البنتاغون يعلن إزالة الميناء الأمريكي المؤقت من ساحل غزة ويكشف الأسباب شركة هواوي تكشف عن أحدث حواسبها اللوحية وتنشر التفاصيل لاعب ريال مدريد يفوز بجائزة الأفضل في الدوري الإسباني.. ماذا قدم؟ صحيفة عبرية.. لهذه الأسباب معركة رفح قد تجبر إسرائيل على وقف إطلاق النار دون صفقة للأسرى اللواء العرادة يدشن افتتاح مشروعين بمأرب بكلفة بلغت سبعمائة ألف دولار عاجل.. ضربات جوية أميركية - بريطانية على مواقع للحوثيين المليشيات الانقلابية تعرض منزل مسؤول رئاسي للبيع مركزي عدن يضيّق الخناق على الرئه الاقتصادية للمليشيات وقناة المسيرة تعترف بالألم وتصفه بالتصعيد الخطير الإنترنت الميت .. ماذا تعرف عنه ؟ ربع صفحات الويب لا يمكنك الوصول اليها. الصين تعلن موافقتها التدخل لوقف التوترات في «البحر الأحمر»
حين دارت عجلة السيارة التي كانت تقل الشابين أمان والخطيب لم يكن أحد منهما يدرك انه المشوار الأخير في حياته وان تلك العجلات ستقودهم الى الموت وهم لا يشعرون.
تحركت السيارة ومضت دون أن تسجل أي حادثة مرورية أثناء مشيها، حتى وصلت إلى جمع كبير من السيارات المزينة والمطلية بعبارات المباركة للعروسين وقتها أدرك أمان ورفاقه أن هذا الموكب هو لعرس وأن عليهم تجازوه نظراً لبطء حركة السير أمامهم .
ذكرت بعض الروايات أن السيارة التي كانت تقل أمان والخطيب ارتطمت بإحدى سيارات الموكب لتحدث مشادات كلامية قُطعت فجأة بأصوات الرصاص التي سكنت جسدي القتيلين .
أمان والخطيب يفارقا الحياة بعد أن اغتيلت المدنية في موكب عرسي قبلي همجي والقتلة كالعادة لاذوا بالفرار .
لو أن هذه الحادثة لم تحدث في الواقع وحاولت أن أسرد لكم تفاصيل مشابه لها لقلتم إنني مجنون وأن كلامي هذا لا يُصدق! ولكم الحق في ذلك فحتى اللحظة لا أحد استوعب ما حدث نظرا لبشاعة الحادثة ومستوى الهمجية والتخلف الذي وصل إليه القتلة.
مضى الموكب بسلام وزفت العروس لعريسها وكأن شيء لم يكن فالقتلة محميين بحصانة القبيلة ومناعة النفوذ وتخلف الدولة التي فشلت في أن تؤمن الطريق لأبنائها وتوفر الأمان لشعبها فحوادث القتل لا تتوقف وعداد الضحايا لا يكاد يفتر .
رحل أمان بصحبة رفيقة الخطيب وبقت الفوضى تراوح مكانها فيما مظاهر التسليح والتفحيط غزت شوارعنا وأنهكت أحلامنا ببناء دولة مدنية سودها الأمن ويحكمها القانون.
تستعرض الدولة قوتها وتفرد عضلاتها عند مداخل المدن وعواصم المحافظات لكنها تغض الطرف عن أولئك المتعجرفين وهم يتبخترون في شوارعنا وأزقتنا وأسواقنا بكمية السلاح التي بحوزتها والذخائر التي يحملونها وإذا فكر أحدنا بتجاوز موكبهم أردوه قتيلاً.
أثارت حادثة مقتل الشابين بصنعاء الرأي العام وأصبحت حديث الناس خلال الأيام الماضية وكان تناول معظم وسائل الإعلام باختلافها للحادثة مبني على تبعية سخيفة جانبت الصوت واهتمت فقط بكيل التهم ونشر الافتراءات ضد هذه الجهة أو تلك، وبالتالي وقع الإعلام اليمني كعادته في وحل من الكذب المفبرك والممنهج أحيانًا .
جميعنا يرف العنف فضلاً عن القتل لكن هذا لا يعني أن نتجرد عن مهنيتنا ونسخر الأحداث في خدمة أطراف معينة أو النيل من أشخاص بعينهم.
فحادثة قتل الشابين أخذت منحى آخر وتحولت من كونها قضية جنائية بحته إلى حادثة بأبعاد سياسية وأخرى مناطقية عقيمة روجت لها بعض وسائل الإعلام وكتبت عنها بعض الأقلام المأجورة والمسعورة
قبل يومين استمعت لحديث أحد أولياء الدم وهو يخاطب وسائل الإعلام بالكف عن تحميل القضية أكبر من حجمها أو محاولة تحويل مسارها ودس سم الحزبية والمناطقية فيها، كما توجه بحديثة لأجهزة الأمن بأن تتحمل مسؤوليتها في القبض عن القتلة.
أرجو أن تكون تلك الكلمات التي قالها ولي الدم قد دقت أبواب الصحافة والصحفيين ووصلت إلى أسماع المسؤولين والمعنيين وإلا فإن موكبا آخر جدير باغتيال الدولة حينها سنضع أكاليل من الدبور على ضريحها ونقرأ عليها ما تيسر لنا من سورة يس.