اللواء سلطان العرادة يختتم المرحلة 2 من مشروع إنارة شوارع مدينة مأرب .. شاهد بالصور بشرى سارة بشأن تشغيل خدمة 4G في عدن دولة عربية تعلن أنها أكثر البلدان تضررا من هجمات الحوثيين مجموعة الدول السبع تعلن موقفا موحدا بخصوص اعتداءات الحوثيين الإدارة الأمريكية تبحث مع قادة ست دول عربية خطط ردع الحوثيين مصادر سعودية تكشف عن جهود إقليمية ودولية لتحريك عملية السلام الشامل في اليمن برعاية أممية الحوثيون يعممون على التجار مرسوما جديدا لجباية الأموال بإسم دعم المعلم والتعليم في صنعاء. زراعة الحياة والأمل .. مشاريع إنسانية لمؤسسة توكل كرمان تزاحم الانجازات الحكومية والمنظمات الدولية .. ومن أحياها قصة الإنسان والحياة محمد بن سلمان يتوقع أن تسجل المملكة ثاني أسرع معدل نمو في الناتج المحلي مقتل بائع متجول من أبناء محافظة إب على يد موظفين حوثيين في الضالع
لجنة تحري هلال رمضان تعلن بعد غد الخميس
أول أيام شهر رمضان المبارك
مأرب برس - خاص
وإذا كان هذا هو الشأن مع أهل الكتاب، فكيف بأهل الدين والملة الواحدة؟! هل يجوز أن تستقبل احتجاجاتهم بالرصاص الحي، والغازات المسيلة للدموع والدماء، وربما القتل أو الاعتقال، فأي جريمة أفدح وأفظع من هذه الجريمة؟!، أعني قتل أحرار المسلمين الذين صرخوا في وجه الجوع والظلم والاضطهاد، والسياسات العرجاء والهوجاء، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
رؤية للوراء:
إنّه الإسلام ذلك المنهج الرباني الفريد، حمله إلى العالم قوم اختارهم الله وصنعهم واصطفاهم واجتباهم ليكونوا خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، حملوه إلى أصقاع المعمورة شرقا وغرباً مع بضائعهم وتجاراتهم وصناعاتهم وعلومهم ومعارفهم ومخترعاتهم، إلى دول شرق آسيا وأوربا، وأدغال أفريقيا والأمريكيتين وأستراليا، فما كان للإسلام أن يغزو العالم كما تفعل الأنظمة الاستعمارية الدموية المعاصرة التي تفرض مذاهبها، بالدبابة والمدفع والسلاح النووي والأساطيل البحرية، لتفرض أنظمتها ودياناتها على رقاب الجوعي والمستضعفين، تارة باسم الديمقراطية وتارة باسم السلام والعدالة والحرية!! إنما حمله المسلمون إلى هذه البلدان في سمو أخلاق، وجمال فكر، وروعة حضارة، وصفاء معاملة، وكرم نفوس، واستنارة عقول، لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
لقد كان المسلمون في تعاملهم مع الآخر، كان الآخر عاملا أو موظفا أو مستخدماً، أو شريكا، عند مستوى الإسلام وأخلاقه وسموه وجماله ورقيّه، دين هداية وتقدم وأخلاق وقيم وعلم وإدارة واقتصاد وثقافة وفن وعدل وسلام؟.
فدخل الناس لذلك في دين الله أفواجاً.
بخلاف عصور الانحطاط والتقهقر الإسلامي والتخلف الحضاري، حيث للأسف نرى الناس يكادون يخرجون من دين الله أفواجاً، بسبب سلوكيات المسلمين وتخلفهم في شتى ميادين الحياة الإنسانية والحضارية، بسبب الصورة البائسة لأنظمة القهر والاستعباد والاستبداد المقنن، في ديار المسلمين.
الإسلام والعمالة الأجنبية غير المسلمة
هاهي ذي العمالة الأجنبية في الجزيرة والخليج تقدر بنحو 11- 12 مليون عامل أجنبي، ففي الإمارات تمثل هذه العمالة 80% من عدد السكان، وفي قطر 72%، والكويت 63%، والسعودية 30%، وفي البحرين وعُمان 26%، فيهم مسلمون وغير مسلمين، هل أُحسن إليهم ..وهل شعروا ببرد الأخوة الإسلامية، وجمال المساواة والعدالة والمحبة والإخاء في الإسلام؟.
