستوى الحركة السياحية بسبب العمليات الإرهابية، التي تعرضت لها اليمن في السنوات الأخيرة..

وكان للمشائخ ووجهاء القبائل حضور لافت من خلال سيطرتهم على المداخلات، وتركيزهم على مسألة ارتباط الأمن بالتنمية في مأرب، وبأنهما يجب أن يسيرا في خطين متوازيين، وإن كان الدكتور صالح الزايدي ذهب في مداخلته للقول بأن مأرب تحتاج إلى التنمية قبل الأمن..

وعبرت الأحزاب السياسية عن حضورها في الندوة عبر التراشق والاتهامات المتبادلة، التي بدأها الشيخ مبخوت بن عبود رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بتحميل السلطة مسؤولية "الإرهاب" بسبب الاستبداد والديمقراطية المزيفة، متهماً السلطة بعرقلة الندوة قبل انعقادها من خلال وضع خطوط حمراء أمام مشاركة أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور عبدالله الفقيه في الندوة، وهو الأمر الذي أثار حفيظة رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في المحافظة الشيخ عبد الواحد القبلي، ليتهم بدوره المعارضة بعرقلة الجهود الأمنية لإلقاء القبض على مطلوبين في قضايا "الإرهاب" وإيوائها لهم.

الخبر في موقع (المؤتمر نت ) :

الزوكا يتوعد الإرهابيين و(ديمتروف) يؤكد دعم اليمن لمحاربتهم

 – فواز غانم - أكد عارف الزوكا محافظ مأرب أن أبناء مأرب ليس لهم أي صلة بحوادث التفجيرات والإرهاب التي تقع في المحافظة ، والصورة السيئة المقدمة عنها كحصن ومأوى للإرهابيين من تنظيم القاعدة.

وقال الزوكا :" إن أبناء المحافظة يقفون ويتعاونون مع الدولة في حربها ضد الإرهاب والقاعدة ، مشدداً على أن منفذي التفجيرات التي استهدفت أنبوب "النفط" سيلاحقون ولن يفلتوا من العقاب ".

وتابع محافظ مأرب بالقول :" لن ترهبنا التفجيرات وسنقف في هذا الخندق ولن نتراجع ولن نهتز"، موضحاً أن دماء السياح الأسبان الذين طالتهم يد الغدر والخيانة لم تجف بعد، وأن هذه التصرفات وأعمال التخريب لا تمت بصلة لديننا الإسلامي ولا معتقدات وقيم وأعراف أبناء مأرب، مكرراً إشادته بتعاون أبناء المحافظة مع الدولة في متابعة الإرهابيين.

ودعا محافظ مأرب جميع المشاركين في ندوة حول الإرهاب ( نظمها موقع "مارب برس " الإخباري في المحافظة أمس الأول الأربعاء ) من علماء وسياسيين وأكاديميين وخبراء اقتصاد وسياحة وأحزاب ومنظمات مدنية في اليمن ومجالس محلية وشخصيات اجتماعية ومشائخ واعيان للوقوف صفاً واحداً في مكافحة الإرهاب، ومن يقفون ورائه.

من جانبه قال مدير المعهد الديمقراطي الأمريكي " بيتر ديمتروف" إن الإرهاب أمر يجب مكافحته في مأرب وفي كافة اليمن والعالم، وأن للإرهاب تأثير بعيد المدى يتمثل في تأخير عجلة التنمية وتقويض المجتمع، ولا يمكن للتنمية أن تتحقق أي تقدم، وأن من السهل مواجهة مخاطره على المستوى القريب كتعزيز القوى الأمنية حتى يتم تفادي أعمال الإرهاب".

وأكد مدير المعهد الديمقراطي أن محافظة مأرب الطيبة ستكون ضمن برنامج دعمهم وخططهم المستقبلية، وأن المعهد سيؤكد لشركائه الدوليين والمانحين أن أبناء مأرب قد ناقشوا كافة الأمور لمواجهة ظاهرة الإرهاب، مختتماً حديثه بأن مأرب ستكون واحة للسلام والأمن في المستقبل.

