بقنابل وصورايخ خارقة للتحصينات… ضربة جوية قوية في قلب بيروت وترجيح إسرائيلي باغتيال الشبح عربيتان تفوزان بجوائز أدبية في الولايات المتحدة قوات كوريا الشمالية تدخل خط الموجهات والمعارك الطاحنة ضد أوكرانيا هجوم جوي يهز بيروت وإعلام إسرائيلي: يكشف عن المستهدف هو قيادي بارز في حزب للّـه مياة الأمطار تغرق شوارع عدن خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف في أول تعليق له على لقاء حزب الإصلاح بعيدروس الزبيدي.. بن دغر يوجه رسائل عميقة لكل شركاء المرحلة ويدعو الى الابتعاد عن وهم التفرد وأطروحات الإقصاء الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
وبعد برهة، عرفت أن الرجل عضو مجلس النواب اليمني!!! . فتأسفت له، لسوء التقدير، ثم دارت الأيام والتقيت بالأخ العزيز الشيخ السيد/ عبد الملك الأهدل، أثناء دراستنا الجامعية في السودان، فأخبرته بالقصة، فقال لي : أما أنا فقد رأيت يحي الراعي نفسه، زرته، رئيس مجلس النواب اليمني، في أحد مطاعم مكة على موتور سيكل، وقد نزل إلى المطعم، ولما رأيته سلّمت عليه، فقال لي بلهجته الجهرانية، الحمد لله أن الصحافة والإعلام لم يرونني وإلا كانوا لقطوا لي صورة !!!!!
أتساءل في هذا المقام: لما نحن اليمنيين يستأسد بعضنا على بعض في الداخل؟؟، فترى أفخم السيارات المدججة بالرجال والسلاح والهيلمان، وكأنها دقت ساعة الصفر، أعني دقت ساعة الحرب، هل ما يجري من مظاهر كاذبة وزائفة هل هو بسبب حاجة عند اليمني في حب السيطرة وحب الظهور والغطرسة، أو أنها سد حاجة نفسية من النقص الكبير، الذي لا يسده إلا التمظهر بمثل هذه المظاهر، والأبهات، أم هي دواعي الجهل المركب ومخلفات الجاهلية الأولى – حتى عند العلماء - لا تزال تعمل عملها في الصغير والكبير والعالم والجاهل والوزير والغفير، أم ماذا ؟!!!
الكثير يعلل هذه المواكب الجنائزية المهيبة التي تحيط ب\"الشيخ\" والمسلحين والمرافقين من حوله أنها ضرورة أمنية لحماية حياة \"الشيخ\" ، قدس الله سره !! .
مثل هذه الترهات الشيطانية تجعلنا نشفق على قائليها، ونصب الدمع غزيرا لمن يلوكها ويرددها، لأننا نرى كثيرا من الشخصيات الكبيرة في اليمن ليس لها تلك الأبهة المزعومة والكاذبة مع أنها أكثر خطورة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، فمثلا الأستاذ ياسين عبد العزيز القباطي، مهندس المشروع الإسلامي في اليمن – كما يلقبه البعض - إلا أنّ الرجل لا تجده إلا بمفرده أو يرافقه أحيانا بعض عابري السبيل، ممن يمشون في الطرقات ويغدون ويروحون لحاجاتهم، كغيرهم من بني البشر، وليس له مرافق واحد، وهو يمشي ويتجول في الأسواق، ويذهب ويؤوب لحاجته، يستقل سيارة قديمة، دون حاجة لكل تلك الأثقال والأغلال، ويسكن في بيت متواضع في شارع هائل، ولم نسمع أنّ ثمة حادثة أمنية وقعت له، ومثله أ. محمد اليدومي ومثله أ. ياسين سعيد نعمان ومثله أ. محمد سالم الباسندوة، و أ. عبد الوهاب الإنسي، وغيرهم كثير، قد نختلف معهم في هذه القضية أو تلك، ونتشاجر ونتهارج ونتهاجر، لكننا نجد أنفسنا مضطرين لشكرهم لتكريس هذه الثقافة الجديدة على اليمني، وإضافتهم الكريمة هذه الخلة الجميلة إلى القاموس اليمني، وهي أنّ الفخر والاعتزاز ليس بالقوة ولا الأحساب ولا الأنساب، ولا المرافقين ولا المسلحين ولا الأسلحة بأنواعها، وأن الفخر يجب أن يكون بالعلم والعمل والإنتاج والأثر الإيجابي الذي ينبغي أن يتركه الإنسان في الحياة، ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه .
فمتى نتحرر من تلكم الثقافة التي أثقلت كواهلنا وأعيت ضمائرنا، وأعمت أبصارنا وأوغرت صدرونا ودمرت كثيرا من مكتسباتنا، وجعلتنا مثالاً للأمة المتوحشة التي لا تعرف إلا لغة السلاح، أو التي تعيش دنيا الغاب، وعالم السباع والوحوش الضواري..، وليس في اليمن السعيد، البلدة الطيبة التي باركها الله في سمائه وأرضه، متى أيها العقلاء ؟!!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
Moafa12@hotmail.com