للأسف تؤكد التقارير الأجنبية أن الجزيرة والخليج هي أكثر مواطن العالم انتهاكاً للحقوق والحريات، ولا نود هنا الإشارة إلى بعض هذه التقارير لما قد يسببه هذا من أرق لبعض الأنظمة أو المنظمات، وبصرف النظر أيضا عن مدى دقة وصحة هذه التقارير، وحجم الكارثة قوة وضعفا، وبصرف النظر أيضا عما يتمتع به بعض الوافدين من حريات وأجور حسنة نوعا ما ربما أفضل من بلدانهم، وبصرف النظر كذلك عما تتحلى به القبائل العربية في الجزيرة والخليج من نجدة وكرم وخلق عروبي أصيل، غير أننا هنا نذكّر أمتنا بالأصل، وهو لو أحسن إلى هذه العمالة الوافدة - ولو من الأوساط المتدينة – وتعومل مع هؤلاء الغرباء المعاملة الإسلامية الصافية، لرأينا المئات بل الآلاف يدخلون كل يوم في الإسلام، ولكان الحال غير الحال، كما وقع وأن دخلت شعوبٌ بأسرها في الإسلام دون أن تهراق قطرة دم واحدة، فقد دخل اليمانيون في الإسلام والأحباش والمغرب الأقصى وأجزاء كبيرة من أوربا ودول شرق آسيا كالهند وأند ونسيا وأجزاء من الصين، وغيرها من دول العالم، بحسن السيرة والمعاملة، ثم لأن الإسلام يملك قوة ذاتية تجذب الآخرين إليه، بلا عناء ولا مشقة، كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}الحجر9.
فما أحوجنا أن نذكّر أمتنا بهذا الخلق الجميل في معاملة الآخر، فضلاً عن العمالة المسلمة التي كفل لها الإسلام كل أسباب الحرية والكرامة والمساواة والعدالة .
مفاهيم غير إسلامية
البعض يتشبث ببعض الأحاديث الواردة في الغلظة على الكافر وسوء معاملته، كحديث أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه" رواه مسلم .
فيتعلل البعض بهذا الحديث في الغلظة والشدة على أهل الكتاب بلا تفريق بينهم، وما فهم المراد من الحديث إذ المراد هم أهل الكتاب المعاندون أو الحربيون أو المتكبرون منهم، أما من كان غير هذا فالواجب هو الرفق واللين معه، لقوله تعالى:{ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}البقرة83 .
ويؤيد هذا القول أن أبا أمامة الباهلي أنه كان لا يمر بمسلم ولا يهودي ولا نصراني إلا بدأه بالسلام وروي عن ابن مسعود وأبي الدرداء وفضالة بن عبيد أنهم كانوا يبدأون أهل الذمة بالسلام، وعن ابن مسعود أنه كتب إلى رجل من أهل الكتاب السلام عليك، وعنه أيضا أنه قال: "لو قال لي فرعون خيرا لرددت عليه مثله، وروى الوليد بن مسلم عن عروة بن رويم قال رأيت أبا أمامة الباهلي يسلم على كل من لقي من مسلم وذمي ( أنظر التمهيد: 17/91) .
وسرد ابن عبد البر صاحب التمهيد أقوال أهل العلم في الحديث إلى أن قال يرحمه الله: "وقيل لمحمد بن كعب القرظي إن عمر بن عبد العزيز سئل عن ابتداء أهل الذمة فقال: نرد عليهم ولا نبدأهم فقال أما أنا فلا أرى بأسا أن نبدأهم بالسلام قيل له لم؟ قال: لقول الله عز وجل: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}الزخرف89 ، ومذهب مالك في ذلك كمذهب عمر بن عبد العزيز وأجاز ذلك ابن وهب" .
ثم رجح ابن عبد البر يرحمه الله فقال: "وقد يحتمل عندي حديث سهيل أن يكون معنى قوله: (لا تبدؤوهم) أي ليس عليكم أن تبدؤهم كما تصنعون بالمسلمين وإذا حمل على هذا ارتفع الاختلاف" أهـ (التمهيد: 17/93، وانظر فتح الباري:11/39) .
إنني أعتقد أن الذين يذهبون مذهب مقاطعة الكافر كلية وعدم السلام عليه، فضلا عن الإحسان إليه والتلطف به، هم أنفسهم الذين يرون وجوب هجران حتى المسلم بزعم أنه مبتدع، وإن كانت بدعته خفيفة وفرعية غير أصلية .
إن الواجب الشرعي يقتضي ملاطفة الناس والإحسان إليهم، ولا سيما من أهل الغنى واليسر واليد العليا، كما هو الحال في الخليج الذين أسبغ الله عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، فهم أولى الناس بأداء الحقوق والإكرام والإحسان إلى الخلق، شكرا لله واعترافا بنعمته، لا سيما إن لم نجد ما يدعوا للريبة والشك فيهم.
كما أن الواجب على أنظمة الحكم في بلاد المسلمين الرفق واللين والإحسان إلى شعوبهم، وعدم الشقّة عليهم أو تحميلهم ما لا يطيقون .