وشهدت الندوة تقديم العديد من أوراق العمل تصدرها الشيخ أبو الحسن السليماني و المتضمنة الجانب الشرعي وفساد النظرية الأيدلوجية للإرهاب ، موضحاً بأن الإرهاب هو ترويع للآمنين بغير حق وظلمهم وإيذائهم في الدم أو في المال لا يقره دين سماوي،ولا نقل صحيح ولا عقل صريح فقد اتفقت كل المصادر على تجريم هذا العمل وذم أهله سواء المنتسبين إلى الإسلام والبلاد الإسلامية أو إلى غير الإسلام .

وتطرق السليماني إلى الصورة الحقيقية عن وسطية الدين الإسلامي المعتدل و صورته النقية ، مشيراً إلى أن الدعوة الإسلامية نشرت الإسلام بالعلم والتعلم وإزالة الشبهات.

ورد الشيخ ابو الحسن السليماني على بعض النظريات الإيديولوجية لبعض الحركات الإرهابية وضرب مثلاً على حرص الرسول الكريم على هداية قريش بالتي هي أحسن وليس بالعنف والسيف.

وتطرق لأبرز معالم النظرية الإيديولوجية عند من وقع في الإرهاب وهو ينتمي إلى الدعوة الإسلامية، ومنها تكفير حكام المسلمين وولاة الأمور .

وأشار أبو الحسن إلى أن الإرهاب طالما أضحى مشكلة عالمية وإقليمية ومحلية ولا بد من معالجته عن طريق المدرسة وأصحاب الوجاهة وعن طريق العلماء والأسرة ووسائل الإعلام المختلفة ".

وقدم الصحفي عبدالله حيدرة ورقة حول الإرهاب ودوافعه السياسية ، معتبراً أن العمليات الإرهابية في اليمن وباقي الجزيرة العربية ناتجة عن دوافع عالمية ودوافع محلية .

موضحاً أن الدافع العالمي هو ما تعلنه القاعدة والجماعات الجهادية التي تسعى لإقامة الخلافة الإسلامية في الأرض، وهذا هدف سياسي سيادي الغرض منه الوصول إلى حكم العالم، والهيمنة عليه كإمبراطورية عظمى.

وذكر بأن فكرة الجهاديين اليوم تقوم على بعدين سياسيين الأول مرتكز سيادي يسعى لاستعادة سيادة الإسلام من وجهة نظرهم وخلع المنظومة الدينية بجميع أشكالها وكافة صورها، أما البعد الثاني فهو عالمية الخطاب من حيث المفاهيم والمصطلحات وعالمية الصراع من حيث الأفراد والحدود فلا حدود لمعاركهم ولا جنسية لجنودهم.

وأشار حيدرة إلى أن القاعدة هدفها من اليمن هو تحويله إلى خلية إمداد ومحطة تدريب وانطلاق لتغذية القتال التي تديرها الجماعات الجهادية في العالم.

وتطرقت ورقة الدكتور/ بكيل الولص حول ( نظرة المجتمع للإرهاب) إلى أن هناك بعض أنواع الإرهاب الذي يمارس ضد أبناء مأرب وهو ما اسماه ( الإرهاب الخفي ) وعرج إلى النظرة الحالية لأبناء مأرب وأنهم يأوون الإرهاب، مؤكداً في هذا السياق أن هذه النظرة غير سليمة نظراً لتعاون أبناء المحافظة وتضررهم من هذه الآفة.

وتركزت ورقتي عمل قدمها سعيد اليوسف حول الإرهاب وأثره على الاقتصاد الوطني والحركة السياحية ، مؤكداً أن الأرقام والإحصائيات تشير إلى أضرار كبيرة و تأثيرات ألحقتها العمليات الإرهابية على الاقتصاد السياحي واقتصاد البلد بشكل عام .

