آخر الاخبار

المليشيات تجدد تصعيدها العسكري صوب مأرب القوات الخاصة التابعة للشرعية تشارك في فعاليات تمرين الأسد المتأهب بالمملكة الأردنية بحضور دولي من بريطانيا وتركيا وعدة دول أخرى...إستكمال التحضيرات بمأرب لانطلاق المؤتمر الطبي الأول بجامعة إقليم سبأ نقابة الصحفيين تستنكر التحريض ضد مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم وتدعو السلطة الشرعية بمأرب الى التدخل لإيقاف تلك الممارسات عملية نوعية لقبائل محافظة الجوف استهدفت قيادي حوثي بارز ينتمى لصعدة في كمين محكم وحارق السفير اليمني لدى لندن يكشف عن أبرز التفاهمات اليمنية البريطانية حول تعزيز القدرات الدفاعية للحكومة اليمنية وملفات السلام والحرب سلطنة عمان تحتضن مباحثات بين كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية وإيران... لتجنب التصعيد بالمنطقة تصعيد عسكري في جبهات جنوب وشمال تعز ولحج وقوات ''درع الوطن'' تدفع بتعزيرات اضافية كبيرة خبر سار.. الشرعية تعلن تفويج ونقل حجاج اليمن عبر مطار صنعاء و4 مطارات اخرى دولية محكمة مصرية تقرر رفع إسم محمد أبو تريكة من قوائم الإرهاب

البرنامج الانتخابي للسفير الأمريكي
بقلم/ أحمد الزرقة
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 28 يوماً
السبت 18 فبراير-شباط 2012 04:21 م

الخميس الماضي كان السفير الأمريكي بصنعاء يتحدث أمام الصحفيين بطريقة استعراضية عجيبة، وكأنه يعلن عن برنامجه الانتخابي للانتخابات الرئاسية القادمة، ويرسم ملامح المرحلة المقبلة، وماذا يجب على اليمنيين أن يفعلوه إزاء الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكيفية إدارة شؤون حياتهم؟.

لم يكن جيرالد فيرستاين بحاجة لعقد مؤتمره الصحفي، خاصة أنه لم يأتِ بأية معلومة جديدة، خارج ما هو متعارف عليه، وما نصت عليه المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، ولم يكن في خطابه أي محفز لأي طرف سياسي يمني؛ نظراً لامتلائه بالوعيد والتهديد، والتقليل من حجم مطالب بعض الأطراف السياسية كالحوثيين والحراك الجنوبي، وبدأ وكأنه يريد القول: إن مستقبل اليمن قد تم رسمه من قبل أمريكا والمجتمع الدولي، وأن على اليمنيين أن ينفذوا ما تم اختياره لهم من سيناريوهات دون نقاش أو تفكير، وأن عليهم أن يطمئنوا لنتائج تفكير الآخرين بدلاً عنهم، وأنهم شعب لا يستطيع الحياة دون الارتهان للخارج.

يبدو أن سفير أوباما في صنعاء مهووس بالإعلام ويعشق الأضواء، ويحب تقمص دور المنقذ والمخلص، لذلك نجده يحشر نفسه في كل صغيرة وكبيرة، ولا يفوت فرصه دون أن يذكر اليمنيين أنه من يدير حياتهم ويتحكم في مصيرهم.. ما يقوم به السفير الأمريكي وغيره من السفراء هو جزء بسيط من حكاية فشل كبير يعاني منه اليمنيون؛ بسبب الأداء السياسي السلبي والضعيف للأطراف السياسية اليمنية، القائم على الانتهازية والمصاب بالفساد الأخلاقي والسياسي.

هناك من يروّج لمقولة: إن الارتهان للخارج هو مرحلي ومؤقت، وكان لأجل التخلص من فترة حكم صالح للبلاد، خاصة أنه كان يراهن على دعم الخارج له طوال فترة حكم اليمن، وأن اللقاء المشترك سقى صالح من نفس الكأس، ونجح في معركة كسب الخارج لإزاحة صالح من كرسيّه.

ومهما كانت المبررات التي تسوقها الأطراف السياسية حول أهمية الاستسلام لخارطة الطريق الدولية المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية؛ لإنهاء المشاكل التي خلفها احتكار صالح لحكم البلاد، فما يحدث حالياً هو خطأ فادح، ستظهر آثاره السلبية في المرحلة المقبلة؛ بسبب فتح البلاد على مصراعيها أمام التدخل الخارجي الإقليمي والدولي، والسماح لليمن بأن تتحول ساحة لتصفية الخلافات والصراعات الدولية.

من المعيب جداً أن يتحول اليمنيون لمجرد حوامل لمشاريع غيرهم، وأن تتراجع الهوية اليمنية وتتعرض للانكسار والتهشيم من قبل الأطراف الدولية التي تريد خلق نمط وقالب محدد لتفكير وحياة اليمنيين.

اليمن وصلت لهذه المرحلة بسبب سوء تعامل الأطراف السياسية والدولية مع اليمن، ودعمها لنظام صالح الذي جعل من البلاد ساحة للتطرف والعنف، والمشاكل المزمنة.

وبالتالي على المجتمع الدولي أن يغير طريقة تعامله مع تطلعات اليمنيين، وألا يعيد تكرار أخطائه في إعادة خلق نظام استبدادي فاسد.

التحدي الأكبر يقع على عاتق اليمنيين أنفسهم، فالحل اليمني لن يأتي من واشنطن أو الرياض أو الدوحة أو طهران، فالحل إذا لم يكن يمنياً وبتوافق جميع الأطراف اليمنية، لن يأتي من خارج اليمن.

alzorqa11@hotmail.com