بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة قيادي حوثي بمحافظة إب يقوم بالاعتداء على مجمع 26 سبتمبر بسبب اسمه ويفرض تغييرات قسرية داعمة للإمامة طارق وبن عزيز يناقشان وضع الجيش ورفع اليقظة والجاهزية الأمم المتحدة ترعى مؤتمراً دوليا «حاسماً» في السعودية ماذا قال مدرب ليفربول عن صلاح ومبابي بعد المباراة المثيرة؟
مأرب برس - خاص
إلى قبل زيارتي الأخيرة لماليزيا، وحتى بعد أن مكنني حسن الحظ من زيارة أكثر من مكان وبلد في هذا العالم، كنت أظن أنني لن أرى بلد أجمل مما سبق وأن رأيت، ولا أن ثمة بلد مسلم مثل ماليزيا، يتمتع بكل ذلك السحر والجمال الطبيعي الأخاذ، ويحقق ذلك القدر المذهل " وغير المزيف" من خطى التقدم الوثابة والواثقة، ويعيش ذلك التطور والنهضة العلمية والاقتصادية والحضارية والصناعية الرهيبة، بما جعله أحد نمور الشرق الأسيوي الخمسة القادمة للعالم بقوة لتنافس غيرها من المجتمعات الأوروبية والغربية تكنولوجيا وعلميا واقتصاديا، في وقت يعيش فيه العالم العربي في غربة بعيدة جدا عن كل شيء، وتشتعل فيه وغيره من العالم الإسلامي حرائق وحروب، وتحتدم نزاعات وصراعات ما أنزل الله بها من سلطان، ليبقى الخراب والدمار والفوضى، وجميع إشكال الفساد والتخلف والعوز والقهر هو واقع الحال المعاش!!
بحق لم أكن أتصور مجيء الفرصة بهذه السرعة، ولا أنني سأعيش يوما ما فيما يشبه الحلم الجميل، والحياة الأسطورية التي تلامس الخيال في فردوس من فراديس الأرض قاطبة.. فمثل غيري كثيرين، سمعت كثيراً عن ماليزيا، وشاهدت الكثير من الصور التي تحكي عن سحر طبيعتها الخلابة، ونهضتها الحضارية والصناعية والاقتصادية المذهلة، وكان الشوق لزيارتها يتزايد ويتعاظم كل يوم، إلى أن جاءت الفرصة التي طالما انتظرتها بشوق متراكم..
لم يكن "مثلي" يتصور أن ثمة بلد في العالم بهذا الجمال والروعة، والأناقة، ومنذ اللحظة التي وطأت فيها قدماي تلك الأرض(الجنة)، وحالة من الدهشة والذهول لا تفارقني، لم أفق منها إلا في مطار الرحبة على وقع حالة الضوضاء والضجيج والفوضى للأصوات المتضاربة في بعضها.
فعلا لا أدري من أين ابدأ بالحديث عن هذا البلد، لكن النصيحة المجانية التي أسديها للجميع بدون استثناء ودون أدنى مبالغة، هي إذا ما تسنى لأحد الفرصة بزيارة ماليزيا، فلا يترد كثيرا، حيث سيتعرف على آسيا الحقيقية, وعالم الألوان الحقيقي، وسيكتشف الفرق الشاسع بين عدد الخطى والأشواط التي قطعها هذا البلد المسلم على طريق تحقيق ثورة نهضته وتقدمه، والتي طالما سمعنا وقرأنا وشاهدنا وكتبنا عنها ولا نزال نكتب، لكنا أبدا لن نتمكن من تقديم التوصيف الحقيقي والكامل لملامح تلك النهضة والتطور التي غادرنا إليها المجتمع الماليزي منذ وقت مبكر وفي أقل من مئة وخمسين عام فقط!
حتى اليوم وأنا بصدد استجماع واستحضار انطباعاتي عن هذا البلد، لكن لا أخفيكم أنني عجزت عن الإلمام بها كاملة، وأنها المرة ألأولى التي أسجل فيها أول انطباع من المطار ونحن نقطع المسافة من المطار إلى مقر السكن في مدينة كوالالمبور العاصمة، وأتذكر الكثير من الانطباعات التي تبادرت إلى ذهني من قبل، حين زرت الكثير من البلدان الأوروبية، بتشبيه بعضها وكأنها مدن خططت كغابات إسمنتية توحي بالتقدم العمراني المذهل، وأخرى خططت وسط بستان كبير لكنه يفتقد للجمال والإتقان والجاذبية.
ما اختلف في الانطباع هنا أن مدن العالم الأخرى إذا كان بعضها خطط في وسط بستان، والبعض الأخر على شكل خرسانات وكتل وأبراج إسمنتية فإن ماليزيا جمعت بين الاثنين معا جمال الطبيعة الساحرة والنهضة العمرانية والحضارية المذهلة، وأنها دولة خططت في وسط غابة وليس مجرد بستان، لكنها غابة جميلة ومنظمة أجمل ما فيها النظافة وأعمق ما في فلسفة أبنائها منحهم لك الابتسامة.
أما ما ترسخ لدي على طول المسافة الشاسعة نسبياً التي يقطعها المسافر من المطار إلى وسط المدينة العاصمة كوالالمبور، والتي تصل إلى ساعة من الوقت تقريباً، مع قيادة هادئة تعكس طبع الهدوء والاتزان المتجلي بوضوح كبير في شخصية الإنسان الماليزي، مع ما تتصف به الشوارع الخارجية من مساحة عريضة تتسع لأكثر من أربع سيارات وما تتميز به من نظافة وبنية تحتية مذهلة، وإتقان فريد من نوعه في البناء والأعمار قلما تجده في مدن أوروبية وغربية من الوزن الثقيل، وأن ماليزيا هي جنة الله في الأرض والأجمل من بين كل ما رأيت على الإطلاق.. وللكلام بقية.
.....................//