من جانبه أدان مفرح بحيبح رئيس المنظمة اليمنية للتنمية والسلم الأهلي الأعمال الإرهابية التي تمارس سواء من قبل كيانات أو دول أو أشخاص أو أفراد .

عقب ذلك شهدت الندوة جدلاً بين رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة عبد الواحد القبلي متهماً في تعقيبه على مداخلة قدمها رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح مبخوت بن عبود الذي حمل فيها الحكومة مسئولية كل ما يحدث ، فيما اعتبر القبلي ذلك " مزايدة تنتهجها المعارضة كعادتها في قضايا الوطن ، معتبراً أنها لا تملك إلا الشعارات فيما واقعها بعيد عن هموم الوطن والمواطن.

الناشطة زعفران المهنا المدير التنفيذي لمركز أبحاث الشرق الأوسط باليمن قالت إن الإرهاب هاجس شيطاني يواجه الوطن , وأنه دخيل على اليمن وهو مرتبط بالتخلف ، مطالبة بالقضاء عليه بكل صورة ، وأكدت مواصلة الطريق بالمبادرة الشجاعة في محاربه الفساد , وقيام كل مؤسسات الدولة بواجبها .

أما العميد على ناجي الزايدى فقد قال في مداخلته أن أهل مأرب هم أول من يكون بجانب أجهزة الأمن لإحباط العمليات الإرهابية التي تسيء لهم ، مضيفا لو عملت دراسة حول من يقوم بمثل هذه الأعمال لكانت مأرب هي أقل محافظة .

واستغرب من تركيز وسائل الإعلام على مأرب في ما يتعلق بجانب الإرهاب , مع أن هناك تهميش لأدوارهم ، فيما هم يؤكدون على محاربة الإرهاب وهم ربما أول من اكتوى بناره ، داعياً وسائل الإعلام والإعلاميين إلى أن ينقلوا الحقيقة عن مأرب كما هي ، وان يقفوا عليها ليعرفوا طبيعة الإنسان المأربي والذي من واجب كل يمني وعربي أن يفخر بأن مأرب هي أصل العروبة .

كما شهدت الندوة مداخلات من قبل معظم المشاركين أثرت في مجملها الموضوع الذي عقدت لأجله بشعار "الإرهاب وأثره على المجتمع".

الخبر كما ورد في وكالة سبأ للأنباء:

أكد عارف عوض الزوكا محافظ مأرب أن الإرهاب بمختلف أشكاله وأنواعه آفة خطيرة على الوطن واقتصاده وأمنه وسلامته .

وقال المحافظ الزوكا في افتتاح ندوة علمية حول الإرهاب وأثاره على المجتمع : " نحن في اليمن ذقنا ويلات هذا الإرهاب قبل الآخرين وبالأخص في هذه المحافظة "، لافتا إلى أن الإرهاب لا دين له ولا وطن ومنبوذ من الجميع .

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن الزوكا قوله :" إن ابناء محافظة مأرب بمختلف مشاربهم ينبذون الإرهاب كونه لا يمت باي صلة إلى ديننا الإسلامي الحنيف "، مؤكد أن من يقوم بالإعمال الإرهابية إنما يحاولون الإساءة الى سمعة أبناء هذه المحافظة وهم أصحاب القيم والعادات الحميدة .

ودعا المحافظ جميع المشاركين في الندوة من علماء وسياسيين وأكاديميين وخبراء اقتصاد وسياحة وأحزاب ومنظمات مدنية ومجالس محلية وشخصيات اجتماعية ومشائخ واعيان الوقوف صفاً واحداً في مكافحة الإرهاب، ومن يقفون ورائه .

ومن جانبه ، تحدث بيتر ديمتروف مدير المعهد الديمقراطي الوطني الأمريكي للشئون الدولية عن مخاطر الإرهاب وكيفية مواجهته في جميع أنحاء العالم، لما له من تأثير طويل المدى على الأمن والاستقرار والتنمية.