من حقوق العمالة في الإسلام
ويمكن هنا أن نشير إجمالاً إلى ما يجب للعمالة من حقوق يجب أداؤها إليهم، من أهمهما:
1) أداء حقوقهم ومستحقاتهم وأجورهم المجزية بلا مماطلة أو تأخير، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: ( قال الله ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حراً فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره) رواه البخاري.
وحديث(أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) سنن البيهقي وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب صحيح لغيره .
قال المناوي في فيض القدير: "يحرم مطله والتسويف به مع القدرة فالأمر بإعطائه قبل جفاف عرقه إنما هو كناية عن وجوب المبادرة عقب فراغ العمل، إذا طلب وإن لم يعرق أو عرق وجف" .(فيض القدير: 1/1164) .
2) الأجر المكافئ للعمل، فلا يجوز أن يستخدم العامل استخداماً سيئا، فيعمل طوال ساعات الليل والنهار، مقابل مبلغ زهيد، لا يكاد يسد الرمق، قابل للخصم من تأمينات ونحوها، وما يتطلبه ربما حاله من سكن وطعام ونفقة لأهله وتعليم وصحة... إن هذه الأجور المتدينة وغير العادلة وغير المكافئة ولا المجزية، سببت في النفوس كراهية ونقمة على المجتمع ونظامه في كثير من البلدان، ولعلها أحد أهم أسباب فشو الجريمة في أوساط العمالة، في السياق نفسه يجب على السلطات متابعة تنفيذ قوانين العمل، القاضية بتحديد ساعات العمل والدوام اليومي، والأجر المجزئ والمكافئ .
3) إنشاء مكاتب إسلامية دعوية لتوعية هذه الجاليات وتعريفهم بالإسلام ، وقد لمس الجميع بحمد الله الآثار الطيبة لهذه المكاتب، بيد أنّنا في اليمن وإلى هذه اللحظة، لا نكاد نجد فيها مكاتب لدعوة الجاليات وتوعيتهم، وإن وجدت فهي لجان شعبية، تطوعية، لا تحظى بأي رعاية أو دعم رسمي.
4) سن القوانين الكفيلة بحماية العمالة والعمالة الأجنبية من شتى صنوف الاستغلال الجنسي، أو التعذيب النفسي، أو أشكال التمييز العنصري، أو الاستخدام الظالم، أو الامتهان لكرامة الإنسان، بما يتوافق والشريعة الإسلامية .
5) منح العمالة الأجنبية قدرا من الحرية والحماية، ويمكن في هذا السياق الاستفادة من قوانين العمل الغربية التي تعتبر نظام "الكفالة" نوعا من أنواع الرق الخفي .
6) لا يجوز تحميل العمالة الأجنبية مواقف بلدانهم السياسية، حتى ولو كان هذا العامل كافراً، لقوله تعالى: {وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }الأنعام164، فلا يجوز شرعاً أن تتحول بعض المواقف السياسية الدولية إلى تصفية حسابات أو انتقامات في حق العمالة من امتهان أو تمييز عنصري، أو أي نوع من أنواع الإيذاء النفسي أو القانوني أو التشريعي .
7) لا يجوز التعرض بالأذى للعامل أو السخرية منه أو من معتقده ودينه، قال الإمام القرافي عليه رحمة الله تعالى: "إن عقد الذمة يوجب حقوقاً علينا لهم، لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا وذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء، أو غيبة في عرض أحدهم، أو نوع من أنواع الأذية، أو أعان على ذلك فقد ضيع ذمة الله تعالى وذمة رسوله وذمة دين الإسلام" (الفروق للقرافي3/14) .
وإذا كان الحال كذلك فلا بد من التأدب معهم بالمقابل بآداب الإسلام من غض الطرف وستر عوراتهم، فيما لا ضرر فيه على المسلمين، وضيافتهم وزيارتهم، وإن لم يكونوا على ملة الإسلام، كما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة أهل الكتاب .
وإذا كان هذا هو الشأن مع أهل الكتاب، فكيف بأهل الدين والملة الواحدة؟! هل يجوز أن تستقبل احتجاجاتهم بالرصاص الحي، والغازات المسيلة للدموع والدماء، وربما القتل أو الاعتقال، فأي جريمة أفدح وأفظع من هذه الجريمة؟!، أعني قتل أحرار المسلمين الذين صرخوا في وجه الجوع والظلم والاضطهاد، والسياسات العرجاء والهوجاء، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
هذه إطلالة سريعة على أهم الواجبات الشرعية المتعين على المسلم القيام بها، إزاء العمال والمستخدمين، آمل أن يكون فيها نفع للمسلمين، وبيان لما يجب أن يكون عليه الحال مع هؤلاء الذين استرعانا الله إياهم، وهو سائلنا عنهم، والحمد لله رب العالمين .
والله تعالى من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .
Moafa12@hotmail.com