بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟
أقترح على الأخوين موسى أبو مرزوق وعزام الأحمد أن يعودا في أقرب فرصة إلى اليمن، ليس لمعاودة الاتصالات والحوارات حول إعلان صنعاء، ولا لفتح المبادرة اليمنية لمفاوضات لاحقة، بل للتوسط وبذل المساعي الحميدة بين الأخوة اليمنيين هذه المرة، فهذا دين لليمن في أعناق الفلسطينيين وأعناقنا جميعا، ومن باب أضعف الإيمان، فإن مبادرة كهذه تندرج في سياق "التعامل بالمثل".
"انتفاضة" الجنوب اليمني تتصاعد وتائرها بشكل مهدد لوحدة البلاد ومقلق لنا جميعا نحن أصدقاء اليمن ومحبيه من دون شروط أو تحفظات، والتفاعلات التي يشهدها "وطن العرب الأول" على طريقة "وطن الاشتراكية الأول"، تبعث الخشية من أن نكون أمام "يمن آخر" في غضون السنوات الخمس أو العشر القادمة، تماما مثلما وجدنا – أو سنجد - أنفسنا أمام "عراق آخر" بعد خمس أو عشر سنوات من غزوه واحتلال عاصمته، لكأن قدر دولنا ومجتمعاتنا أن تتحول إلى "شيء آخر" أكثر انقساما وفشلا وخرابا، وبمعدل دولة واحدة أو أكثر كل عشرية من السنين.
اليمن في بعض أدبيات مراكز الأبحاث والتقارير الدولية يصنف كدولة فاشلة " Failure State "، وفي أدبيات "القاعدة" ينظر إليه كملاذ آمن جديد بديل أو "مواز" للعراق، ومن منظور طهران هو واحدة من ساحات اختبار النفوذ المتسع والمتزايد للقوة الإيرانية الإقليمية الصاعدة وصولا إلى "صعدة"، أما من منظور الرياض فهو خاصرة المملكة وساحة اختبار لنفوذها منذ "حرب اليمن" مع عبد الناصر، مرورا بكل الحروب والثورات وانتهاء بالتأزم الحالي، وهو إلى جانب كل هذا وذاك، في قلب اهتمام الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي وفي صدارة أولويات هيئة أركان الحرب الأمريكية على الإرهاب.
سيقال الكثير وسيكتب أكثر عن "قصة الفشل" اليمنية في بناء دولة حديثة وإنجاز تنمية متوازنة ومستدامة، وإرساء قواعد صلبة للتعددية والديمقراطية، ومحاربة أشد صلابة وأكثر فاعلية لسرطان الفساد الزاحف، وقد ينطوي كل أو معظم ما يقال وسيكتب على قدر كبير من الصحة والوجاهة.
لكننا لن نسمع أو نقرأ شيئا مماثلا عن مواقف الأفرقاء واللاعبين الإقليمين والدولية وأدوارهم في اليمن الذي قد يصبح ذات يوم، وربما ليس ببعيد: "المسألة اليمنية"، فلا القاعدة تريد يمنا قويا لأن قوة الدولة تعني تلقائيا ضعف القاعدة كلاعب غير دولاتي " Non – State Actor "، ولا العديد من الأطراف العربية والإقليمية تريد كل لحساباتها الخاصة، أن ترى يمنا قويا وموحدا وبالأخص، يمنا ديمقراطيا.
ما يجري في اليمن من "صعدة" إلى "المكلا"، مرورا بعدن وصنعاء، ليس ببعيد أبدا عن مشاريع مضمرة ومعلنة لـ"بلقنة" اليمن، وإعادته إلى عهد "المشيخات" و"الإمارات" و"الإمامات" فاليمن إما أن يكون موحدا على أسس ديمقراطية صلبة، أو أن يواجه خيار الفوضى والتقسيم المنفلت من عقاله، وخطوط التقسيم إن وقع هذه المرة – لا سمح الله - لن ترتسم بين شمال البلاد وجنوبها فحسب، بل ستعبث بوحدة الشمال ووحدة الجنوب كذلك، وثمة من "الهويات" الفرعية في اليمن، ما يكفي لإنشاء عدد من "الإمارات" و"المشيخات" و"الإمامات" التي قد يفوق عددها عدد دول مجلس التعاون الخليجي ذاته.
إدراك اليمن قبل أن يتحوّل إلى "مسألة" مسؤولية عربية جمعية، بيد أنها أولا وقبل أي شيء آخر، مسؤولية اليمنيين بامتياز، فهؤلاء لديهم من الأظافر ما يكفي لـ"حك جلدهم" و"جلود" الآخرين، ونأمل أن يتقن الأخوة اليمنيون جيدا، تعلم دروس المحيط القومي غير البعيد عنهم، من الصومال إلى العراق، مرورا بلبنان وفلسطين وغيرها من ساحات "الفشل العربي المشترك".