الخبر كما ورد في صحيفة البلاغ:

فائز المخرفي

رئيس فرع المؤتمر بمأرب: هناك عناصر من القاعدة في أوكار بعض القيادات المعارضة

مديرُ أمن مأرب: المفروضُ عدمُ إيواء المطلوبين والتستر عليهـم

مديرُ المعهد الديمقراطي الأمريگـــي: مــأربُ تريــدُ تنميةً

أبو الحسن المصري: كثير من المتهمين يدخلون السجون بشيء من الغلو ويخرجون وقد ازدادوا غلواً

تسعى الدولة مؤخراً إلى تكريس ثقافة جديدة في مأرب وباقي المحافظات الشرقية تلغي الثقافة التي هي سائدة منذ أكثر من ربع قرن مضى، أي قبل ما يسمى الحرب على الإرهاب، عشرات المرات تم تفجير أنبوب النفط والتعرض لعدد من المنشآت النفطية.. عشرات المرات أختطف الأجانب.. وتقام القطاعات في الطرق الرئيسية أو تحتجز معدات الدولة وفق ثقافة لا تجرم مثل هذه الأساليب في حال أدارت الدولة ظهرها للمشايخ والوجاهات ومطالبهم وبغض النظر أكانت خاصة بهم أو عامة مشروعة أو غير مشروعة، تعامل الدولة حيال كل تلك الأساليب كرس ثقافة لا تستطيع الدولة نكرانها، فقد أنفقت الدولة الملايين ولبت المطالب ولم يصدر حكم القضاء في أحد، كان التفاوض والوساطات القبلية هي طريقة الحل، وفي الغالب المحافظون وقادة الأمن يصيرون رجال قبيلة لا رجال دولة في تلك المحافظات وعلى هذا الأساس يعينون مسؤولين فيها.

وحتى سنوات قليلة مضت صار الحال يتغير لصالح الدولة في ظل معطيات كثيرة أبرزها إمتداد الدولة واتساعها أكثر مما مضى إلى المناطق البعيدة النائية، فقبل أيام صدر حكم قضائي لا قبلي في بعض المتهمين بتفجير النفط واختطافات الأجانب كما تحتجز الدولة آخرين في السجون، وتزامناً مع المحاكمة تم تفجير النفط في مأرب.. على ذلك فإن الحلول الأمنية والمحاكمات قد تحد من تكرار تلك الأساليب القديمة التي كانت مقبولة إلى حد ما لدى الدولة ولدى المواطن والقبيلة وبحكم أن لا أحد من المتسببين قد نال عقابه وأياً كان لأن بعض تلك الأفعال كانت كردة فعل تسبب فيها من يمثلون الدولة.. وعلى ذلك أيضاً فإن أصحاب تلك الأساليب سيتكيفون مع المعطيات الجديدة وقد تقل الإختطافات التي تستهدف الأجانب والقطاعات القبلية وبالمقابل تزيد التفجيرات والكمائن والأفعال التي في مستواها والتي تضيع فيها بصمات من وراءها، وبمعنى أن الدولة تواجه خطراً ناتجاً عن التحول إلى هذا النهج الذي يسهل استغلاله من قبل أطراف سياسية أو حزبية وأخرى يحتمل أن تكون وراءها عناصر تنظيم القاعدة مثلاً أو حتى أية جهات معارضة أو دولة معادية تسعى لإقلاق الأمن والإستقرار في البلد من خلال عناصر مستأجرة.. ما يؤكد صحة ذلك هو صعوبة توصيف الحوادث التي تحصل خلال السنوات الأخيرة، فعملية الفرز المنطقي ستكون صعبة جداً في ظل وضع البيض كله في سلة واحدة.. بمعنى أن حادثة إختطاف أجانب خاطفهم معلوم وحياتهم ليست في خطر وبين حادثة تفجير موكب سياح آمنين بسيارة مفخخة مختلفتين ووضع الحادثتين في خانة واحدة غير منطقي، إذ أن الدوافع والنتائج تختلف كثيراً مع أن الحادثتين تعدان جريمة في نظر القانون أما في نظر فئة في المجتمع فإن الحادثة الأولى ليست جرماً خصوصاً لو كانت الأسباب قوية.

موقع »مأرب برس« أقام ندوة الأسبوع الماضي بعنوان: »الإرهاب وأثره على المجتمع« برعاية/ عارف الزوكا -محافظ مأرب وبحضور عدد من الصحفيين الذين استضافهم الموقع ووفر لهم المواصلات والسكن في مدينة مأرب، كما أتاح لهم فرصة التعرف على المواقع السياحية بالمحافظة.

مكان إقامة الندوة مدينة مأرب التي شهدت تفجير موكب السياح الأسبان قبل أشهر وقتل مدير البحث الجنائي العقيد/ قصيلة، وقتل ثلاثة من المطلوبين للدولة المنتمين لتنظيم القاعدة وما تلاها من استهداف لبعض المواقع العسكرية والأمنية في يوم عيد الفطر وآخرها تفجير أنبوب النفط.. كل ذلك وما للمحافظة من نصيب في الماضي أعطى الندوة قيمة وأهمية خصوصاً إذا ما أصغت الدولة وفتحت آذانها لتعريف الإرهاب على لسان من شاركوا من أبناء مأرب أكانوا مشايخ أو مثقفين أو مواطنين عاديين.

ما يمكن فرزه أولاً هو أن أوراق العمل التي تم تناولها في الندوة حول الإرهاب وآثاره على المجتمع والنقاش الذي تم بعد اختلفا إلى حد بعيد، فحين كانت المصطلحات والتعميمات للإرهاب لا تختلف عن تناولها في صنعاء أو عدن أو أية محافظة آخرى كان النقاش أقرب إلى مأرب، والواقع الدقيق الذي يستشف منه إلى التفاصيل:

الأستاذ/ عارف الزوكا -محافظ مأرب راعي الندوة إعتبر تفجير أنبوب النفط في مأرب بأنه عمل إرهابي وقال: »سنتخذ كل إجراءاتنا وسنتصدى وبكل قوة ولن نتراجع أبداً. الزوكا أضاف: لن تثنينا تلك الفرقعات وسنقف في خندق المواجهة حتى الممات، وأدعو الجميع إلى الوقوف معنا، فالمسؤولية ليست مسؤولية السلطة بل مسؤولية السلطة والمعارضة، وأدعو العلماء وكل من يرتادون المنابر بأن يكون خطابنا موحداً.

لهجة المحافظ في كلمة الإفتتاح كانت شديدة وموجهة لعناصر القاعدة وللعناصر التي فجرت النفط وتستهدف إقلاق أمن المحافظة، وقال: إن الإرهاب قد عانى منه اليمن قبل غيره من الدول وقد ذقنا ويلات هذا الإرهاب قبل غيرنا، ونحن في مأرب عانينا قبل غيرنا من المحافظات الأخرى، فقد طالت أيادي الغدر حياة السياح الأسبان في مأرب حيث لا دين ولا تقاليد تجيز ذلك، وأضاف: إن أبناء مأرب كرماء وشجعان وأصحاب قيم وعادات وتقاليد وأن أبناء مأرب هم صمام الأمان والذين يرفضون الإرهاب ويقفون في وجهه بكل ما لديهم، لكن المحافظ أعاب على من يتحدث عن مواجهة بين السلطة والقاعدة فقط، وقال: البعض يقول إن المحافظ في خط المواجهة مع القاعدة!! هل أنتم معي؟ نريد أن نكون جميعاً في خط المواجهة؟!، مواجهة الإرهاب لا تحتاج حديثاً علمياً نريد أن لا نكون مزدوجين.

محافظ مأرب أكد بأن أجهزة الدولة لا تنفذ توجيهات الآخرين »يقصد أمريكا« في مكافحة الإرهاب إذ أن اليمن بلد له توجهاته في مكافحة الإرهاب.

الزوكا إختتم كلمته بالدعوة إلى الوقوف مع التعديلات الرئاسية التي تقدم بها فخامة الرئيس، وأشار إلى أن المجالس المحلية هي الأساس.

مدير المعهد الديمقراطي الأمريكي قال بأن استهداف السياح الأسبان هزنا جميعاً ونترحم على أرواح اليمنيين والأسبان الذين قتلوا في ذلك العمل الجبان، وأضاف: ينبغي أن نواجه الإرهاب أينما كان.

وأضاف: تأثير الإرهاب مباشر وعلى المدى البعيد فإن الإرهاب يؤخر التنمية وتطور منظمات المجتمع المدني ويخلق حالة من الخبط العشوائي ومن السهل مواجهة مخاطر الإرهاب على المستوى القريب لكن المشكلة مواجهته على المدى البعيد.

السيد بيتر يرى بأن الأجهزة الأمنية ومن خلال التعزيزات واجهت الإرهاب على المدى القريب إلا أن السؤال هو كيف نعالج آثار الإرهاب على المدى البعيد.

وقال: نؤكد لشركائنا بأن مأرب تريد تنمية، وقد تحدثنا كثيراً حول هذا، ونحن ملتزمون لتكون مأرب واحة للأمن والسلام.

الشيخ/ مفرح بحيبح يرى أن سبب الإرهاب هو ظلم القوي للضعيف، فكل طرف يستخدم قوته ضد الآخر، وقال: من عنده طايرة يحرك طايرة، ومن عنده دبابة يحرك دبابة وهكذا تطورت الحالة حتى صارت ظاهرة الإرهاب عالمية، الناس تتصارع من أجل البقاء والفقر يؤدي إلى الإرهاب حيث يلجأ البعض إلى السرقة التي تكون بالسطو والنهب أو القتل.

الشيخ/ مبخوت بن عبود -رئيس الهيئة التنفيذية للإصلاح في مأرب قال: بأن الدولة تستخدم الإرهاب الرسمي حيث منعت الدكتور/ عبدالله الفقيه -استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء المعروف بانتقاده الشديد للسلطة من المشاركة بورقة عمل، أما عن أسباب الإرهاب قال: بأن هناك سببين هما الإستبداد من أنظمة الحكم، وغياب العدالة الدولية.

بن عبود يرى أن الوطن العربي تحكمه قوى مستبدة والإستبداد يولد بيئة خصبة للإرهاب، وعن غياب العدالة الدولية قال: أنظروا كيف يتعامل الغرب مع الآخرين؟!.

زعفران المهنا ترى أن هوية الإرهاب ضائعة في بلدنا، وأن لا وطن له، وهو دخيل، فالإرهاب يعني استخدام القوة، وقد حرمنا من أهم قيمة في هذه الحياة وهي قيمة الوسطية والتسامح.

حسن الزايدي -صحفي من أبناء مأرب قال: بأن هناك أحاديث بأن القبيلة تقدم الدعم اللوجستي للإرهابيين »أي في مأرب«، وأضاف: نتساءل ما دور القبيلة في محاربة العناصر الإرهابية، وقال: القاعدة التي نفذت العمليات أرادت أن توصل رسائل سياسية فهل هناك قوى وراء المفجرين؟!!، فالمجتمع القبلي لم يعترض يوماً ما على مطاردة الدولة لأي مجرم.

الشيخ/ محمد بن سالم بن عبود الشريف قال: الجميع ينبذ الإرهاب ولا بد أن يقف الجميع في وجه الإرهاب وهو كل ما خالف الفطرة، ويصنف الإرهاب إلى أربعة أنواع: هي إرهاب روحي وجسدي، إرهاب عقائدي، إرهاب سياسي واقتصادي، إرهاب إجتماعي، الشريف يرى أن خراب الأرض وتهديد الإنسان وهدم ركائز الإقتصاد في البلد وبناه التحتية وإضعاف العقيدة وتفكيك العلاقات بين أبناء البلد وإشاعة الفوضى آثار للإرهاب.

ويرى بأن دوافع الإرهاب سياسية واقتصادية ودينية عقائدية واجتماعية قبلية وسيادية ودولية.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن